قائد الجيش الجزائري يثمن تحرك القضاء ضد "الفاسدين"

قائد أركان الجيش الجزائري يثمن استجابة القضاء إلى دعوة سابقة له من أجل فتح ملفات الفساد في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

الجزائر - رحب قائد الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح اليوم الثلاثاء بتحرك القضاء ضد شخصيات مقربة من الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة فيما يتعلق بالكسب غير المشروع، وذلك بعد يوم من إعلان السلطات القبض على خمسة رجال أعمال.

وقال قايد صالح خلال خطاب ألقاه الثلاثاء أمام قيادات عسكرية، في المنطقة الأولى بالبليدة (جنوب العاصمة) "أثمن استجابة جهاز العدالة للتحرك السريع في متابعة قضايا الفساد".

وأعلن التلفزيون الرسمي أمس الاثنين إنه تم القبض على الملياردير يسعد ربراب، الذي تصنفه مجلة فوربس أغنى رجل أعمال في الجزائر.ويرأس ربراب مجموعة سيفيتال المملوكة لأسرته وتعمل في أنشطة متعددة وتملك شركات ضخمة في مجال تكرير السكر. وقبضت السلطات أيضا على أربعة أشقاء من عائلة كونيناف الثرية.
واعتبر قائد أركان الجيش الجزائري أن أطرافا وصفها بـ"المتعنتة"، ترفض أي حوار، بهدف دفع البلاد نحو فراغ دستوري.

ونقل بيان صادر عن وزارة الدفاع عن قايد صالح قوله إن "أصواتا ترفض كل المبادرات ومقاطعة لكل الخطوات، بما في ذلك مبادرة الحوار الذي يعتبر من الآليات الراقية التي يجب تثمينها، لاسيما في ظل الظروف الخاصة التي تمر بها بلادنا"، دون تسمية الطرف.
وتابع "يتوجب استغلال كل الفرص المتاحة للتوصل إلى توافق للرؤى وتقارب في وجهات النظر، تفضي لإيجاد حل بل حلول للأزمة، في أقرب وقت ممكن، لكون استمرار هذا الوضع ستكون له آثار وخيمة على الاقتصاد الوطني".
وكانت أغلب الأحزاب المعارضة، وحتى من الموالاة، قد قاطعت مشاورات دعا إليها الرئيس الجزائري المؤقت عبدالقادر بن صالح، بدعوى أنها ترفض إشراف كل رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة على المرحلة الإنتقالية.
وتهدف المشاورات إلى بحث آليات إنشاء هيئة مستقلة لمراقبة انتخابات الرئاسة المقررة في الرابع من يوليو/ تموز القادم .
وفي خطابه، حذر قائد الجيش من "الظاهرة الغريبة المتمثلة في التحريض على عرقلة عمل مؤسسات الدولة، ومنع المسؤولين من أداء مهامهم"، في إشارة إلى طرد عدة وزراء ومسؤولين خلال زيارات ميدانية.

وتنحى بوتفليقة في الثاني من أبريل/نيسان بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي امتد لعشرين عاما، اتهمه خلالها المحتجون بالسماح باستشراء الفساد في أوساط النخبة السياسية في الجزائر.

ولعب صالح دورا في استقالة بوتفليقة بالمطالبة بعزله من المنصب، ويدعو منذ ذلك الحين إلى شن حملة على الفساد.

لكن رحيل بوتفليقة عن الرئاسة لم يفلح في إرضاء الكثير من الجزائريين الذين يريدون الإطاحة بجميع رموز النظام القديم ومعاونيه.

وخرج طلاب الجامعات في الجزائر العاصمة اليوم إلى الشارع كما دأبوا على ذلك كل يوم ثلاثاء منذ 22 شباط/فبراير، للمطالبة برحيل النظام ومحاسبة "العصابة" تحت شعار "يا احنا يانتوما ارحلي يا حكومة" أي "إما نحن وإما أنتم على الحكومة أن ترحل".

ويريد المحتجون رحيل النخبة الحاكمة والتي عرفت بولائها إلى نظام بوتفليقة كما يطالبون بحل الحزب الحاكم وإنهاء حكم القلة وبإصلاحات ديمقراطية شاملة.