
كريشنامورتي يهدم معابد المجتمع والأنظمة والأديان في'الحرية الأولى والأخيرة'
يفكك هذا الكتاب "الحرية الأولى والأخيرة" للمعلم الروحاني الأبرز في القرن العشرين، الأميركي من أصل هندي جيدو كريشنامورتي، والذي ترجمه الشاعر السوري أسامة إسبر لأوّل مرة إلى اللغة العربية، الرموز والروابط المزيّفة في البحث عن الحقيقة النقية والحرية التامة. إن الحرية التي يتحدث عنها هي التخلص من الاهتمام الأناني بالذات. وحالما يحقق البشر حريتهم الأولى يتخلّصون من الأنانيات المدمرة.. كما يناقش موضوعات متنوعة تشمل المعاناة والخوف والثرثرة والجنس ولكنه يعود باستمرار إلى مفهومه الجوهري في الحرية. وهنا يصبح بحثُ كريشنامورتي بحثَ القارئ مما يحدث تأثيراً هائلاً.
ولد كريشنامورتي في الهند في عام 1895، وفي سنّ الثالثة عشرة تبنّته الجمعية الثيوصوفية* التي عدّتْهُ "المعلّم العالمي" القادم الذي كانت تبشّر به. وبزغ كريشنامورتي بسرعة كمعلّم قوي لا يساوم وغير قابل للتصنيف، ولم ترتبط أحاديثه وكتاباته بأي دين، ولم تنتم لا إلى الشرق ولا إلى الغرب بل إلى العالم كلّه. رفض بشدة الصفة الرّسولية، وفي سنة 1929 حلّ المنظمة الضخمة والمموّلة التي بُنيتْ حوله معلناً أن الحقيقة "أرض لا طريق إليها"، ولا يمكن الوصول إليها من خلال أي دين رسمي أو فلسفة أو طائفة.
يقول أسامة إسبر أن كريشنامورتي رفض فيما تبقى من حياته صورة المعلّم التي حاول الآخرون أن يضفوها عليه وواصل جذبَ جمهور كبير في أنحاء العالم. لم يدّع أية سلطة أو مرجعية ولم يرغب بأي حواريين وتحدث دوماً كفرد إلى فرد آخر. في جوهر تعاليمه هناك فكرة أن التغيّرات الجوهرية في المجتمع لا يمكن أن تحدث إلا من خلال تحويل وعي الفرد. شدّد باستمرار على الحاجة إلى معرفة الذات وفهم التأثيرات التقسيمية والمقيّدة. وقد أشار كريشنامورتي دوماً إلى الحاجة الملحّة للانفتاح، إلى تلك "الفسحة الواسعة في الدماغ التي توجد فيها طاقة غير قابلة للتصوّر". وبدا كأن تلك الفسحة هي منبع إبداعه والمفتاح لفهم تأثيره المحفّز في عدد واسع ومتنوّع من البشر.حاضر كريشنامورتي في أنحاء العالم كافّة إلى أن وافته المنيّة في سنة 1986 في سنّ التسعين. وقد حُفظتْ أحاديثه وحواراته ويوميّاته ورسائله في أكثر من ستين كتاباً، وفي مئات من الأقراص المضغوطة.
الكتاب صدر عن دار خطوط وظلال بمقدمةً تحليلية كتبها الروائي الإنكليزي ألدوس هكسلي في العام 1946تشتبك مع رؤى وأفكار كريشنامورتي وتنطلق من مفهوم الرمز والرمزية، مؤكدا أنه "لا غنى عن الرموز إذاً. ولكنّ الرموز، كما يوضح تاريخ عصرنا وتاريخ العصور الأخرى كافة، يمكن أن تكون مهلكة. فكّروا،على سبيل المثال، بميدان العلم من ناحية وبميدان الدين والسياسة من ناحية أخرى. إن تفكيرنا من خلال مجموعة واحدة من الرموز، وعملنا كاستجابة لها مكّنانا، إلى حد ما، من فهم العناصر الأولية للطبيعة والسيطرة عليها. إن تفكيرنا وعملنا من خلال مجموعة واحدة من الرموز جعلنا نستخدم هذه الأدوات كقوى جريمة شاملة وانتحار جماعي. في الحالة الأولى اختيرت الرموز التفسيرية جيداً، وحُلّلت بعناية وتم تكييفها تدريجياً مع الحقائق البازغة للوجود المادي. في الحالة الثانية، لم تخضع الرموز التي اختيرت على نحو سيئ أبداً لتحليل شامل ولم تُحول كي تتناغم مع الحقائق الناشئة للوجود البشري. إن ما هو أسوأ من هذا هو أن هذه الرموز المضلِّلة عوملت باحترام في جميع الأمكنة على نحو لا مبرر له أحياناً، وكأنها، بطريقة غامضة ما، أكثر واقعية من الوقائع التي أشارت إليها. ولقد نُظر إلى الكلمات في سياقي الدين والسياسة، على نحو غير ملائم، على أنها لا تعبر عن الأشياء والأحداث؛ على العكس، اعتُبِرَتْ الأشياء والأحداث تمثيلات معيّنة للكلمات.
ويتابع هكسلي "لا يشكّل حتى أفضل كتاب في فن الطبخ بديلاً لأسوأ عشاء. ذلك أن الحقيقة تبدو واضحة بما يكفي. فقد ارتكب أعمق الفلاسفة وأكثر علماء اللاهوت معرفة وذكاء باستمرار وعبر العصور خطأ مماهاة بناءاتهم اللفظية المحضة مع الحقائق، أو ارتكبوا الخطأ الأكبر متخيلين أن الرموز هي نوعاً ما أكثر حقيقية مما ترمز إليه. لم تمر عبادتهم للكلمة من دون احتجاج. فقد قال القديس بطرس:" الحرف يقتل أم الروح فيحيي".وسأل إيكهارت: ”لماذا تثرثرون عن الله؟ إن كل ما تقولونه عن الله يخلو من الصحّة". وفي الطرف الآخر من العالم أكد أحد مؤلفي الماهاياناسوتراس أن " بوذا لم يبشر بالحقيقة أبداً، لأنه آمن أن المرء يجب أن يدركها في نفسه". شُعر أن كلمات كهذه تخريبية، وتجاهلها البشر المحترمون. وتواصل الغلوّ الغريب في عبادة الكلمات والرموز من دون فحص.تدهورت الأديان؛ لكن العادة القديمة في صياغة العقائد وفرض الإيمان عبر التلقين تواصلت حتى بين الملحدين.قام علماء المنطق وعلماء دلالات الألفاظ في السنوات الأخيرة بتحليل شامل للرموز التي يفكر الناس من خلالها. أصبحت اللسانيات علماً، ويمكن للمرء حتى أن يدرس موضوعاً منحه المرحوم بنجامين ورف اسم ميتالسانيات. إن كل هذا جيد جداً؛ لكنه غير كاف. ذلك أن المنطق وعلم دلالات الألفاظ والدراسات الألسنية المتقدمة فروع فكرية محضة. وهي تحلل الطرق المتنوعة، الصحيحة وغير الصحيحة، الهادفة وغير الهادفة، التي يمكن أن تُربط بها الكلمات بالأشياء، والسيرورات والأحداث. لكنها لا تقدم دليلاً، فيما يتعلق بالمشكلة الأكثر جوهرية لعلاقة الإنسان بكليته النفسية من ناحية وعالميه: عالم المعطيات وعالم الرموز، من ناحية أخرى.
ويرى هكسلي أن كتاب كريشنامورتي، يجد فيه القارئ شهادة معاصرة واضحة عن المشكلة البشرية الجوهرية، ودعوة إلى حلها بالطريقة الوحيدة التي يمكن أن تُحل بها: من أجل نفسه وبنفسه. ذلك أن الحلول الجماعية، والتي يعقّد بها كثيرون إيمانهم على نحو يائس، ليست صحيحة أبداً. "كي نفهم البؤس والفوضى الموجودين في داخلنا وفي العالم ينبغي أن نعثر أولاً على الوضوح في داخلنا، يأتي هذا الوضوح من خلال التفكير الصائب. ويجب ألا يُنظم هذا الوضوح، لأنه لا يمكن تبادله مع الآخرين. إن تفكير الجماعة المنظمة هو مجرد تكرار. فالوضوح ليس نتيجة التأكيد اللفظي، وإنما الوعي الذاتي المكثف والتفكير الصحيح. إن التفكير الصحيح ليس نتاج الذهن أو مجرد صقل له، وليس التكيف مع نموذج، مهما كان جديراً ونبيلاً. يأتي التفكير الصحيح مع معرفة الذات؛ دون معرفة الذات، لا تمتلك أساساً للفكر؛ دون معرفة للذات، ما تفكر به غير صحيح".
ويقول "طور كريشنامورتي هذا الموضوع الجوهري في نصوصه المتعاقبة."هناك أمل للبشر، ليس في المجتمع، ولا في الأنظمة، أو في الأديان، بل فيك وفيَّ". إن الأديان، بوسطائها وكتبها المقدسة وعقائدها القطعية وتراتبياتها وطقوسها لا تقدم إلا حلاً مزيفاً للمشكلة الرئيسية“.حين تستشهد بنص من البهاغافاد غيتا أو الكتاب المقدس أو من كتاب صيني مقدس ما، فأنت تكرر فحسب، أليس كذلك؟ وما تكرره ليس هو الحقيقة. إنه كذبة؛ ذلك أن الحقيقة لا يمكن أن تُكرر". الكذبة يمكن أن تُوسّع وتُقدم وتُكرر أما الحقيقة فلا تُكرر. حين تكررون الحقيقة تتوقف عن كونها حقيقة، بالتالي إن الكتب المقدسة غير مهمة. إن الإنسان يصلُ من خلال معرفة الذات، وليس عبر الإيمان برموز شخص آخر، إلى الحقيقة الأبدية التي يتأصل فيها وجوده. ذلك أن الإيمان بالصِحّة الكاملة والقيمة المفرطة لأية أنظمة رمزية مفترضة لا يقود إلى التحرر، وإنما إلى التاريخ، إلى مزيد من الكوارث القديمة نفسها."إن الإيمان يفرّقنا ويفصل بيننا. إذا كنت مؤمناً، أوحين تنشد الأمن في إيمانك، تصبح منفصلاً عن أولئك الذين ينشدون الأمن في شكل آخر من الإيمان. إن الأديان المنظمة قائمة على الانفصال، رغم أنها يمكن أن تدعو إلى الأخوة".

ويلفت هكسلي إلى إن الإنسان الذي نجح في حلّ مشكلة علاقاته مع عالمي المعطيات والرموز هو إنسان لا يمتلك إيماناً. أما فيما يخص مشكلات الحياة العملية فهو يتبنّى سلسلة من الفرضيات العاملة التي تخدم أهدافه، ولكن التي تفقد أهميتها وتصبح مثل أية أداة أو وسيلة أخرى. وفيما يتعلق بالكائنات الأخرى، وبالحقيقة التي يتربّون وينشأون عليها، فإن لدى كريشنامورتي التجارب المباشرة للحب والتبصّر. وكي يحمي نفسه من المعتقدات لم يقرأ كريشنامورتي "أية أدبيات مقدسة، لا البهاغافاد غيتا ولا الأوبانيشاد. أما نحن فلا نقرأ حتى الأدبيات المقدسة؛ نقرأ صحفنا الخاصة ومجلاتنا والقصص البوليسية. هذا يعني أننا نقارب أزمة أزمنتنا لا بحب وتبصّر وإنما بـ "صيغ وأنساق"، وهي صيغ وأنساق فقيرة. لكن "رجال الإرادة الطيبة ينبغي ألا تكون لديهم صيغ"؛ ذلك أن الصيغ تقود حتماً إلى "تفكير أعمى" فحسب. إن إدمان الصيغ كوني تقريباً. وهذا حتمي لأن "نظامنا التربوي يستند إلى ما نفكر به وليس إلىكيف نفكر". تربّينا كأعضاء مؤمنين وممارسين تابعين لمذهب ما: مسيحي أو شيوعي، إسلامي، هندوسي، بوذي، فرويدي. بالتالي "نستجيب للتحدي الذي هو دوماً جديد بحسب نموذج قديم؛ لهذا لا تمتلك استجابتنا ترابطاً، جدة أو طزاجة. إذا استجبنا ككاثوليك أو شيوعيين فنحن نستجيب (أليس كذلك؟) وفقاً لفكر مقولب. بالتالي لا أهمية لاستجابتنا. ألم يسبب الهندوسي والمسلم والبوذي والمسيحي هذه المشكلة؟ إن الدين الجديد هو عبادة الدولة، أما الدين القديم فقد كان عبادة فكرة". إذا استجبتَ لتحدٍّ ما وفقاً للتكيّف القديم، فإن رد فعلك لن يمكّنك من فهم التحدي الجديد.بالتالي "ما ينبغي أن يفعله المرء كي يواجه التحدي الجديد هو أن يخلّص نفسه بنحو كامل من الخلفية ويواجه التحدي بجدة". بتعبير آخر، يجب ألا تُرفع الرموز إلى مرتبة العقائد القطعية، يجب ألا يُعدّ أي نظام أكثر من شيء مفيد مؤقتاً. فالإيمان بالصيغ والعمل بحسب هذه المعتقدات لا يستطيعان أن يقودانا إلى حلول لمشاكلنا..
ويتساءل هكسلي ما الذي يقدمه كريشنامورتي؟ ما الذي نستطيع أخذه منه إذا رغبنا، والذي من المرجح أكثر أننا سنفضّل أن نتركه؟ لا يقدّم نسقا إيمانيا، كتالوجاً من العقائد القطعية، مجموعة من الأفكار والمثل الجاهزة. لا يقدّم القيادة ولا التأمل ولا التوجيه الروحي ولا حتى النموذج. لا يقدم الطقس ولا الكنيسة ولا القوانين ولا النهوض أو أي نوع من الثرثرة الإلهامية.ربما يقدّم الانضباط الذاتي؟ كلا، فالانضباط الذاتي ليس الطريقة التي تُحل بها مشكلتنا. فمن أجل العثور على المشكلة، ينبغي على الذهن أن يفتح نفسه على الواقع، يجب أن يواجه العالمين الداخلي والخارجي دون مفاهيم مسبقة أو قيود.
ويؤكد إن التحرر الحقيقي هو "حرية داخلية للحقيقة الإبداعية". وهذا ليس هبة؛ يجب أن يُكتشف ويُجرب. ليس شيئاً تكسبونه لأنفسكم من أجل تمجيد أنفسكم. إنه حالة وجود كالصمت، ليس فيه صيرورة، فيه كمال. إن هذا الإبداع يمكن ألا يسعى بالضرورة إلى التجسد؛ ليس موهبة تتطلب تجلياً خارجياً. ولا يحتاج إلى أن تكون فناناً عظيماً أو يكون لك جمهور؛ إذا سعيت إلى هذه الأمور ستفقد الحقيقة الداخلية. إنه ليس هبة، وليس نتيجة موهبة؛ يجب أن يُعثر على هذا الكنز الخالد، حيث يحرر الفكر نفسه من الشهوة والحقد والجهل، حيث يحرر الفكر نفسه من الأشياء الدنيويةالمادية والتوق الشخصي كي يكون. يجب أن يُجرب من خلال التفكير الصحيح والتأمل".
ويخلص هكسلي إلى إن وعي الذات بلا اختيار سيقودنا إلى الحقيقة الإبداعية التي تكمن خلف جميع ادعاءاتنا المدمِّرة، إلى الحكمة الهادئة التي هي موجودة دوماً رغم الجهل ورغم المعرفة التي هي مجرد جهل في شكل آخر. إن المعرفة مسألة رموز وهي، في غالب الأحيان عائق في وجه الحكمة وأمام اكتشاف الذات من لحظة لأخرى. إن ذهناً جاء إلى هدوء الوجود "سيعرف الوجود، وسيعرف ما هو الحب. إن الحب ليس شخصياً وليس موضوعياً. الحب هو الحب، ويجب ألا يعرفه أو يصفه الذهن كحصري أو شامل. إن الحب هو أبديته الخاصة؛ إنه الحقيقي والأعلى وما لا يُقاس".
مقتطفات
-1-
إن الإيمان والمعرفة وثيقا الصلة بالرغبة وربما، إذا كان بوسعنا فهم هاتين المسألتين، سنتمكّن من رؤية كيفية عمل الرغبة ونفهم تعقيداتها.
يبدو لي أن أحد الأمور التي يقبلها معظمنا بلهفة ويسلم بها جدلاً هي مسألة المعتقدات. ما نحاول فعله هو اكتشاف لماذا نقبل المعتقدات وإذا كنا نستطيع فهم البواعث وسبب القبول عندها ربما يمكن أن نكون قادرين لا على فهم لماذا نقوم بها فحسب وإنما على التحرر منها أيضاً.
-2-
يستطيع المرء أن يشاهد كيف أن المعتقدات السياسية والدينية والقومية تفرق بين الناس وتسبّب الصراع والفوضى والبغضاء. هذه حقيقة واضحة، وعلى الرغم من ذلك إننا لا نريد التخلي عنها. هناك المعتقد الهندوسي والمسيحي والبوذي ومعتقدات طائفية وقومية لا تُحصى، وإيديولوجيات سياسية متنوعة وكلها تتصارع مع بعضها بعضاً محاولة أن تهدي بعضها بعضاً.
-3-
إن المعتقد الديني أو السياسي يعرقل فهمنا لأنفسنا. يعمل كحجاب ننظر عبره إلى أنفسنا. هل نستطيع أن ننظر إلى أنفسنا دون معتقدات؟ إذا أزلنا تلك المعتقدات، المعتقدات الكثيرة التي يعتنقها المرء، هل يبقى أي شيء يُنظر إليه؟إذا لم يكن لدينا معتقدات يتماهى معها الذهن، عندها يكون الذهن دون تماه، قادراً على النظر إلى نفسه كما هو، وعندئذ يبدأ فهم المرء لذاته.
-4-
إن مسألة الإيمان والمعرفة مشكلة مهمّة جداً. إنها تلعب دوراً فائقاً للعادةفي حياتنا! نمتلك الكثير من المعتقدات! أكيدٌ كلما كان المرء أكثر فكراً وثقافة وتديّناً، إذا كان بوسعي استخدام هذه الكلمة، قلت قدرته على الفهم. يمتلك البدائيون خرافات لا تُحصى، حتى في العالم الحديث ثمة خرافات. إن الأكثر تفكيراً والأكثر يقظة والأكثر تنبهاً هم ربما الأقل إيماناً. هذا لأن الإيمان يعمي ويفرّق ونرى أن هذا يحدث في أنحاء العالم؛ العالم الاقتصادي والسياسي، وأيضاً في ما يُدعى بالعالم الروحي.