
فرنسا والدنمارك تفككان خليتين على صلة بداعش
باريس - أعلنت الشرطة الدنماركية تفكيك خلية من 6 رجال يشتبه في انتمائهم لتنظيم الدولة الاسلامية بالتزامن مع إعلان السلطات الفرنسية اعتقال ثمانية أشخاص بشبهة تمويل جماعة متطرفة في سوريا، بينما تأتي هذه التطورات في أعقاب هجمات إرهابية متتالية شهدتها فرنسا وعدة مدن وعواصم أوروبية طيلة السنوات الماضية.
وأعلنت الشرطة أن ستة رجال اعتقلوا في الدنمارك خلال مداهمات في إطار مكافحة الإرهاب بشبهة الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية أو دفع أموال له.
وذكرت شرطة اوستيلاند (غرب) أن أعمار المشتبه بهم الذين لم تكشف هوياتهم تراوح بين 27 و35 سنة.
واعتقل اثنان منهم في العاصمة كوبنهاغن والأربعة الآخرون في منطقة آرهوس (غرب) ثاني مدن الدنمارك.
وقالت الشرطة في بيان "يشتبه في أن يكون موقوفان أحدها في الـ29 من منطقة آرهوس وآخر في الثلاثين يقيم في كوبنهاغن انتهكا قانون العقوبات، بعد أن سافرا في صيف 2014 إلى سوريا حيث تم تجنيدهما من تنظيم الدولة الإسلامية".
ويشتبه في أن يكون الرجل البالغ الـ29 حاول العودة إلى سوريا في ربيع 2015 للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وبتحريض منه يشتبه في أن يكون أربعة مشتبه بهم عملوا كـ"وسطاء" وأرسلوا المال إلى التنظيم الجهادي.
ووفقا للاستخبارات الدنماركية غادر ما لا يقل عن 160 شخصا الدنمارك للقتال في سوريا أو العراق. وقتل ثلثهم في منطقة النزاع ولا يزال 32 فيها ونصفهم عاد إلى الدنمارك أو انتقل إلى بلد آخر.
وتعتبر الاستخبارات الدنماركية التنظيم الجهادي أكبر تهديد يحدق بأمن البلاد.
وفي فرنسا تم توقيف 8 أشخاص الثلاثاء في إطار تحقيق للنيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب بشأن زيارة قام بها رجل إلى سوريا وشبكة تحويلات مالية إليها، وفق ما أفاد مصدر قضائي.
وتبلغ أعمار الموقوفين بين 28 و48 عاما، ستة منهم ولدوا في روسيا وواحد في جورجيا. ووفقا لمصدر مطلع على القضية، فإن هؤلاء من الجالية الشيشانية.
وتم توقيف ستة منهم في إقليم الراين الأسفل والسابع في بوي دي دوم، وفق المصدر.
وتم احتجازهم جميعا بتهمة "الانتماء إلى منظمة إرهابية" و"تمويل الإرهاب" في إطار هذا التحقيق الأولي لأجهزة الاستخبارات الفرنسية.
وينفذ نظام العدالة الجنائية لمكافحة الإرهاب في فرنسا بانتظام عمليات دهم مرتبطة بتمويل الإرهاب في المنطقة العراقية السورية.
في سبتمبر/أيلول 2020، تم تنفيذ توقيفات عدة لتفكيك شبكة تستخدم العملات المشفرة لتمويل أعضاء في تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا خصوصا. وبدأت الإجراءات القضائية ضد 8 من أصل 30 شخصا قبض عليهم.

والأسبوع الماضي توفيت شرطية فرنسية على يد إسلامي متشدد بعد طعنها بسكين في مدينة رامبوييه قرب العاصمة باريس.
عادت فرنسا التي شهدت في الخريف ثلاثة اعتداءات جهادية خلال أسابيع، لتواجه الجمعة "الإرهاب الإسلامي" الذي أكد الرئيس إيمانويل ماكرون انه "لن يتنازل إطلاقا أمامه".
والسبت أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس الذي توجه الجمعة إلى رامبوييه "هذا الهجوم هو هجوم على مبادئ الجمهورية وتحد للدولة ولن نتساهل". وسيعقد في باريس اجتماعا مع الأجهزة والوزراء المعنيين "لتقرير الخطوات المقبلة".
يأتي الهجوم في حين ما زالت في إيفلين ماثلة في الأذهان حادثة مقتل زوجين من عناصر الشرطة طعنا في يونيو/حزيران 2016 في منزلهما في ماغنافيل على يد رجل اعلن ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية.
وفي 16 اكتوبر/تشرين الأول 2020 في الدائرة نفسها أقدم شاب في الـ18 يتحدر من الشيشان بقطع رأس الاستاذ سامويل باتي.
منذ 2015 أوقعت سلسلة اعتداءات جهادية أكثر من 260 قتيلا في فرنسا، ونفذ العديد من هذه الهجمات بالسلاح الأبيض مستهدفة قوات الأمن طبقا للدعوات التي يوجهها تنظيم الدولة الإسلامية.
ويعود آخر هجوم دام ضد قوات الأمن في فرنسا إلى 3 اكتوبر/تشرين الأول 2019 عندما أقدم موظف في مركز شرطة باريس على قتل ثلاثة شرطيين وموظف إداري طعنًا قبل أن يُقتل بدوره.
وهذا الهجوم الجديد بالسلاح الأبيض على عنصر في قوات الأمن يذكر بأن البلاد ما زالت تعيش تحت تهديد إرهابي مرتفع جدا منذ 2015، رغم خفض خطة "فيجيبيرات" الأمنية مطلع مارس/آذار "مخاطر الاعتداءات" إلى المستوى المتوسط.