كشف طبي ينقذ حياة مريضات أشرس سرطانات الثدي

الجمع بين العلاج المناعي والكيماوي يثبت لأول مرة أنه يحد من خطر الوفاة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي أكثر أشكال الأورام فتكا بالسيدات.
سرطان الثدي الثلاثي السلبي لا يستجيب للعلاج الهرموني والمناعي
العلاج الكيميائي وحده لا يحقق مع النوع الأخطر من سرطان الثدي نتائج باهرة

لندن - أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن مزيجًا من العلاج المناعي والكيماوي أثبت لأول مرة أنه يحد من خطر الوفاة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي الذي يعد أكثر أشكال سرطان الثدي فتكا بالسيدات.
الدراسة أجراها باحثو جامعة كوين ماري ومستشفى سانت بارثولوميو في لندن، وعرضوا نتائجها السبت، أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية للأورام الذي يعقد حاليًا في مدينة ميونيخ الألمانية.
وسرطان الثدي الثلاثي السلبي، هو النوع الأخطر بين سرطانات الثدي؛ لأنه لا يستجيب للعلاج الهرموني، والعلاج المناعي، كما أن العلاج الكيميائي لا يحقق نتائج باهرة في مثل هذا النوع من السرطان.
وأوضح الباحثون أن المزيج يعتمد على الجمع بين العلاج الكيماوي القياسي الأسبوعي، بالإضافة لعقار "إتيزوليزوماب" المناعي الذي يعطى للمرضى مرة واحدة كل أسبوعين.
وحسب الدراسة، فإن العلاج الكيماوي هو العلاج الذي يتناوله معظم مرضى سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وإذا انتشر المرض إلى أجزاء أخرى من الجسم، فغالبًا ما يكون فترة بقاء المرضى على قيد الحياة من 12 إلى 15 شهرًا.
وأثبتت الدراسة، التي أجريت على البشر، أن العلاج المناعي والكيماوي معًا خفّض خطر الوفاة أو تقدم سرطان الثدي الثلاثي السلبي بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالعلاج الكيماوي فقط.

كشف طبي ينقذ حياة مريضات أشرس سرطانات الثدي
الكيماوي وحده لا يكفي

ويعمل هذا المزيج عن طريق العلاج الكيميائي الذي يعطل السرطان، ما يمكّن جهاز المناعة بمساعدة عقار "إتيزوليزوماب" من التعرف بشكل أفضل على الخلايا السرطانية، وبالتالي مكافحة السرطان كجسم غريب.
وقال قائد فريق البحث البروفيسور بيتر شميد: "هذه النتائج هي خطوة كبيرة إلى الأمام، وأثبتنا للمرة الأولى أن العلاج المناعي له فائدة كبيرة لبقاء مرضى السرطان على قيد الحياة".
وأضاف: "كنا نبحث بشكل يائس عن خيارات علاج أفضل لسرطان الثدي الثلاثي السلبي، لأنه من المأساوي بشكل خاص أن المتأثرات بالمرض غالبا ما يكن صغارًا، لذلك أشعر بسعادة غامرة بعد أن نجح الجمع بين العلاج المناعي والعلاج الكيميائي في إطالة عمر المرضى بشكل ملحوظ".
وأشار البروفيسور شميد أنه استناداً إلى نتائج التجربة، يخضع العلاج الجديد حالياً للمراجعة من قبل السلطات الصحية في بريطانيا، ومن المأمول أن يصبح متوفراً في الخدمة الصحية في المستقبل القريب.
ووفقا للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأورام شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم عامة، والشرق الأوسط خاصة، إذ يتم تشخيص نحو 1.4 مليون حالة إصابة جديدة كل عام، ويودي بحياة أكثر من 450 ألف سيدة سنويًا حول العالم.