كتاب يتحدث عن أخطاء الحوار

كتاب "المرجع في علم الحوار" للدكتور جمال الحسيني أبوفرحة يشكل دراسة في مفهوم الحوار وأصوله وأهم آدابه وأخطائه، ومعوقاته.
الحوار الحقيقي يتمخض عنه المساهمة في بلورة الحقيقة وتكاملها؛ وانتقاء ما يراه كل طرف من إيجاب في الآخر، واتقاء ما يراه من سلب عنده
الحوار الحقيقي يتيح الفرصة لكل الأطراف للتعريف بنفسها والتعرف على غيرها

بيروت ـ يشكل كتاب "المرجع في علم الحوار" للدكتور جمال الحسيني أبوفرحة - الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون، 2020  وجاء في 280 صفحة - دراسة في "مفهوم الحوار، وأصوله، وأهم: آدابه، وأخطائه، ومعوقاته" ويتناول الكاتب فيها "الحوار مع الآخر الهادف للوصول إلى الحقائق"، ولتحقيق هذا الهم المعرفي والأكاديمي تنطلق الدراسة من الاستقراء والملاحظة، وتهتم بتأصيل طرحها من خلال أقوال الفلاسفة، والكتب المقدسة لدى أصحاب الأديان السماوية الثلاثة؛ بهدف إلزام أتباع كل فكر ودين بما يؤمن به. 
ويعبّر عن ذلك الكاتب بالقول: "إن الحوار الحقيقي الملتزم بالأصول الحوارية، والمتحلي بالآداب، والمتخلي عن الأخطاء؛ لا يُشرِّع للفتنة والتناحر، أو القطيعة والتباعد، أو الانصهار والتلاشي؛ وإنما يؤسس للتقارب، والتلاقي، والتعاون، والتكامل، بإتاحته الفرصة لكل الأطراف للتعريف بنفسها والتعرف على غيرها. وهو ما يتمخض عنه المساهمة في بلورة الحقيقة وتكاملها؛ وانتقاء ما يراه كل طرف من إيجاب في الآخر، واتقاء ما يراه من سلب عنده".
تتألف الدراسة من مقدمة وخمسة أبواب وخاتمة: في المقدمة تمّ تناول أهمية الموضوع، واهتمام الإسلام بالحوار، ومنهج الدراسة، وفي الباب الأول تم تحديد مفهوم الحوار في الاصطلاح انطلاقاً من المعاني اللغوية، وفي الباب الثاني عرضت الدراسة لأصول الحوار من وجهة نظر الكاتب، مؤصلاً لها من خلال أقوال الفلاسفة، والكتب المقدسة لدى أصحاب الديانات السماوية الثلاثة؛ ثم الكشف عن الأخطاء الحوارية المتعلقة بكل أصل معه. وفي الباب الثالث عرضت الدراسة أهم آداب الحوار من وجهة نظر الكاتب (أخلاقاً وأساليب)، مؤصلاً لها بنفس المنهج السابق. الذي يُظهر الأخطاء الحوارية المتعلقة بكل أدب معه. 
ثم توقفت الدراسة في الباب الرابع أمام أهم أخطاء الحوار – من وجهة نظر الكاتب – والتي تتعلق بأكثر من أصل أو أدب، أو بغياب الأصل الحواري: "الأهلية للحوار" وذلك لكثرتها، وصعوبة الحديث عنها معه. ولهذا بيَّنها الكاتب وحذر منها، وأصَّل للتحذير منها. ويأتي الباب الخامس والأخير ليفسر أهم معوقات الحوار الفكرية وتبلور ذلك في فصلين: الفصل الأول بعنوان "الرافضون للحوار"، والفصل الثاني بعنوان "المشترطون للحوار" مع التأكيد على بطلان مذهب هؤلاء في فصل ثالث بعنوان "القابلون للحوار". وأخيراً الخاتمة التي تضمنت خلاصة واستنتاجات وتوصيات مهمة.