قتلى في صفوف ميليشيات إيرانية بغارة جوية في سوريا

غارات يعتقد أنها إسرائيلية تقتل ستّة عناصر من الميليشيات الموالية لإيران، بينهم 4 من الجنسية السورية في قرية العباس بريف مدينة البوكمال شرق دير الزور بعد أيام من زيارة قائد فيلق القدس الإيراني لها.

دير الزور (سوريا) - أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ ستة من عناصر ميليشيات موالية لإيران قتلوا في شرق سوريا قرب الحدود مع العراق في غارات جوية استهدفت عصر السبت مواقعهم ومواقع لقوات النظام التي يدعمونها.

وقال المرصد إنّ "ستّة عناصر من الميليشيات الموالية لإيران، بينهم 4 من الجنسية السورية، قتلوا جرّاء الغارات التي يُعتقد أنها اسرائيلية، استهدفت مواقع قوات النظام والميليشيات الإيرانية في قرية العباس بريف مدينة البوكمال شرق دير الزور".

وتأتي هذه الغارات بالتزامن مع الكشف عن زيارة غامضة قام بها إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الإيراني لمدينة البوكمال في الأيام القليلة الماضية.

والسبت، كشفت وكالة تسنيم شبه الرسمية الإيرانية، عن زيارة قاآني إلى شرقي سوريا، في إعلان نادر عن تحرك خليفة قاسم سليماني الذي قتلته الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني. 

وقالت "تسنيم" إن قاآني زار مدينة البوكمال خلال الأيام القليلة الماضية.

وحذفت الوكالة فيما بعد تقرير الزيارة دون تفسير، فيما لم تشر أية وسائل إعلام إيرانية الأخرى إلى هذه الزيارة.

وبعد مقتل سليماني حاولت طهران تغيير بعض مواقعها في سوريا لتفادي استهداف ميليشياتها المتكررة من قبل الطيران الإسرائيلي إضافة إلى مخاوفها من عدم التوصل إلى تفاهمات مع روسيا التي أعربت عن قلقها إزاء التغلغل الإيراني هناك.

وفي وقت سابق قامت إيران بتغييرات عديدة على نقاط تمركزاتها لاسيما في دير الزور والبوكمال وحمص، لكن هذه التغييرات كانت على حساب روسيا في بعض الأحيان حيث عمدت الميليشيات المدعومة من طهران إلى طرد وفد لميليشيا لواء القدس الفلسطيني والمدعوم من روسيا.

والثلاثاء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 5 عناصر من ميليشيات إيران لقوا حتفهم في قصف إسرائيلي شرق سوريا في أحدث تحركات إسرائيلية ضد أهداف إيرانية.

وتحتل مدينة البوكمال موقعا استراتيجيا بالنسبة لإيران، وتسيطر الميليشيات المدعومة من إيران على البادية وشرق دير الزور بشكل أساسي، حيث تعتبر المنطقة طريق الميليشيات من إيران عبر العراق إلى سوريا.

وتأتي هذه الغارات الإسرائيلية بعيد أيام من مقتل جنديين سوريين وخمسة مقاتلين موالين للنظام السوري في ضربات إسرائيلية استهدفت جنوب سوريا وشرقها مساء الثلاثاء، وفق المرصد.

وفي 4 حزيران/يونيو قُتل ما لا يقلّ عن تسعة عناصر موالين للنظام السوري، بينهم أربعة سوريّين، في غارات للجيش الإسرائيلي على وسط سوريا، في منطقة يُسيطر عليها الجيش السوري وقوّات إيرانيّة، بحسب المرصد.

كما أسفرت ضربات جوية في 16 مايو/أيار  مواقع تابعة لقوات إيرانية ومجموعات مسلحة موالية لها في شرق سوريا عن مقتل سبعة مقاتلين، وفي الخامس من مايو/أيار/ خلفت مقتل 14 مقاتلا.

وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذها غارات في سوريا، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011، تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.