قصائد غدير حدادين تلامس القلوب

الشاعرة الأردنية استطاعت نقل الحضور، كبارا وصغارا، إلى عالم مليء بالبهجة.
في المطار .. كل الوجوه تغادر إلا وجه مقيم معها في حقيبة سفر
لست محطة أعبرها وأبكيها حنيناً

عمان ـ بين الشعر والبحر، ووقع خطى الموج على الشاطئ، الذي بدا كأنه يرقص منتشيا لما يسمع، ألقت الشاعرة غدير حدادين على أهالي العقبة قصائد متنوعة لامست القلب. 
وفي أمسية شعرية نظمتها مؤسسة عبدالحميد شومان، الخميس ضمن فعاليات كرنفال العقبة السياحي الخامس، استطاعت حدادين نقل الحضور، كبارا وصغارا، إلى عالم مليء بالبهجة، كانت هي الوحيدة القادرة على صنعه وحياكته بحرفية شديدة، الأمر الذي وصل أن حركت في داخلهم مشاعر الحب والعطاء والوطنية، مثلما يحرك الحجر الماء الراقد.
مشاركة حدادين في الأمسية، اشتملت على قراءات شعرية عديدة ومتنوعة، تغنت جميعها بالوطن والحب والحياة، إلى جانب قصائد من ديوانها الثالث "سأكتفي بعينيك قمحاً للطريق"، الذي نشر بدعم من وزارة الثقافة، وأصدرته دار الآن ناشرون وموزعون بعمان.
وأبهرت حدادين حضورها بعدد من القصائد المختارة، منها "وطني المقدس، فصول من مطر، ذاك الجديد، حقيبة سفر، أكتب لعينيك". فيما قرأت حدادين  قصيدة "حقيبة سفر"، التي تقول:
"في المطار .. كل الوجوه تغادر إلا وجه،
مقيم معها في حقيبة سفر، 
العطر الصارخ على قميصها الأحمر، يشتاق لذلك العناق.. 
لن تبحث عنه هذه المرة، فلا قدرة لها على البحث، 
لا قدرة لها على النسيان..".  

هناك عالم أبعد من عالمنا
كرنفال العقبة

حدادين، تكتب الشعر، وفق مفهومها، "لكي تتنفس.. وتقول الكلمة تعبيراً عن هواجسها التي تتشكل صوراً شعرية.. أرسمها بوقع الحياة في لغتي وبنبضات القلب"، لافتة إلى أن الشعر يعكس ثقافة الشاعر، والبيئة الاجتماعية الإنسانية التي صنعته، وهو مرآة لمستوى الإدراك والوعي، ولمقدار المخزون الثقافي، ومدى عمق التجربة الحياتية.
وبحسبها، فإن "القصيدة مثل الحياة، والحياة بالنسبة ليّ صراع دائم، حرب ربما أستلذ خوضها، ويظل الحب هو الحياة، وحين أتناول الحب في قصائدي، أكون كمن يتناول جرعة روحانية طيبة المذاق، جميلة في أثرها. فالحب الراقي السامي بشفافيته يجعلنا نشعر بأن هناك عالماً أبعد من عالمنا، أنقى وأصفى وأوضح".
أما عن رسالة حدادين في كتابة الأشعار، فبينت أنها "مهتمة بالدرجة الأولى بقضايا الإنسان"، مؤكدة في هذا السياق أن "الشعر صوت الضمير الحي الصادق المستقل، فأحاول أن أعبر عنها، بكل طاقتي اللغوية والفنية والأدبية". 
وغمرت حدادين السعادة بمشاركتها في "كرنفال العقبة"، قائلة "اليوم لي كبير الشرف أن أشارك في هذا الكرنفال الممتع، بدعوة من مؤسسة عبدالحميد شومان التي رشحتني لهذه المشاركة".
ثم كانت قصيدة "وطني المقدس"، التي تتسم بالوطنية والحنين إلى الأرض، تقول القصيدة: 
"لست محطة أعبرها وأبكيها حنيناً..
ولست كوفية ارتديها لمناسبة عابرة.. 
ولا نشيداً يسمع في الصباح.. حبيبي أنت، وملح أيامي..
وصبر الأمهات، وإليكَ أعبر كل حين.. 
في سهر الجنود على حدود الورد.. في تعب الكادحين لبسمة أطفالهم". 
وعن طفولتها قالت حدادين "طفولتي كانت مليئة بالألوان والموسيقى والمسرح والغناء والشعر، كانت دربي وإرادتي واختياري في التعبير عن نفسي، لكنيَ حين كبرت شعرت بملء الرغبة في أن يكون تعبيري عن آرائي ومواقفي يتسامى نحو قضايا الإنسان، ومنها قضية المرأة، ودورها، ووضعها في المجتمع".
أما مشاركة المؤسسة بالكرنفال، فجاءت انطلاقاً من رسالتها المهتمة بنشر وتعميم الثقافة والفنون في محافظات المملكة الأردنية، والاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي.
ويشهد كرنفال هذا الموسم، عددا من الأنشطة الفنية والفلكلورية المميزة، بمشاركة الفنادق والمطاعم والمنشآت السياحية والفندقية والترفيهية والمتاجر في العقبة، كما سيتضمن الكرنفال العديد من الأنشطة الترفيهية، والمسابقات الشيقة، الموجهة إلى أفراد العائلة كافة.