لا نية لدى حزب الله لمغادرة سوريا ولو انتهى القتال

رغم هدوء الجبهات والتسوية في إدلب، نصرالله ينتظر 'إشعارا آخر' لإعادة النظر بإبقاء مسلحيه على الاراضي السورية.
نصرالله يقر بضربات اسرائيلية استهدفت أسلحة منقولة للحزب
زعيم حزب الله يتهم إسرائيل بالكذب في حادث الطائرة الروسية
المرصد السوري: مقتل 1665 من عناصر حزب الله في الحرب

بيروت - أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأربعاء أن مقاتليه باقون في سوريا "حتى اشعار آخر"، رغم هدوء الجبهات بعد التوصل الى الاتفاق الروسي- التركي بشأن محافظة ادلب، المعقل الأخير للفصائل المعارضة.
ونفى نصرالله، من جهة ثانية، ما أعلنته اسرائيل عن استهدافها قبل يومين في مدينة اللاذقية منشأة للجيش السوري أثناء نقل أنظمة أسلحة الى حزبه في لبنان، متهماً اياها بـ"الكذب".
وفي خطاب متلفز أمام الآلاف من مناصريه في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزبه، عشية إحياء الطائفة الشيعية ذكرى عاشوراء قال نصرالله "نحن باقون هناك حتى بعد التسوية في إدلب والهدوء في ادلب. باقون هناك حتى إشعار آخر".
وأوضح أن "هدوء الجبهات وتراجع التهديدات سيؤثر بطبيعة الحال على الأعداد (المقاتلين) الموجودة" لافتاً في الوقت ذاته الى أن ارتفاع العدد أو انخفاضه مرتبط "بالمسؤوليات وبحجم التهديدات والتحديات".
ويقاتل حزب الله المدعوم من ايران، بشكل علني منذ العام 2013، إلى جانب الجيش السوري. وساهم تدخله في حسم العديد من المعارك لصالح دمشق. ويقدّر المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 1665 عنصراً من حزب الله في سوريا.

هدوء الجبهات وتراجع التهديدات سيؤثر بطبيعة الحال على أعداد المقاتلين الموجودة

وتأتي تصريحات نصرالله بعد يومين من اتفاق روسي تركي على اقامة منطقة "منزوعة السلاح" في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، في خطوة ستجنّب المنطقة هجوماً واسعاً لوحت به دمشق منذ أسابيع.
وقال نصرالله تعليقاً على الاتفاق "ما جرى خطوة على امكانية الحل السياسي وهذا بحد ذاته أمر جيد ومقبول ومرهون بالنتائج والتطبيق الدقيق لبنود الاتفاق".
وأضاف "بناء على تسوية ادلب، إذا سارت الامور ونُفذت بالشكل المناسب، نستطيع أن نفترض أن سوريا ستذهب الى هدوء كبير ولن تكون هناك عملياً جبهات قتال فعلية" هناك.
واستعادت قوات النظام السوري بدعم من حلفائها مناطق واسعة في سوريا خلال العامين الأخيرين، وباتت تسيطر على نحو ثلثي مساحة البلاد.
من جهة ثانية، اتهم الأمين العام لحزب الله اسرائيل بأنها "تعمل على منع سوريا من امتلاك قدرات صاروخية" على خلفية القصف على مدينة اللاذقية الساحلية ليل الاثنين.
وقال "ليس صحيحاً أن ما يُقصف في سوريا هو ما يراد نقله الى حزب الله في لبنان" رداً على اعلان الجيش الاسرائيلي الثلاثاء أن مقاتلاته هاجمت منشأة للجيش السوري في اللاذقية أثناء تسليمها أنظمة تدخل في صناعة أسلحة دقيقة الى حزب الله.
وخلال تصديها للقصف الاسرائيلي، أسقطت الدفاعات الجوية السورية، بحسب ما أعلنت موسكو، طائرة روسية أثناء تحليقها قبالة سواحل اللاذقية. وتسبب ذلك بمقتل "15 روسيا كانوا في الخدمة".
وأقرّت إسرائيل الشهر الحالي بأنّها شنّت مئتي غارة في سوريا في الأشهر الـ18 الأخيرة ضدّ أهداف غالبيتها إيرانية، في تأكيد نادر لعمليات عسكرية من هذا النوع. وقصفت مراراً منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، أهدافاً للجيش السوري وأخرى لحزب الله.
وأقرّ نصرالله في خطابه الأربعاء بأن الضربات الاسرائيلية "في بعض الأماكن لها علاقة بنقل السلاح". لكنه قال إن "العديد" منها "لا علاقة لها بهذا الموضوع نهائياً"، مؤكداً أن اسرائيل "تمنع قيام جيش سوري وقوة حقيقية عسكرية" في سوريا.

تعبئة نفسية لتبرير البقاء في سوريا
تعبئة نفسية لتبرير البقاء في سوريا

من جهته، حمّل الأسد إسرائيل ليل الأربعاء المسؤولية عن اسقاط الطائرة الروسية. وقال الأسد في برقية تعزية وجّهها إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين ونقلت مضمونها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إنّ "هذه الحادثة المؤسفة هي نتيجة للصلف والعربدة الإسرائيلية المعهودة".
وجاء في نص البرقية "نحن على أتم الثقة أنّ مثل هذه الأحداث المفجعة لن تثنيكم وتثنينا عن مواصلة مكافحة الإرهاب الذي تمتزج في سبيله دماء عسكريينا وعسكرييكم الأبطال".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة روسية من طراز "إيل-20 بينما كانت تحلّق فوق البحر الأبيض المتوسط على بعد 35 كلم من الساحل السوري في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم" في محافظة اللاذقية.
وتزامن اختفاء الطائرة، وفق موسكو، مع إغارة أربع مقاتلات إسرائيلية من طراز أف-16 على بنى تحتيّة سورية في محافظة اللاذقية.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع أنّ "الطيارين الإسرائيليين جعلوا من الطائرة الروسية غطاء لهم، ووضعوها بالتالي في مرمى نيران الدفاع الجوي السوري".
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء إنّ "المسؤولية الكاملة في إسقاط الطائرة الروسية وموت طاقمها تقع على الجانب الإسرائيلي".
في المقابل، نفى الجيش الاسرائيلي استخدام الطائرة الروسية غطاء لقصفه في سوريا، وأعلن في بيان أنّه "عندما أطلق الجيش السوري الصواريخ التي أصابت الطائرة، كانت المقاتلات (الاسرائيلية) عادت الى المجال الجوي الاسرائيلي".
وأعلنت إسرائيل أنّ طائراتها هاجمت منشأة للجيش السوري بينما كان يتم منها تسليم أنظمة تدخل في صناعة أسلحة دقيقة إلى حزب الله اللبناني، وهو ما نفاه الأخير.