لبنان يطالب بخطة لدعمه في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين

وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني يؤكد أن 85% من اللبنانيين يعيشون تحت سقف الفقر وان ملف النازحين السوريين ضاعف من الازمة في ظل تخلي المجتمع الدولي عن بلاده.
الحجار يدعو إلى ضمان عودة آمنة وفورية للنازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في وطنهم

بروكسال - دعا وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هكتور الحجار، الإثنين، إلى تعويض بلاده عن تداعيات النزوح السوري عبر "خطة موزعة على فترة زمنية محددة" مع استفحال الازمة المالية للبلاد.
وقال الوزير في كلمته بالدورة السادسة من مؤتمر "مستقبل سوريا والمنطقة" في العاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة ممثلين عن حكومات ومنظمات إقليمية ودولية، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية). ان "بلاده تستضيف حاليا نحو مليون ونصف (مليون) نازح سوري مقابل أربعة ملايين لبناني".
وتابع "هؤلاء السوريين هم نازحون وليسوا بلاجئين، ويشكّلون 30 بالمائة من سكان البلد حيث تصل كثافتهم إلى 650 نسمة في الكيلومتر المربّع الواحد".
وأردف "هم يقيمون في خيم، في ظلّ ظروف لا تليق بالإنسانية، موزعين على 1000 بلدة من البلدات اللبنانية الـ1050، لقد وصلوا إلى لبنان محرومين من كل الموارد ووضعهم في غاية الهشاشة".
وزاد الحجار بأن لبنان "يمرّ بواحدة من أعنف الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والسياسية. والنتيجة هي أن 85% من اللبنانيين يعيشون تحت سقف الفقر".
واستطرد "لذلك، يعتمد لبنان على المجتمع الدولي لدعمه بهدف إنقاذ النازحين السوريين والمجتمع اللبناني في الوقت عينه".
ودعا الحجار إلى ضمان عودة آمنة وفورية للنازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في وطنهم، وإعادة توظيف المساعدات المالية الحالية وتخصيصها للاستثمار في البنى التحتية في هذه المناطق السورية الآمنة.
كما دعا المجتمع الدولي إلى تعويض لبنان، الذي تكبّد حتى الآن خسائر بنحو ثلاثين مليار دولار، من خلال "خطّة موزّعة على فترة زمنية محدّدة".
وكان الوزير اللبناني افاد الشهر الماضي  أن بلده أبلغ الأمم المتحدة بعدم قدرته على تحمل ملف اللاجئين السوريين من أجل مصلحة دول أخرى (لم يسمها).
وبالتزامن مع أزمة اللجوء السوري وتأثيراتها السلبية على المجتمع اللبناني، يعاني اللبنانيون منذ أكثر من عامين أزمة اقتصادية غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.
ويشدد القادة اللبنانيون على ضرورة اقتسام اعباء اللاجئين وكذلك تهيئة الاجواء لعودتهم الى بلادهم مع تحسن الوضع الامني في سوريا.
وسبق لحزب الله اللبناني أن حشد لإعادة اللاجئين السوريين متحدثا عن عودة الأمن والاستقرار لمعظم المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، مؤكدا أنه على الحكومة اللبنانية التنسيق مع دمشق في التعاطي مع هذه القضية، لكن رئيس الوزراء اللبناني حينها سعد الحريري أكد أنه يجب معالجة هذه الأزمة من خلال هيئات الأمم المتحدة رافضا أي تطبيع مع النظام السوري.
بدوره شدد الرئيس اللبناني ميشال عون على أن اللاجئين السوريين يمثلون عبئا ثقيلا أمنيا وماليا على لبنان المنهك اقتصاديا، داعيا المجتمع الدولي لمساعدة بلاده في تحمل تلك الأعباء.
وتزايدت محاولات الهجرة غير النظامية من لبنان تجاه الدول الأوروبية، بحثا عن حياة أفضل في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية منذ أكثر من عامين، جراء أسوأ أزمة اقتصادية بتاريخ البلاد.