في كل الاحوال الامر سيان

"معهد العلوم والأمن الدولي" كشف أن إيران لم تنهِ أبدًا الأنشطة المتعلقة بالحصول على الأسلحة النووية.

عندما تنعدم الخيارات وتنغلق كل الابواب بوجه أحدهم بحيث يواجه وضعا إستثنائيا يعلم جيدا بأن نهايته ليست مكلفة فقط بل ستجهز عليه تماما، فإن هكذا شخص يجب الانتظار منه أن يتصرف كالمتواجد في مكان مظلم وينتظر مهاجمته في أية لحظة فيضرب ذات اليمين وذات الشامل دفاعا عن نفسه. وهذا هو حال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تماما، ولاسيما عندما يصدر تصريح من جانب النائب في البرلمان الايراني، حميد رضا حبيبي، وبعد إجتماع في البرلمان ضم أيضا رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ونائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يقول فيه بأنه قد تمت مناقشة رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 50% في إطار تقليص إيران لالتزاماتها الدولية للمرحلة الثالثة، وإن طهران "تعمل على تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة IR-6 وIR-7 وIR-8" التي تستخدم للتخصيب، فإن ذلك يعني إن طهران تسعى للمزيد من التصعيد الحذر ذلك إن هذا التصريح قد رافقه تصريح "هادئ" آخر للنائب حسين نقوي حسيني نقلا عن صالحي قوله خلال الاجتماع إن إيران جاهزة للعودة إلى ظروف ما قبل الاتفاق النووي. وهذا يعني إن هذا التهديد هو مناورة تقليدية أخرى من المناورات التي دأب هذا النظام على القيام بها من أجل فتح ثغرة ومتنفس في جدار التعامل الاميركي الصارم معهم.

التشكيك في النوايا التي يضمرها النظام الايراني من أجل إنتاج الاسلحة النووية، لم يعد مرتبطا بمجاهدي خلق فقط بل إنه صار أشبه برأي سائد وله إعتباره في العديد من الاوساط الدولية، مع الاشارة الى إن طهران تنزعج من ذلك كثيرا لأنه يعني إن هذا التنظيم الايراني المعارض والاشهر من نار على علم، قد تمكن من إقناع المجتمع بوجهة نظره بهذا الصدد مثلما نجح في إقناع العالم بكون النظام الايراني بٶرة لتصدير التطرف والارهاب وإنه يقوم بممارسات ممنهجة لإنتهاك حقوق الانسان في عموم إيران.

التقرير الجديد لـ "معهد العلوم والأمن الدولي" كشف أن إيران لم تنهِ أبدًا الأنشطة المتعلقة بالحصول على الأسلحة النووية كما تعهدت في الاتفاق النووي حيث تستمر العمل في أبحاث في منشأة عسكرية تحت الأرض من أجل "تخصيب اليورانيوم إلى مستويات صنع الأسلحة النووية"، حيث أكد أن الشكوك التي طالما ظل المجتمع الدولي يصرح بها كانت في محلها حيث إن إيران لم تفكك موقع أبحاث فوردو، كما كان مطلوبا منها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015. وقد كان هذا تحديدا أحد أهم المواقف المعلنة من جانب مجاهدي خلق التي طالما دعت الى إلتزام نهج حازم وصارم معه ليس بهذا الصدد فقط بل حتى في المجالات الاخرى فالحزم والصرامة وكما تشدد مجاهدي خلق دائما، هي اللغة الوحيدة التي يفمهما هذا النظام، ولاريب من إنه مهما قال وفعل هذا النظام فإنه في النهاية لا يمكن أن يتخلى عن برنامجه النووي حتى تحقيق هدفه المنشود، وهذه الحقيقة يجب أن يضعها العالم دائما نصب عينيه.