قيادي الدعوة: "قاسم سليماني أبو البيت العراقي"

من هو أبو العراق المبتلى بالرثاثة؟ يجيبنا القيادي في الدعوة الإسلامية سامي العسكري: إنه قاسم سليماني فمن يختطف من الوطن والوطنيين ومشروع الحكومة الأبوية الصفة الوطنية والأبوية عن الوطن برمته؟!

بقلم: عامر القيسي

تعلن الرثاثة السياسية عن نفسها بمخرجات المفردات التي يستعملها ويرّوجها الرث من طبقة سياسية حكمت البلاد بالفوضى والتقاسم الدنيء وانعدام الشعور بالمسؤولية، والأكثر رثاثة، انخفاض مستويات الإحساس الوطني والشعور بالكرامة الوطنية إلى الحضيض.

كيف يبدو الوطن المهتوك بالرثاثيين حين لا يكون له أب؟! ومن هو "أبو" هذا الوطن المبتلى بالرثاثة السياسية لسياسيين لا يساوون قيمة علاجاتهم وعوقهم الوطني؟

يجيبنا النائب القديم والخاسر الجديد والقيادي في حزب الدعوة الإسلامية ودولة القانون الحاصل على نحو 500 صوت فقط:  "إنه قاسم سليماني". هل نحن من نقول ذلك ونختطف من الوطن والوطنيين ومشروع الحكومة الأبوية الصفة الوطنية والأبوية عن الوطن برمته؟

كيف تسنى لفمه ان يمنح أبوية هذا العراق لذاك السليماني فيقول "إنه أبو البيت العراقي "، يعني الوطن والشعب ونحن والقادمون من جيل تنتظره، بهمة العسكري وأمثاله من الرثاثيين، أزمنة من الخراب والتخريب! يعني سلخ الوطن من جلده وإلبالسه جلداً بالغ الضيق والنتانة، حتى الشعور بالإختناق!

يعني فقدانه هو نفسه بنفسه روح الكرامة الحقيقية للعراقي الذي يغنون له "إرفع راسك انت عراقي"، فيأتي هذا العسكري وأمثاله، ليتشفى بالأغنية بأغنيته الخاصة البالغة الكراهة والتكريه "أنت عراقي أبوك سليماني"!

سأله مقدم برنامج في إحدى الفضائيات: ماذا يفعل سليماني في العراق وهو يجتمع من قوى سياسية؟ أجابه وابتسامة مريضة على شفتيه: إنه أبو بيت..!

يا للفضيحة، ليست فضيحته، وإنما فضيحة وجوده كقيادي في ائتلاف دولة القانون، فضيحة مدويّة أشد فضائحية من حصوله على 500 صوت وهو القادم لكي يقود العراق، فضيحة صمت كتلته ورئيسها وقيادييها، فضيحة من العيار الثقيل في عالم السياسة والسياسيين، ولكن ليس من أمثال سامي العسكري الذي لا يخجل من فقدان أبوية الوطن والناس وأبويته السياسية لصالح الآخر القادم من خلف الحدود.

مع ذلك ينادي العسكري بالأغلبية السياسية ويتحدث عن العراق المستقل والسيادي، فأية سيادة هذه بأب خارجي لم تكتب المحكمة السياسية بعد عقده على الأم العراقية؟

نسأل: أي أب هو للنجاح أم للفشل؟ يقال إن الفشل يتيم والنجاح له ألف أب، ففي أي خانة يقع هذا "الأب" الجديد للوطن المحترق بالفساد والتزوير وسقوط الأخلاق السياسية؟!

إن كان للفشل، فكيف ترضى به أباً وإن كان للنجاح فلدينا الكثير من الآباء والحمد لله! هل يستطيع أن يجيبنا الإبن سامي العسكري؟ هل يستطيع أن يقول لنا السيد المالكي قوي الشكيمة الذي يعارك حتى النفس الأخير من أجل الولايات متنوعة الأشكال والألوان، كيف يبقي قياديا في دولة قانونه حين يرّكب عليهم أباً سياسياً من خارج الحدود؟!

لا جواب طبعاً، ولن يكون! ذلك إن الرثاثة السياسية سيدة الموقف وأمه ومرضعته وربما في الآخر الأب الشرعي لطبقة سياسية غارقة في الرثاثة.