كاميكازي "الدولمة" العراقية العميقة

النائب مصطفى سند يرى كذلك أن نسبة المشاركة الجماهيرية في الانتخابات النيابية لا تؤثِّر على شرعية النظام "سواء واحد أو خمسة في المئة."

على البرلماني العراقي الحذر من خصلتين بحسب خبرة سند السياسية "الضعف والطيبة".. الحياة في صالون العراق النيابي تحتاجُ وجهين: وجه لا يرحم مع الزملاء وودود مع الشارع.

النائب العراقي، مصطفى سند، وصف زملاءه في البرلمان العراقي بـأنهم "مو خوش أوادم"، أي غير جيَّدين. عاد بعدها لحشوه بالمزيدٍ من التفصيلات "الجيدون في البرلمان لا تتجاوز نسبتهم الأربعين في المئة وهم على الصامت." سند، رغم كُل شيء لديه إيمان بخلود هذا النظام "باقون إلى يوم القيامة." يرى كذلك أن نسبة المشاركة الجماهيرية في الانتخابات النيابية لا تؤثِّر على شرعية النظام "سواء واحد أو خمسة في المئة." وعليه فإن اتصال الصندوق الانتخابي بالمخرجات السياسية المرغوبة شعبياً في العراق يكون دائماً على وضع الـ"أوفلاين".

أحمد البشير، الكوميدي العراقي الشهير بانتقاداته للنظام العراقي، كان واحداً من الأسباب البارزة التي أدَّت إلى ظاهرة "تَمَخَض البرلمان فولد سنداً." النُسخة الأقدم من هذه الظاهرة تسلَّقت البرلمان حينها بفضل مبارزاته اللفظية مع البشير. نوع من الاحتفال الروماني بعودة جنرالٍ منتصر، لكن بدل إكليل الرأس نال مقعداً نيابياً. شَعَرَ النظام بالحاجة إلى هذا النصر الروماني المؤقت لأنَّ شَعْر شرعيَّته كان كفتاةً في سيارةٍ مكشوفة، يتطايرُ في كُل الاتجاهات مع كُل ضغطةٍ من انتقادات البشير على دوَّاسة برنامجه.

أصبح الكوميدي العراقي بعدها رئيس "جمهورية البشير شو". السياسيون العراقيون بدأوا يحجون إلى برنامجه زرافاتٍ ووحدانا، فصعود سيارة مكشوفة في مرآب البرنامج أسلمُ من ركوبها مع البشير عن بُعد. النتيجة التي أرادها النظام السياسي هي حُقنة قبول تنفعهم شعبياً.

النائب سند نوعٌ مختلف. هو درسٌ مجّاني للَّاعبين السياسيين في كيفية الدخول "أونلاين" مع الشعب. التصريحات النارية على السوشيال ميديا تُعطي الناس القُدرة على "التنفيس" بحسب النائب، وأيضاً لحظات بسيطة من التواصل بين النيابي والفرد العادي لا تتجاوز ثواني مقطع "ريلز" على منصات التواصل الاجتماعي.