فاسدو لبنان يهددون المجتمع الدولي بتجويع شعبه

لا يستحق دياب أن يُخاطب العالم بالنيابة عن شعب لبنان.
حسان دياب يتناسى أن سياسيي لبنان هم الذين فرضوا حالة الحصار
السعودية تركت لبنان حين يئست من امكانية استعادته إلى محيطه العربي
إذا كان دياب مكلفا بإعلان لبنان دولة إيرانية، فليذهب إلى الجحيم الذي تخيله ميشال عون

لا أحد ينكر أن لبنان ذاهب إلى الجحيم. تلك مأثرة العصر اللبناني الجديد بكل معادلاته السياسية.

يوما ما فكر بعض اللبنانيين بأن النظام الطائفي سيطيح بلبنان دولة وشعبا لتحل محله دولة الطائفة الناجية.

لم تكن تلك الفكرة بعيدة عن التفكير الديني القديم الذي انتزعت من عجينته دولة الطوائف.

في حدود تلك المنطقة المعتمة دعا حسان دياب رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى انقاذ لبنان من الزوال بغض النظر عما فعله الفاسدون من أجل أن تكون عملية الإنقاذ مستحيلة.

كان خبير هندسة الالكترونيات واضحا في توجيه ندائه إلى العالم من أجل أن ينهي حصاره على لبنان متناسيا أن سياسيي لبنان هم الذين فرضوا حالة الحصار المقصودة تلك من خلال تعنتهم واصرارهم على الابقاء على امتيازاتهم وعدم التخلي عن سياساتهم التي قادت لبنان إلى العزلة والشعب اللبناني إلى الكارثة.

وبقدر ما استغاث فإنه وجه اللوم وحمل العالم مسؤولية ما جرى للبنان ولشعبه. ولم يكتف بذلك بل أنه هدد بأن الارتطام الكبير وهو يقصد انفجار الوضع في لحظة يأس قصوى سيذهب بلبنان في اتجاه خيار لن يكون مريحا بالنسبة للعالم وبشكل خلص للعالم العربي.

لم يكن دياب موفقا حين هدد بأن لبنان سيضطر إلى الارتماء في الحضن الإيراني بحثا عن حل لمشكلات شعبه. لا لأنه لم يدرك أن تخلي الكثير من أصدقاء لبنان عنه يعود سببه إلى هيمنة حزب الله التابع إلى إيران على لبنان سياسة واقتصادا ومواقف وولاءات حسب بل وأيضا لأنه ظهر ساذجا في تقدير تأثير الفجيعة اللبنانية على المنطقة المفجوعة والموجوعة بطرق مختلفة ولأسباب متنوعة.  

رئيس الحكومة اللبنانية اختار أن يدافع عن الفاسدين في وجه العالم حين اعتبره مسؤولا عن الكارثة التي صارت تتجلى بصور مختلفة. انهيار سعر صرف الليرة. غلاء المواد الغذائية الأساسية واختفاؤها. ارتفاع سعر الخبز. الطوابير على محطات الوقود وسواها من المشاهد التي صارت سببا مضافا كما قال دياب إلى أن يفكر اللبناني بالهجرة.

إذاً هناك مهاجرون جدد في طريقهم إليكم إن لم تقدموا حزمة مساعدات عاجلة سيقوم الفاسدون بالإشراف على بيعها من خلال وسائطهم في السوق السوداء. لم يترك الفاسدون مكانا إلا ونالوا حصتهم منه فلبنان ليس لشعبه بل لهم أولا وما يتبقى منه لشعبه. ما من شيء مستثنى من ذلك. فاسدو لبنان ليسوا كما يُظهرون أنفسهم باعتبارهم من علية القوم ونخبتها بل هم لا يملكون أخلاقا نبيلة ولا علاقة لهم بالنزاهة وهم الأكثر ابتذالا في سلوكهم من أي فئة اجتماعية أخرى. نفوسهم ذليلة وطلباتهم رخيصة.

رئيس حكومة التكنوقراط يعرف جيدا أن حزب الله قد نجح في منع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون من تنفيذ خطته لإنقاذ لبنان ويعرف أيضا أن قاتل رفيق الحريري مقيم في الضاحية الجنوبية ولن تتمكن قوة دولية من القاء القبض عليه كما أنه يعرف أن كل التحقيقات تشير إلى مسؤولية حزب الله عن الانفجار العظيم الذي ضرب ميناء بيروت وفوق ذلك وبعده فإنه وهو رئيس حكومة مؤقتة يجد أن ابتزاز المجتمع العالمي والدول العربية هي فرصته الأخيرة للحصول على الأموال في ظل الجباية التي يمارسها حزب الله.

وهو في ذلك انما يعبر عن شخصية الرجل الذي لا يؤمن بأي مبدأ وهو رجل يرعى مصالحه الشخصية الضيقة. هناك فضيحتان تعبران عن جوهر أخلاقه. الأولى تتعلق بمستحقات نهاية الخدمة حين انتقل من التدريس إلى رئاسة الحكومة التي طلب دياب من الجامعة الأميركية أن تكون بالدولار وأن تحول إلى حسابه في سويسرا فيما كان لبنان يعاني من أزمة في العملة الصعبة. والثانية كشف عنها أحد أفراد الوفد القطري حين فاجأ دياب الوفد بتقديم سيرته المهنية طلبا للوظيفة بعد أن يغادر منصبه رئيسا للحكومة اللبنانية. 

بناء عل ذلك لا يستحق دياب أن يُخاطب العالم بالنيابة عن شعب لبنان. فهو أقل من أن يكون مؤهلا لتمثيل مصالح شعب أو التكلم باسمه. ليس ذلك بخاف عن فرنسا أو الولايات المتحدة أو السعودية.

دياب يبتز السعودية بإيران. إضافة إلى خبثه ومكره فإنه رجل ساذج. فالسعودية تركت لبنان بعد أن يئست من أمكانية استعادته إلى محيطه العربي وتركت الأمر لأبنائه وما لم يكن هناك ظهير وطني فإن السعودية لن تدافع عن بلد تخلى أهله عن الدفاع عن حقيقته.

فإذا كان دياب قد تم تكليفه بإعلان لبنان دولة للطائفة الناجية فليذهب هو ودولته الإيرانية إلى الجحيم الذي تخيله ميشال عون ولن تكون لدى العالم أية رغبة في أن يمنع لبنان من الارتطام بشعبه.