قصص الإنسان وحكاياته مع القواقع والأصداف في 'تراث'

شمسة الظاهري رئيسة التحرير المجلة الاماراتية تعتبر ان الأصداف والقواقع لها إرث تاريخي طويل وترتبط بعلاقة ابن الإمارات بالبحر وبجوانب من قصصه وحكاياته وأسلوب حياته.
القواقع والأصداف اقتحمت عالم التجميل والطب والفن التشكيلي
للقواقع والاصداف نصيب وافر في المعتقدات الشعبية

صدر في أبو ظبي، العدد 264 لشهر تشرين الأول/ أكتوبر 2021، من مجلة تراث، والتي يُصدرها نادي تراث الإمارات بمركز زايد للدراسات والبحوث.. حيث احتوى العدد على ملف خاص دار حول حكايات الإنسان مع القواقع والأصداف.
وقد احتوى الملف على مقابلة واثني عشر مقالا، وقد شارك في الملف الكاتبات والكتاب: مريم سلطان المزروعي، وخالد صالح، وخالد ملكاوي، وجيهان إبراهيم، وفاطمة المزروعي، وزهور عبدالله، وفاطمة عطفة، ومحمد زين العابدين، ومصطفى موسى، ونور سليمان أحمد، وهالة السلايمة، والدكتورة هلا علي.
وفي افتتاحية العدد، كتبت رئيسة التحرير شمسة الظاهري عن الأصداف والقواقع باعتبارها إرثا تاريخيا طويلا، وارتباطها بعلاقة ابن الإمارات بالبحر وبجوانب من قصصه وحكاياته وأسلوب حياته، فأصبحت على مر الأزمان جزءا أصيلا من موروثه الشعبي، ومفردة أساسية من مفرداته لاسيما التراث البحري الذي نسعي اليوم من خلال صفحات مجلة تراث لجمعة وحفظه وتعريف الأجيال به.
 فالأصداف تعد آية من صور الإعجاز الإلهي في عالم البحار، ومخزنا للرزق والغذاء والجمال، فقد شكلت حزمة مهمة من تجارة أهل الإمارات في السابق، لاسيما ارتباطها بتجارة بيع اللؤلؤ التي تعد عصب الحياة، ولم تقتصر على ذلك، فالروايات الشفهية تؤكد أن قشرته كانت تباع بالكيلو ولتجارتها أصول وقواعد، ومن بطنه كذلك يستخرج والدوج، وهي كلمة محلية تعني لحم الأصداف التي تعد منه العديد من الأكلات الشعبية.
مادة ثرية 
وأشارت الظاهري على أن القواقع والأصداف دخلت في الطب والمعتقدات الشعبية، واستخدمت الأصداف على اختلاف أشكالها وألوانها وأحجامها في العديد من المشغولات والصناعات الشعبية لأغراض جمالية، فهي متعددة الأنواع.. ولفتت إلى هناك الصدف الرماي، والصخري والحافر والصفد الذي يعد من أنواع المحار وتصنع منه المراود التي تستخدم للكحل، ولم تقتصر فوائد الأصداف والمحار على ذلك، وإنما كانت على لقاء مع الفنانين التشكيليين، الذين حملوها على أيديهم بعيدا عن الشواطئ، ليبتكروا منها لوحات وأعمال فنية غاية في الجمال والروعة، مستفيدين من خامات البيئة المحلية، كما شكلت مادة ثرية للعديد من الأفلام.
ملتقى شاعرات النبط الرابع
وفي مقاله الذي تصدر صفحات العدد الجديد من المجلة، قال فلاح محمد الأحبابي، رئيس نادي تراث الإمارات: "على أجنحة قصائد شاعرات إماراتيات شاركن في ملتقى شاعرات النبط الرابع " احتفل نادي تراث الإمارات بيوم المرأة الإماراتية، واتخذنا عنوانا لدورته التي نظمناها عبر مركز زايد للدراسات والبحوث.. العبارة اللافتة التي وجهتها الشيخة فاطمة بنت مبارك باتخاذها شعارا لاحتفالات يوم المرأة الإمارتية هذا العام: المرأة طموح وإشراقة للخمسين.. فتضافر المعنى الخلاب الذي يكتنزه الشعار كلمات الشاعرات ومشاعرهن، هن والكاتبات والباحثات وضيفات الندوة، ليصنعن باقة عرفان ومحبة نرفعها جميعا إلى مقام أم الإمارات، التي ألهمت مسيرة نهضة المرأة الإماراتية فصارت مصدر فخر بحضورها وانجازاتها في كل مجال ".
 ولفت  الأحبابي إلى أن نادي تراث الإمارات مستمر في تنفيذ كامل أنشطته وبرامجه النوعية المدرجة على خطته الهادفة إلى نشر التراث الوطني والمحافظة عليه، وتعزيز الهوية الوطنية، ونشر الوعي الفكري والثقافي، وإحياء الحرف التقليدية، وزرع حب التراث في نفوس الأبناء.
الأمثال منبع الحكمة 
وفي موضوعات العدد يواصل محمد شحاته العمدة، سرد فصول "سيرة الأميرة ذات الهمة"، وستمر محمود شرف في حديثه عن "اسماك المجهول"، ويحدثنا أحمد فرحات، عن "أبوتمام رائد التجديد الشعري"، ويكتب باسم سليمان، عن "القلم.. أحد اللسانين".
 فيما يدور مقال عائشة الدرمكي عن "العلامة في الأنساق السينمائية"، واختار الدكتور محمد عبدالباسط عيد أن يكتب لنا عن "الغناء على الهامش"، ويستكمل الدكتور حمزة قناوي حديثه عن "الشعرية العربية المعاصرة".
 وتترجم لنا الدكتورة هويدا صالح "فاتنة نهر الراين"، ويدور مقال سمير درويش حول "محمد سلماوي يكتب سيرة وطن"، وأما رشيد الخديري فيكتب عن "تغيير المجري"، ويتجدد الحديث مع الدكتور محمود فرغلي عن "في أثر عنايات الزيات"، وحمل مقال سمير أحمد الشريف عنوان "أم الدويس.. ومحاكمة العقل الجمعي".
 ويتناول محمد عويس موضوع "رحلة ابن فضلان.. تسجيل للتاريخ السياسي والاجتماعي"، ويحدثنا علي كنعان عن "توازن التراث والثقافة في الإمارات"، ونعود للحديث عن الشعر مع هاني عويد الذي كتب مقالا بعنوان "ويقف الشعر في الشارع"، ويقدم لنا محمود حسنين "ومضة من فيض حواء"، وترصد لنا الدكتورة علياء الداية "التراث وتحولات الشخصية.. في مزار محيي الدين".
 ويكتب عاطف محمد عبدالمجيد عن "نوبل.. ازمة ثقة"، وتستعرض رشا الفوال، مظاهر "تبدد الشخصية في رواية شقي وسعيد"، ويطوف بنا الدكتور خالد عزب في "صفحات من آثار وتراث الإمارات"، ويتساءل حجاج سلامة "أين ترقد مومياء سيدة النساء"، وأما موزة سيف المطوع فتحدثنا عن "لمهاوة.. لمسة حانية وتربية من المهد"، ويتتبع الدكتور رضا عبدالحكيم تاريخ "طوابع بريد الإمارات".
 ويترجم صلاح صبري "قصتان لفرانتس كافكا"، ويروي لنا الدكتور مختار سعد شحاته بعضا من تفاصيل "القطن علينا.. حكاية الأصابع الذهبية"، وتسجل لنا الدكتورة نورة صابر المزروعي "تاريخ آلة القنبوس في الجزيرة العربية"، ويكتب الدكتور محمد منصور الهدوي عن "حارب الظاهري.. شاعرا وأديبا"، و"يكتب سفيان صالح هلال عن "البلطة.. ألف وجه".
 وتكتب مريم النقبي عن "الشاعر سيف بن هلال الكعبي"، ويحكي محمد محمد مستجاب عن "الصعيدي وفرسه"، ويحدثنا عبدالهادي شعلان عن "موروث الحسد.. في نحس إكس لارٌج"، أما الدكتور عبدالعزيز المسلم فيكتب عن "الأمثال منبع الحكمة"، وتختتم الدكتورة فاطمة حمد المزروعي  العدد بمقال عن "أفخاخ السعادة".
ومجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، ويرأس تحريرها شمسة حمد الظاهري، ويدير تحريرها الشاعر وليد علاء الدين، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، موزة عويص علي الدرعي.
وتمثّل المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.
وقد انطلقت المجلة من رؤية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علماً بالجديد والمفيد، في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة.