"قطرة بلا حد إلى محيط بلا حدود" يستلهم "النبي" لجبران

المعرضان اللذان يقامان بين القاهرة وأورلاندو الأميركية يسلطان الضوء على المساهمات الفنية للمهاجرين العرب والمسلمين الأميركيين من التراث العربي والإيراني. 
كتاب "النبي" لجبران كتاب تأملي فلسفي 
مجموعة متنوعة من طرق التعبير الفني

يضم المعرضان اللذان يقامان بين القاهرة وأورلاندو الأميركية تحت عنوان "قطرة بلا حد إلى محيط بلا حدود" أعمالًا فنية من 1903 إلى 2020 تسلط الضوء على المساهمات الفنية للمهاجرين العرب والمسلمين الأميركيين من التراث العربي والإيراني. 
في القاهرة ضم المعرض الذي شهده مركز التحرير بالجامعة الأميركية بالقاهرة أعمالاً فنية من مجموعات محلية في القاهرة، ومن مؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة، صورا، ورسومات ورسوما متحركة رقمية لشيفا أحمدي، وفرح القاسمي، وخليل جبران، وبوران جينشي ويوسف نبيل.
أما المعرض الذي شهده متحف أورلاندو للفنون فضم أعمالا لـ 21 فنانا من الفنانين الإيرانيين والأميركيين، والأمبركيين من أصول عربية، وهم شيفا أحمدي، وديانا الحديد، وفرح القاسمي، وسياح أرماجاني، وعلي بني صدر، وهيوجيت كالاند، وألا ابتكار، ولالا السيد، وأمير فلاح، وخليل جبران، ومنير شهرودي فرمانفرمايان، وشيرين جرجس، وبوران جينشي، وهيف كهرمان، وأرغافان خوسرافي، ويوسف نبيل، وجوردن نصار، وشيرين نشأت، ونيكي نجومي، وكور بور، ومايكل راكويتز. 
وقدم مجموعة متنوعة من طرق التعبير الفني والتي ضمت الرسم والنحت والتصوير والمنسوجات والرسوم المتحركة الرقمية. يلقي فنهم الضوء على التواريخ المعقدة للهجرة، وتداعيات الاضطرابات والصراع، والبحث المستمر عن الشعور بالانتماء.
وكانت الجامعة الأميركية بالقاهرة أعلنت أخيرا بالتعاون مع متحف أورلاندو للفنون بأميركا عن افتتاح معرض "قطرة بلا حد إلى محيط بلا حدود"، وذلك بالتزامن مع معرض أورلاندو، والذي يفتح أبوابه حتى 2 مايو/آيار القادم.
انطلق المعرض الذي نظمته شيفا بلاغي، مستشارة رئيس الجامعة الأميركية بالقاهرة والرئيس الأكاديمي للفنون والبرامج الثقافية، بالتعاون مع كورالي كلايسن - جليزون، برسم لجبران خليل جبران حيث يستمد عنوانه وفكرته الأساسية من كتاب "النبي" لجبران، وهو كتاب تأملي فلسفي في الحياة والموت والحب والجمال واللذة والعمل والحرية والرحمة والدين والأخلاق، ويصف فيه تحول المهاجر من "قطرة بلا حد إلى محيط بلا حدود".

وجاء كنوع من السرد المرئي، الذي يسلط الضوء على التاريخ المتنوع والمعقد والمتعدد الطبقات لتجربة المهاجرين الأميركيين، الذين تتضمن رحلتهم مفاوضات إبداعية بين الماضي والحاضر، من خلالها ابتكر فنانو الشتات لغتهم البصرية الخاصة التي يمكن أن تنقل المعنى عبر الحدود الثقافية، واللغوية والاجتماعية. حيث يجمع المعرض الأعمال الفنية التي تم إبداعها على مدى قرن من الزمان، والتي تستكشف المشهد الثقافي الغني للشتات الأميركي.
رأى لودر وايتلوك، المدير التنفيذي المؤقت لمتحف أورلاندو للفنون أن المعرض يستكشف عملية البحث عن المعنى والتي كثيراً ما تواجه العديد من الأفراد الذين يسافرون أو يستقرون بدول أخرى، خاصة إلى أماكن ذات ثقافات مختلفة. وكونه يقام في متحف أورلاندو بالتزامن مع الجامعة الأميركية بالقاهرة، يعد فرصة استثنائية للتفكير بعمق في الشعور بالمكان والانتماء".
 وأكد رئيس الجامعة الأميركية بالقاهرة فرانسيس ريتشياردوني على أن المعرض يشكل فرصة مهمة للتبادل الثقافي الهادف بين القاهرة وأورلاندو، ممتدحا التعاون التاريخي بين الجامعة الأميركية بالقاهرة ومتحف أورلاندو للفنون.
كتب الناقد جون بيرجر عن الهجرة أنها "التجربة الجوهرية في عصرنا". وقال "أدت الثورات والحروب وعدم الاستقرار الاقتصادي والكوارث البيئية إلى تدفق السكان عبر الحدود، ولهذا تتطلب هذه الحركة العالمية للمهاجرين إعادة رسم خريطة التضاريس الثقافية. فإن انتزاع الفنانين من دولهم والتمزق والتحول ينعكس على العملية الإبداعية لديهم". 
ورأى أن الفنانين المشاركين في المعرض يستخدمون اللون والتصميم والتقنية والمواد والتكوين والأيقونات لتخطي حدود الأشكال الفنية التقليدية وتوسيع مجال الرؤية للتجربة الأميركية. وأضاف "يسلط فن هؤلاء الفنانين الضوء بشكل جماعي على التاريخ المعقد للهجرة والآثار المستمرة للاضطرابات والصراع والبحث المستمر عن الشعور بالانتماء".