'قلبي قلبك' فحافظ عليه من عادات يومية قاتلة

أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفيات على الصعيد الدولي لدى البالغين في مقتبل العمر، وباحثون يشددون على اهمية الحد من التدخين وممارسة الرياضة والتفاؤل.

واشنطن - يحتفل العالم سنويا باليوم العالمي للقلب الموافق لـ29 سبتمبر/أيلول وتحمل المبادرة هذه السنة شعار "قلبي... قلبك".
وتؤكد منظمات عالمية على ضرورة العمل للعناية بجميع القلوب وتحصينها من كل الأمراض المتصلة بها.
وتسبّب أمراض القلب أكثر من 40% من الوفيات، أي ما يقرب من 17,7 مليون وفاة. ولا تزال أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفيات على الصعيد الدولي لدى البالغين في مقتبل العمر.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث إن عدد الوفيات الناجمة عنها يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أي من أسباب الوفيات الأخرى.
وبحلول عام 2030، من المتوقع وفاة 23 مليون شخص بسبب الأمراض القلبية سنوياً.
وتشمل الأمراض المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية وفقا للاتحاد العالمي لطب القلب أمراض القلب التاجية وتصيب أوعية دم تغذي عضلة القلب والأمراض الدماغية الوعائية، وتصيب اوعية تغذي الدماغ، والأمراض الشريانية المحيطية وتصيب أوعية دموية تغذي الذراعين والساقين وأمراض القلب الروماتيزمية، وهي أضرار تصيب العضلة القلبية وصمامات القلب جرّاء حمى روماتيزمية ناجمة عن جراثيم العقديات وأمراض القلب الخلقية، وهي تشوّهات تُلاحظ عند الولادة في الهيكل القلبي

أمراض القلب
'العالم يشهد مرحلة انتقالية على صعيد الأوبئة'

ويدرج الاتحاد العالمي لطب القلب الخثار الوريدي العميق أو الانصمام الرئويضمن أمراض القلب وهو عبارة عن جلطات دموية تظهر في أوردة الساقين ويمكنها الانتقال إلى القلب والرئتين.
ويعد قصور القلب من أهم امراض القلب، وهي حالة مزمنة تؤثر على عضلات القلب وتجعلها غير قادرة على ضخ الدم بشكل صحيح.
ومن بين الأعراض الأولية لقصور القلب التعب، زيادة الوزن، تورم في الكاحلين والقدمين والساقين، وهناك حاجة مستمرة للتبول، وخاصة في الليل.
ويمكن ملاحظة الإصابة بقصور القلب من خلال عدم انتظام ضربات القلب، وعدم القدرة على التنفس، والسعال.
وتضاعف الأعراض من التنفس السريع الى ألم في الصدر يدل على وجود حالة قلبية حادة.
ويرى استشاريون في أمراض القلب أنه يمكن أن تختلف أعراض مرض القلب بشكل كبير من مريض لآخر. كما تسبب الاختلافات بين الجنسين والأصول العرقية تجارب متنوعة خلال التعرّض لنوبة قلبية على سبيل المثال.  
وتهدف مبادرة اليوم العالمي للقلب الى التشجيع على اتباع نمط حياة صحي، وعادات غذائية جيدة، ووضع خطة تساهم في الحد من التدخين.وخفض معدل ارتفاع ضغط الدم. والتوعية بأهمية ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميّاً.
كما يشدد الخبراء على مخاطر وراثية ترتبط بالاصابة بأمراض القلب.
ويحذر باحثون وخبراء من التدخين وتناول بعض الأدوية الكيميائية وعلاجات السرطان الإشعاعية والتغذية غير الصحية وارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل الكولسترول. وارتفاع نسبة السكر بالدم وعدم السيطرة عليها.
والوقاية من أمراض القلب لا تقتصر على تنظيم نمط الحياة واتباع عادات صحية بل ترتبط بمعنويات البشر وطباعهم ورؤيتهم للحياة.
ووجد باحثون أن الأشخاص المتفائلين، أياً كانت العوامل التي جعلتهم أكثر تفاؤلا من غيرهم، كانوا أقل عرضة للإصابة والوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بمن يتمتعون بنظرة تشاؤمية للحياة.
وافادت دراسة أميركية حديثة بأن الأشخاص المتفائلين الذين يتمتعون بنظرة إيجابية للمستقبل، ينخفض لديهم خطر الإصابة والوفاة المبكرة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأفادت دراسة علمية جديدة ان "العالم يشهد مرحلة انتقالية جديدة على صعيد الأوبئة (…) إذ إن الأمراض القلبية الوعائية لم تعد السبب الرئيسي للوفيات في البلدان ذات الدخل المرتفع".
وفي البلدان الغنية، بات السرطان يقتل أشخاصا أكثر من أمراض القلب، وفق هذه البحوث التي اقتصرت على 21 بلدا ونشرت نتائجها في مجلة "ذي لانست" الطبية
وأشار الباحثون إلى أنه من "المرجح أن يصبح السرطان السبب الأكثر شيوعا للوفيات في العالم خلال بضعة عقود".
واستحوذ السرطان، وهو ثاني أكثر الأسباب شيوعا للوفيات في العالم سنة 2017، على أكثر من ربع حالات الوفاة حول العالم (26%).
لكن بموازاة تراجع معدل الأمراض القلبية على المستوى العالمي، قد يصبح السرطان السبب الرئيسي للوفيات في العالم في خلال بضعة عقود فقط.
وتحدث باحثون في مؤتمر جمعية اوروبية لطب القلب في باريس، عن فاتورة باهظة تدفعها البلدان الفقيرة جراء أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.