كيف نميز بين أعراض الفيروسات التنفسية مع انتشارها المتزامن

ربما تكون مراقبة مدى سرعة تفاقم الأعراض افضل طريقة لتحديد اي من الامراض الثلاثة اصابتك، انفلونزا ام الفيروس التنفسي المخلوي ام كورونا.

واشنطن – مع تزايد اعدد المصابين بالانفلونزا الموسمية، ودخول فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (أر أس في)  على الخط فضلا عن تركة كوفيد الثقيلة، بات يصعب على كثيرين تمييز الاعراض التي تصيبهم خاصة مع التشابه الكبير بين الامراض الثلاثة.

وتشهد كثير من دول العالم مؤخرا نشاطا كبيرا في الفيروسات التنفسية المتشابهة تزامن انتشارها في وقت واحد،  فهي تصيب الأنف والحنجرة والقصبات والقصيبات والرئة، ومن أهم الأعراض التي تحدثها هي السعال الجاف وآلام الحلق وسيلان الأنف وصعوبة التنفس، والتعب العام في الجسم وارتفاع درجة الحرارة وآلام المفاصل.

ويرى أخصائي الأمراض المعدية في هيوستن بولاية تكساس الأميركية الدكتور مايكل تشانغ، انه ربما تكون مراقبة مدى سرعة تفاقم الأعراض افضل طريقة لتحديد اي من الامراض الثلاثة اصابتك.

وتظهر أعراض الإنفلونزا بسرعة، وتحدث في الغالب بعد يوم واحد فقط من التقاط العدوى من شخص مريض، ويمكن الشعور بها في جميع أنحاء الجسم.

أما نزلات البرد، فقد تظهر الأعراض بعد يومين أو ثلاثة وتكون خفيفة أكثر.

وبالنسبة لكوفيد، فإن الأعراض تظهر بعد خمسة أيام في المتوسط بشكل عام، ومع ظهور المتحورات الجديدة ربما تظهر بعد ثلاثة أيام فقط. 

أما في حال الإصابة بـ "أر أس في" فتظهر الأعراض بعد أربعة إلى ستة أيام .

وتتفاقم أعراض "كوفيد"و" أر أس في" ببطء، وقد يبدأ الأمر بانسداد في الأنف، ثم سعال أو صداع في اليوم التالي، وحمى في اليوم الثالث.

وفي حال الإنفلونزا، قد يتعرض البالغون لحمى ما بين 39 و40 درجة، لكن الحمى نادرا ما تصيب مرضى نزلات البرد.

وفي حال "كوفيد" و"أر أس في" قد تحدث حمى خفيفة، ربما أقل من 38 درجة، أو قد لا تحدث على الإطلاق. ويوضح تشانغ أنه أصبح من الشائع حدوث أعراض خفيفة وحمى منخفضة بسبب المتحورات الجديدة أو التطعيم أو الإصابات السابقة.

وهناك أعراض أخرى أقل شيوعا، يمكنها المساعدة في تحديد الحالة، وهي الإسهال والقيء، التي تحدث بسبب الإنفلونزا أو كوفيد، وهذه تظهر أكثر لدى الأطفال.

وقد يؤدي كوفيد إلى فقدان مفاجئ وشديد لحاستي التذوق أو الشم.

وغالبا ما يصاحب "أر أس في" سعال رطب جدا وقوي. 

والمصابون بـ"أر أس في" لا يشعرون غالبا بإجهاد كامل في الجسم وآلام العضلات وهم أمر يحدث لمرضى فيروسي الإنفلونزا وكوفيد. ويمكن تمييز هذا الفيروس أيضا، خاصة لدى الأطفال اليافعين، من خلال سماع صفير أو طقطقة عند الزفير، وقد يكون مصحوبا بسرعة أو صعوبة في التنفس.

الطريقة الوحيدة لتشخيص الإصابة هو بإجراء فحص

وبشكل عام، الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، هم الأكثر عرضة للإصابة بجميع الفيروسات، بسبب نقص المناعة مع التقدم في السن، بينما يكون الأطفال عرضة للإصابة بأعراض شديدة من الإنفلونزا و"أر أس في".

وقال الدكتور تشانغ إن الأطفال هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى كوفيد-19 الخفيفة أو قد لا تحدث لهم أعراض على الإطلاق مقارنة بالبالغين.

والطريقة الوحيدة لتشخيص الإصابة هو بإجراء فحص.

يذكر أن فيروس الإنفلونزا والمخلوي ينشطان في فصل الشتاء وهما ليسا جديدين علينا، لكن بسبب التنافس بين الفيروسات والإجراءات الوقائية خلال جائحة كورونا؛ لم نرهما في السنوات الثلاث الماضية، وقد خف ظهورهما.

وبسبب مرور 3 سنوات من انتشار الكورونا، أصبح هناك ما يسمى الفجوة أو الفراغ المناعي، أي أن أجسامنا لم تتعرض لهذين الفيروسين خلال الجائحة، ولذلك ستكون الإصابة بهما أصعب قليلا، لأن ردة الفعل المناعية للأجسام ستكون أشد وكأن المناعة لأول مرة تتعرف إليهما.