كشف أثري نادر يعود لحضارة غامضة في العراق قبل الميلاد

فريق من علماء الآثار العراقيين والألمان يعثرون على قصر بني في سنة 3400 قبل الميلاد أثناء حكم الامبراطورية الميتانية.
الغموض يحيط بالحضارة الميتانية لقلة المعثورات الأثرية من زمنها
أوان فخارية وجداريات وألواح طينية في القصر
انحسار مياه سد الموصل يكشف عن الكنز التاريخي الثمين

بغداد - عثر فريق من علماء الآثار العراقيين والألمان على قصر أثري بني خلال الحضارة الميتانية في سنة 3400 قبل الميلاد في حقبة الحضارة الميتانية.
تسبب انحسار مياه سد على ضفاف نهر دجلة في مدينة الموصل في الكشف عن كنز أثري يعود إلى مملكة ميتاني التي سكنت الهلال الخصيب في سوريا وما بين النهرين في القرن الخامس عشر وبداية القرن الرابع قبل الميلاد.
وتتضمن المعثورات الثمينة في القصر ألواحا طينية بكتابات مسمارية تعود لأكثر من 1800 عام، ولوحات جدارية بالألوان الأحمر والأزرق والكموني وأواني فخارية.
ويأمل علماء التنقيب أن تعطي الكتابات المحفورة على الألواح بعض المعلومات عن مملكة ميتاني التي تعد إحدى القوى العظمى في الشرق الأدنى القديم، ومن الامبراطوريات التي لا يزال الغموض يحيط بها لقلة المعلومات عنها وندرة المعثورات الأثرية التي تعود إلى زمنها.

وأوضحت عالمة الأثار الألمانية ايفانا بوليتس لوكالة "دويتشه فيله" الإخبارية أن "الحضارة الميتانية هي من أقل حضارات الشرق دراسة، وعدد الأبحاث الصادرة عنها قليلة جدا. حتى أن عاصمة الحضارة نفسها لم يتم الكشف عنها وتحديدها بعد".
 وأضافت أنه "في الألفية الثانية قبل الميلاد كانت الجداريات سمة تقليدية للقصور في حضارات الشرق القديمة، ولكن نادرا ما وجدناها محفوظة"، واصفة الاكتشاف بأنه "كشف أثري مثير".
وأظهرت إحدى الكتابات المسمارية أن اسم موقع القصر هو "كيمون" ويعود تاريخه للعصر البرونزي الأوسط.
وكان الموقع قد اكتشف في العام 2010، لكن وجود المياه وارتفاعها في سد الموصل أعاق عملية البحث، ولم يتمكن الفريق من التنقيب إلا بعد تراجع مستوى الماء بسبب قلة الأمطار وتسرب المياه من الخزان.