لا سقف زمنيا للتحقيق في انفجار بيروت

الرئيس اللبناني يصف التحقيق بالمتشعب معتبرا ان كل الفرضيات لا تزال قائمة و'لا يمكن التهاون بأي منها'.

بيروت – اعتبر الرئيس اللبناني ميشيل عون السبت ان لا تاخير في التحقيق "المتشعب" بانفجار بيروت الذي وقع قبل اكثر من عشرة ايام، وذلك بعد تزايد المطالب بسرعة كشف المسؤولين عن مقتل 177 شخصا وجرح الآلاف وتدمير اجزاء واسعة من العاصمة اللبنانية.
ويشارك محققون أجانب بينهم اميركيون وفرنسيون في التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية، بعد رفضها اجراء تحقيق دولي.
وطالب خبراء أمميّون في مجال حقوق الإنسان الخميس بإجراء تحقيق مستقلّ وسريع في الانفجار، معربين عن قلقهم من ثقافة "الإفلات من العقاب" السائدة في لبنان.
وتتهم جهات داخلية وخارجية حزب الله المدعوم من طهران بأنه يتمتع بنفوذ كبير داخل المرافق الحدودية وبينها المرفأ والمطار، إلى جانب تحكمه بمعابر غير شرعية مع سوريا المجاورة، يدخل عبرها الأسلحة. إلا أن الحزب وهو حليف للرئيس عون ويهيمن على الحكومة المستقيلة برئاسة حسان دياب، ينفي اي دور ل في الانفجار.
وقال الرئيس اللبناني في مقابلة بثتها شبكة "بي ام اف تي في" الاخبارية الفرنسية انه "ليس هناك من تأخير" في التحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت "لكننا بحاجة الى الوقت لمعرفة الحقيقة لأنها متشعبة، وكل الفرضيات لا تزال قائمة. ولا يمكن التهاون بأي منها".

ديفيد هيل من موقع الانفجار: كل دولة ذات سيادة تسيطر على موانئها
ديفيد هيل من موقع الانفجار: كل دولة ذات سيادة تسيطر على موانئها

وكان عون طلب شخصيا من نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون الحصول "على صور جوية" لتحديد ما اذا كانت طائرات تحلق وقت الانفجار.
وقال عون في المقابلة إن زيارة ماكرون لبيروت "كانت موضع تقدير من جميع اللبنانيين. وهو قام بجهد كبير مع معظم الدول كي ينعقد المؤتمر الدولي في باريس ويحدد المساعدات اللازمة".
وتنظر التحقيقات بشكل رئيسي في سبب تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت منذ ست سنوات من دون اجراءات حماية، وسبب وقوع الانفجار الذي شرّد نحو 300 الف شخص من منازلهم وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 شخص.
من جهة اخرى، حمّل مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل خلال تفقّده مرفأ بيروت، السلطات اللبنانية جزءا من المسؤولية عن الانفجار، داعيا إلى تحقيق "شفاف وذي مصداقية". 
وفي اليوم الثاني والأخير من زيارته لبنان قال هيل للصحافيين بعد تفقده أضرار المرفأ "نحن بحاجة للتأكد من أن هناك تحقيقاً شاملاً وشفافاً وذا مصداقية، وأعلم أن هذا ما يطالب به الجميع".

أتصور أن كل اللبنانيين يرغبون في عدم العودة إلى جو الفلتان

وأوضح أن محققين من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "سيصلون في نهاية هذا الأسبوع وسيؤدون دورهم بدعوة من اللبنانيين"، لافتاً الى انهم سيساعدون في تحديد "ما الذي ادى الى هذا الانفجار".
وشدد هيل على أنه "لا يمكننا إطلاقا" العودة إلى الفلتان في المرفا وعلى الحدود، وقال للصحافيين بعد جولته "كل دولة ذات سيادة تسيطر على موانئها وحدودها بشكل كامل".
وأضاف "أتصور أن كل اللبنانيين يرغبون في عدم العودة إلى جو الفلتان".
وبعد ساعات على زيارة هيل لموقع الانفجار أعلن الجيش اللبناني انتشال جثتين وأشلاء لأحد الضحايا من تحت الأنقاض في البقعة الواقعة بالقرب من إهراءات القمح.
وفي بيان أصدره في ختام زيارته للبنان حمّل هيل السلطات اللبنانية جزءا من المسؤولية عن الكارثة معتبرا أن ما جرى يعكس في جزء منه "مشاكل أكبر بكثير يعاني منها لبنان".
وتابع "للأسف، يتحمّل كل من في السلطة تقريبا جزءا من المسؤولية" عن المشاكل التي تعاني منها البلاد و"المستمرة من زمن طويل جدا".
واضاف "عندما نرى التزاما من القادة اللبنانيين بالتغيير، التغيير الحقيقي قولا وفعلا، ستتجاوب أميركا وشركاؤها الدوليون مع الإصلاحات المنهجية بدعم مالي مستدام".
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قال في كلمة مساء الجمعة "نحن لا نثق بالتحقيق الدولي" منتقداً مشاركة فريق من مكتب التحقيق الفدرالي. واعتبر أن من "أولى وظائف التحقيق الدولي ستكون إبعاد إي مسؤولية لإسرائيل عن هذا التفجير لو كان لها مسؤولية".