كركوك للمقامات يحتفي بعلي مردان

بإشراف فنان اليونسكو نصير شمة وحضور نقيب الفنانين العراقيين ، الملتقى يكرم ذكرى واحد من أشهر مغني المقام العراقي وقدوة فنية من حيث أداء المقامات واطلاعه الواسع في هذا الفن.

شهدت مدينة كركوك مؤخراً انعقاد ملتقی كركوك للمقامات (دورة علي مردان) بإشراف فنان اليونسكو الموسيقار نصير شمة، وبرعاية ودعم من مجموعة الحنظل الدولية ومشروع كركوك مدينتي السكنية وشركة مدن وغيرها من الجهات، والذي نظمته مؤسسة كركوك للثقافة والفنون بالتعاون مع مركز علي مردان للمقامات، ونقابة الفنانين العراقيين- المركز العام، ونقابة الفنانين العراقيين فرع كركوك، وفرع نقابة فناني إقليم كوردستان، ومعهد الفنون الجميلة، وفرقة فناني كركوك، وبيت العود في بغداد.

واستهل الملتقی الذي أقيم في قاعة المركز الثقافي بمدينة كركوك بحضور نقيب الفنانين العراقيين وممثل وزارة الثقافة والسياحة والآثار ومسؤولين حزبيين وحكوميين ورئيس نقابة فناني إقليم كوردستان والنخب الثقافية والفنية، بكلمتي مؤسسة كركوك للثقافة والفنون ومركز علي مردان للمقامات إستعرضتا  الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية التي تقام في كركوك وكذلك أهمية إقامة هذا الملتقی الذي يليق بمكانة رائد المقامات الراحل علي مردان.

كما تم عرض فيلماً وثائقياً عن الدور الذي لعبه الراحل علي مردان في إغناء المقامات العراقية، والذي ذاع صيته لدی الأوساط الفنية في العراق بصورة عامة وإقليم كوردستان العراق وكركوك بصورة خاصة، تلاه تقديم الأغاني والمقامات الكوردية والعربية والتركمانية من عدد من فناني كركوك وبغداد بصحبة فرقة موسيقی كركوك، كما قدمت فرقة بيت العود في بغداد الذي يشرف عليه الموسيقار العالمي نصير شمة ويديره عازف العود محمد العطار والتي تضم عازفي العود :مصطفى صالح، رحمن الماجد، كرم ثامر،أحمد سلام، أعمالاً موسيقية جميلة من مؤلفات الموسيقار نصير شمه حيث كانت هذه الفقرة مميزة من بين جميع الفعاليات الموسيقية والمقامية التي شهدها الملتقى.

تخلل الملتقی توزيع دروع التقدير علی المشاركين من بينهم :عبدالقادر مردان نجل الراحل علي مردان، كما تم تنظيم زيارة ميدانية الی قلعة كركوك التاريخية لضيوف الملتقى  للاطلاع علی معالمها الأثرية.

وفي حديث خاص عبر الدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين عن شكره وامتنانه لما قدم من أغان ومقامات باللغات المحلية خلال ملتقی كركوك للمقامات، مشيداً بالدور الذي لعبه الفنان الراحل علي مردان في تكريس وإشاعة فن المقام العراقي وخدمته طويلاً.

وقال رائد المقامات في كركوك الفنان وجدي مصطفی: "للمرة الأولی تشهد كركوك هذه التظاهرة الفنية للمقامات تقديراً ووفاءً لرائد المقامات الأستاذ الراحل علي مردان الذي يعد من خيرة قراء المقامات في كركوك، وكان له المام بجميع المقامات باللغات المحلية بصوته الشجي والرائع وسيبقی هذا الفنان خالداً تذكره الأجيال علی مر السنين".

من جانبه قال عبدالقادر علي مردان، نجل الفنان علي مردان: "من دواعي سرور ذوي رائد المقامات علي مردان أن يفخروا بهذا الاستذكار الرائع لأحد أبرز قراء المقامات في كركوك، مثمناً دور الجهات التي ساهمت في إقامة هذا الملتقی".

الجدير بالذكر أن علي مردان يعد من أشهر مغني المقام العراقي، والقدوة من حيث أداء المقامات واطلاعه الواسع في هذا الفن ومن هنا جاء اطلاق اسمه على هذه الدورة من "ملتقى كركوك للمقامات"، وهو فنان كردي عراقي ولد في مدينة كركوك في محلة تكية الشيخ علي في عام 1904، وسبق له أن غنى أكثر من 1000 أغنية طوال مسيرته الفنية التي استمرت لأكثر من 35 عاماً، وقد تعلم قراءة المقامات الكوردية للمرة الأولى على يد مطرب المقام في مدينة كركوك آنذاك "خدر بارام جاوش" والذي علمه مقام "الله ويسي" الذي يعتبر من المقامات الأصيلة كما تعلم اداء المقامات الاخرى مع العزف على آلة الطنبور، وهو أول مطرب كوردي قام بتسجيل أغانيه في الاذاعات العربية في لبنان والشام والاردن وحصل على جوائز تكريمية في المحافل الفنية، وقد أشاد بفضله فنانون كبار وأساتذة أمثال الفنان الكبير وأستاذ المقام العراقي محمد القبانجي الذي يعتبره أستاذاً يمتلك مميزات الاستاذية في وضع المقام الشرقي بشكل عام والاستقلالية في وضع البناء الموسيقي للمقام الكوردي، قوام بالتدريس في المعهد النموذجي للمكفوفين في بغداد ودرس قواعد "الصولفيج" الموسيقي، وأجاد العزف على آلات موسيقية عدة كالعود والكيتار والكمان إضافة إلى آلة البالبان الكوردية وهي آلة نفخية مشهورة، وقد توفي في 24 تموز - يوليو عام 1981 في مدينة بغداد.