قراءات شعرية متنوعة في ختام مهرجان الخرطوم للشعر العربي

القاعة الكبرى لوزراة التعليم العالي تودع ثلاثة أيام بلياليها لن تنساها الخرطوم.
أحمد النور منزول شاعر يكتب بالمحكية بذات جمال الفصيح فيه وله أربعة دواوين بين النوعين
سلافة خالد، سلافة الشعر الحقيق ولون وردي في لوحة الليلة

الخرطوم ـ احتشدت القاعة الكبرى لوزراة التعليم العالي مودِّعة ثلاثة أيام بلياليها لن تنساها الخرطوم، أيام من الشعر برعاية حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي. الختام  الذي شرفته عائشة موسى عضو المجلس السيادي ومحمد إبراهيم القصير مدير الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة بحكومة الشارقة استهل بالشعر مباشرة، مقدم الأمسية عبدالرحمن الفاتح قدم عماد بابكر الشاعر والإعلامي رئيس تحرير (الوجود المغاير) والحائز على جوائز موزعة بين الشعر والنقد فقرأ مذكرًا بصورة لقناص كان يتصيد الثوار:
قبيلَ ارتكازِكَ للقنصِ ياذا
تمهّلْ
فمنذا ستقتلْ؟
 وما كان يفعل؟
لقد ودّع الأمَّ صُبحاً
وقبّل طفليه فهل أنت تفعلْ؟
ليغرقَ في الجمعِ
في الحافلاتِ التي لا تؤوبْ
سوى في المغيبْ 
(مشظَّى) من الهمِّ،
همِّ العبادِ
وجرحِ البلادِ الذي لا يطيبْ
أحمد النور منزول (رجل في شكل لا) شاعر يكتب بالمحكية بذات جمال الفصيح فيه وله أربعة دواوين بين النوعين أعقب صديقه عماد على المنصة وقرأ:
طمئنيني .. يا بلادي .
واجدليني .. 
 شارةَ النصرِ على كلِّ الأيادي .
عمِّديني ..
في لهيب الخيلِ والسيفِ وتحنانِ الرواحلِ 
للسفرْ
شاعراً للحزنِ والناسِ وألوانِ الخطرْ
ثم كان صاحب (صرخة العشب الأخيرة) الشاعر الإعلامي الحسن عبدالعزيز صاحب الصوت المتفرد ليدهش الحاضرين بلون جديد ما اعتادو عليه حين قرأ بلهجة غرب كردفان وقرأ من فصيح شعره كذلك في حب الوطن في محاولة لتوسعة ما ضاق:
ضاقت بنا أرض القصيدة مثلما زيتونها...
ضاقت بخضرته الحقول
الشيخ موسى يعرف القريبون منه سرعة صعوده، وتطوره لكنه أذهل الجميع بنضج مبكر وقصائد لا يكتبهن إلا شاعر متمكن مثل أهله من آل يونس الشعراء صعد المنبر واثقًا وقرأ:
ردي بغيمكِ
شيئاً فيَّ محتضرا
كي استعيد بإيقاعِ الندى وَتَرا 
رديهِ 
نجماً على باب الضنى وَهجاً
يضيء في الكون صمتاً كلما انكسرا
ورممي في شغورِ الروحِ أحجيةً
كأن ضوءً على لألائها اندثرا

ثم كانت سلافة خالد سلافة الشعر الحقيق ولونًا ورديًا في لوحة الليلة. الدكتورة سلافة  تخرجت في كلية الطب – جامعة الخرطوم وتخصصت في طب الأطفال. تعمل بكلية الطب – جامعة الخرطوم، ومركز السودان للقلب.
ثم كان محمد زين العابدين أبوجديري (دكتوراة في مجال التخطيط الاستراتيجي القومي – جامعة أم درمان الإسلامية/عضوية عدد من الأندية الثقافية والمنتديات الأدبية في الخرطوم، وله ديوان "اختراق الصمت"):
خَرَق صَمْتك
مساحات الهوى المنسُوجِ
مِنْ وعْيِ انتمائِك للحُرُوف
كُلَّ الحروف الصَّامْدَه
في وجهِ المقاصِلِ
والزَّنَازِين البِتَكْتُمْ
صُوتْ وتَرْ كُلَّ العِبارات
البِتَسْطَعْ في السُّدوفْ
وكتين لَمَعْ قُوسِكْ
على شكل القُزَحْ شَاقِّي السَّما
لَمِلَمْ بَيَاضْ كُلَّ المُزُنْ
واتوسَّدِكْ حالَةْ حُزُنْ
أما آخر القراءات فادخرت للشاعر والناقد البحاثة ميرغني محمد عثمان ديشاب (المولود بقرية أرشا، عمودية أوشات، جنوب وادي حلفا 1953. تخرج في معهد التربية بكسلا 1971، ودرس كلية الآداب بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، كما نال درجة الماجستير من معهد الخرطوم الدولي للغة العربية. له دراسات في العامية السودانية، والتراث النوبي، وتراث أرض البطانة). ومن شعره:
الله يعلم والخليقة تشهد
إن غالها الدهر العصي الأخلد
فخريدة وئدت فأبكت أهلها
جزعاً فكيف على صباها توأد
حب وأخلاص وقيد وأشتهى
ونقاء أيام وغيد خرد
جمعت يد الله الجمال بأرضها
فبدت تميس بحسنها تتغرد
ثم كان التكريم للمشاركين في الأمسية والمهرجان من قبل عائشة موسى السعيد عضو المجلس السيادي ومحمد إبراهيم القصير مدير الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة بالشارقة ومدير بيت الشعر الخرطوم د. الصديق عمر الصديق، وختمت الأمسية بكلمة لعائشة موسى مثمنة مجهودات حاكم الشارقة في نشر الثقافة العربية، وأضافت أن بين الشارقة والسودان علاقات متينة ومتجذرة خاصة في مجال الثقافة مشيدة ببيت الشعر بالخرطوم ودوره العظيم الذي يقوم به تجاه الشعر والشعراء في السودان، وأعربت عن سعادتها بحضور ختام المهرجان .