قاتل يتسلّل لمنازلنا في صمت ينتعش في البرد!

غاز أول أكسيد الكربون الناجم عن الاحتراق غير الكامل للغاز الطبيعي او التدفئة المنزلية هو غاز سام عديم الرائحة وعديم اللون، ولأنه من المستحيل رؤية الأبخرة السامة أو تذوقها أو شمها، يمكنه قتل من يتعرض له قبل أن يدرك وجوده في البيت.
إذا استنشق الشخص أول أكسيد الكربون، ينقل على الفور إلى الهواء الطلق
من يسلم من الموت ممكن أن ينتعش بشكل بطيء وقد يحصل تلف بالدماغ

الجزائر – مع زحف موجة برد على دول شمال افريقيا، تشهدت بعضها وخاصة الجزائر سلسلة وفيات مأساوية ناتجة عن التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون الناجم عن استخدام التدفئة المنزلية، ما يلقي الضوء على نقص الوعي بسبل تجنب مثل هذه الحوادث.

وسجلت الجزائر خلال الاسبوعية الماضيين وفاة وفاة 17 شخص في 24 ساعة، كما أودى اكسيد الكربون بست افراد من عائلة واحدة في سلسلة حوادث اخرها وفاة 3 اشخاص الاحد.

ويدفع الانخفاض في درجات الحرارة المسجل في الأيام الأخيرة في الجزائر السكان إلى اللجوء أكثر إلى أجهزة التدفئة، والتي غالبا ما تعمل بالغاز أو الغاز أويل، مما يعرضهم  لمخاطر أحادي أكسيد الكربون، على الرغم من تحذيرات فرق الإغاثة.

وتعلن الحماية المدنية بالجزائر يوميا، عن تدخلات لإنقاذ نحو 100 شخص استنشقوا الغاز المميت المنبعث إما من المدفآت أو سخانات الماء خصوصا.

وزاد استخدام الغاز للتدفئة وحاجات تسخين المياه في المنازل ببعض الدول العربية، خصوصا تلك التي تعاني من أزمة انقطاع كهرباء، الأمر الذي يستدعي المزيد من التوعية والانتباه إلى أخطار تسرب الغاز.

وأول أكسيد الكربون مادة كيميائية تنتج من الاحتراق غير الكامل للغاز الطبيعي أو المنتجات الأخرى المحتوية على الكربون.

ويحدث الاحتراق غير الكامل عند استخدام كميّة غير كافية من الأكسجين في عملية حرق الوقود (الهيدروكربون).، وبالتالي، ينبعث المزيد من غاز أحادي أكسيد الكربون بدلاً من ثاني أكسيد الكربون.

وتشير وكالة حماية البيئة الأميركية، إلى أن غاز أول أكسيد الكربون هو غاز سام عديم الرائحة وعديم اللون. ولأنه من المستحيل رؤية الأبخرة السامة أو تذوقها أو شمها، يمكن لغاز أول أكسيد الكربون قتل الشخص الذي يتعرض له قبل أن يدرك وجوده في المنزل.

وتختلف آثار التعرض لغاز أول أكسيد الكربون بين الأشخاص حسب عمر المصاب، وحالته الصحية، وفترة التعرض للغاز.

وتتضمن الأعراض الشَائعة للتعرّض له الآتي:  الصّداع، الغثيان، سرعة التّنفس، الضّعف، الإرهاق الدّوخة والارتباك.

آثار تختلف حسب عمر المصاب وحالته الصحية وفترة التعرض للغاز

وعلاوةً على ذلك، قد يؤدّي نقص الأكسجة (نقص الأكسجين الحاد) النّاتج عن التسمّم الشّديد بغاز أحادي أكسيد الكربون لتأثيرات عصبية يمكن عكسها، أو إلى تأثيرات عصبيّة أو قلبيّة دائمة.

ومن مصادر  انبعاث أول أكسيد الكربون؛ محركات السيارات، وشوايات الفحم، وأنظمة التدفئة الداخلية، وسخانات المياه التي تستخدم الغاز الطبيعي.

عند استنشاق أول أكسيد الكربون، يحل مكان الأكسجين في مجرى الدم. وتختلف الأعراض من شخص لآخر. فالأشخاص المعرضون لخطر كبير هم الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص المصابون بأمراض الرئة أو القلب والأشخاص الموجودين على ارتفاعات عالية والمدخنين.

إذا استنشق الشخص أول أكسيد الكربون، ينقل على الفور إلى الهواء الطلق. ويجب طلب مساعدة طبية فورا. ويجب تزويد فرق الإسعاف لدى حضورها، حسب بن ميديسين بالمعلومات الآتية:

ولدى نقله إلى المستشفى، تُقاس علامات المصاب الحيوية للشخص، بما في ذلك درجة الحرارة والنبض ومعدل التنفس وضغط الدم. إضافة إلى احتمال تلقي المصاب الأكسجين من خلال أنبوب التنفس عبر الفم، وخضوعه لتحاليل الدم والبول، ولتصوير الصدر بالأشعة السينية، ولتخطيط القلب، والعلاج بالأكسجين عالي الضغط وأدوية لعلاج الأعراض.

ويمكن أن يسبب التسمم بأول أكسيد الكربون الموت.

ومن يسلم، ممكن أن ينتعش بشكل بطيء، ويحصل تلف بالدماغ حسب كمية وطول فترة التعرض لأول أكسيد الكربون.

ويؤكد موقع بن ميديسين وجوب أن يكون في كل منزل كاشف أول أكسيد الكربون خصوصا قرب أي أجهزة لحرق الغاز (مثل الفرن أو سخان المياه).

ويشير إلى أن العديد من حالات التسمم بأول أكسيد الكربون تحدث خلال أشهر الشتاء عند استخدام الأفران والمدافئ الغازية والسخانات على الغاز وإغلاق النوافذ. لذلك يجب فحص السخانات وأجهزة حرق الغاز بانتظام للتأكد من أنها آمنة للاستخدام.