لبنى فندري: أحلامي تنعكسُ ألوانا وأشكالا في مرآة اللوحة

أعمال التونسية لبنى خديجة فندري تتميز بتشكيلاتها اللونية الثرية بالدلالات ومقاربتها لظلال أجساد متوارية في رحلة بصرية متأملة داخل عوالم موحية بقصص متشابكة.
لبنى تنجذب للوحات الفنان كاظم حيدر بكل رموزها ودلالاتها

يُعبرُ اختيار الألوان عن مستوى ادراك الفنان للمعطيات الوجودية ونظرته إلى طبيعة الحياة وتحديات الواقع، واللون يكشف بقدر ما يضمرُ.
 وبذلك يكون الأثر الفني منفتحاً على عدة قراءات وتلعبُ ذائقة المتلقي وخلفيته المعرفية دوراً في فك شفيرات الألوان المنداحة على المساحة المكانية وطريقة التواصل مع مفردات اللوحة .
تتميزُ أعمال الفنانة التونسية لبنى خديجة فندري بتشكيلاتها اللونية الناضحة بالدلالات والمتأملُ للوحات فندري يقع  على ظلال أجساد متوارية خلف زخات الألوان وهذا ما يزيدُ من منسوب التشويق في الرحلة البصرية المتأملة داخل  العوالم الموحية بالقصص. المتشابكة حول تجربتها الفنية ومؤثرات البيئة على تنشأتها.
كان لنا حوار مع لبنى فندري وهي ساهمت في المعارض المشتركة بتونس.
ومايجدرُ بالذكر أنَّ المقومات المكونة لتجربة هذه الفنانة ليست إلا الموهبة المعمدة بالبحث والمتابعة إضافة إلى بيئة المنشأ التي أرخت بتأثيرها على الحس الفني .
انفتاح على الفن التشكيلي من خلال الادب والشعر والفلسفة

 1- كيف بدأ انفتاحك على الفن التشكيلي؟
بداية الانفتاح الأول كانت منذ الطفولة وانا اعتبرها اهم مرحلة ينفتح فيها الوجدان على ميولات ورغبات النفس والروح معا ثم تأتي تتراكم الخبرة وينضجُ مع التجارب المتعددة وتنوع الممارسات الفنية والنشاطات وبالنسبة لي كان انفتاحي على الفن التشكيلي من خلال الادب والشعر والفلسفة.
 كل القراءات وعوالم الخيال والجمال والتعمق في الفلسفة ونبشها وصولاً إلى تفاصيل وخبايا النفس قادتني إلى بوابة الفن التشكيلي فبقدر ما تمسني الأشعار وبقدر ما ياسرني الأدب وتحررني الفلسفة بقدر ما اطلق العنان لريشتي والواني على اللوحات.
الفن يرتبط بالجينات والوراثة
2-ما دور البيئة في اكتشاف موهبتك الفنية؟
للبيئة دور هام في اكتشاف وتنمية الموهبة فكلما كانت هناك مقومات وسبل مختلفة لإحياء الموهبة وانماءها تمكنت الذات أكثر من الخلق والابتكار.
 وبالنسبة لتجربتي اعتبر الامر جيني ووراثي فحب ابي للابتكار وصنع الأشياء والتلوين والزخرفة والاستنباط والرسكلة (Bricolage) بصفة عامة جعلني وانا طفلة اميل كل الميل إلى هذه الفنون ثم عمي المحب للكتب والشعر جعلني اميل إلى حب الكتب الادبية والشعر.
 وكانت تجاربي الأولى عبارة عن رسومات تشكيلية لما استخلصه من حكم وما يعجبني من شخصيات خيالية بالقصص والروايات فكان كل ما يمس روحي ووجداني  يطرح بعد ذلك رسما وتشكيلا.
لكل فنان خصوصية
3- هل تتشكل هوية الفنان بناء على الالوان التي يختارها ام يستمد الخصوصية من المواضيع التي يعمل عليها؟
هوية الفنان هي كل لا يتجزأ  ولكل فنان خصوصية وتميز وانفراد وذلك بالطبع لاختلافنا اولا كبشر فلكل شخص بصمته الخاصة به في كل مجالات الحياة وهذا طبعا يعود إلى تكوينه الجيني المنفرد وثانيا لاختلاف طريقة وكيفية تعبير كل منا عن ما يخالج نفسه.
 والأنفس وعوالمها هي بحار عميقة والخوض في غمارها هو علم يتطلب من علماء النفس التأني في التحليل والتدقيق.
 لأجل هذا لا يمكن اختزال هوية الفنان بناء على لون او شكل او موضوع فالهوية تحمل كل هذا واكثر فكل تفصيل وكل حركة قلم او ريشة وكل خط وكل انحناء يحمل في داخله كنوز من المعلومات تكشف هوية الفنان  فقط تتشابه الالوان لكن المواضيع تختلف وقد تتشابه المواضيع ولكن الألوان تختلف وقد تتشابه المواضيع والألوان ولكن الرؤى تختلف وقد تتشابه الرؤى ولكن البصمة تختلف وهكذا.
ميل الى المدرسة السريالية
 4- يلاحظ المتابع للوحاتك الاهتمام بفن التجريد اين يكمن البعد التواصلي بين الاثر الفني والمتلقي في الاعمال التجريدية؟
لي تجارب مختلفة ومتنوعة في شتى المدارس الفنية ومن بينها المدرسة السريالية والتي اميل اليها اكثر رغم تنوع تجاربي ومنها التجربة التجريدية اما عن البعد التواصلي بين الاثر الفني والمتلقي فهذا امر يعتمد على المناهج التحليلية المعتمدة في قراءة الاثر كما يعتمد على التحليل للكتابة التشكيلية التى يعتمدها الفنان من خلال توظيف الخطوط والالوان والاشكال لخدمة موضوعه وبالتالي لايمكننا التحدث عن قراءة واحدة للأثر الفني بل عن قراءات مختلفة ومتعددة مما يحيل إلى إختلاف وتعدد أبعاد التواصل بحسب المتلقي ومنهج قراءته للأثر الفني.
نشر الثقافة الفنية والجمالية
5- تعج وسائل التواصل الاجتماعي والشاشات بالصور والمحتويات المرئية المتنوعة كيف اثر كل ذلك على مستويات التلقي للاعمال الفنية؟
ان تعج وسائل التواصل الاجتماعي والمتصفحات بألوان مختلفة من الفنون المرئية فهذا امر جيد حسب رأيي وعامل مساعد للفنان والمتلقي على حد السواء إذ يساهم في نشر قدر كبير من الثقافة الفنية والجمالية بكل اشكالها المختلفة وهو ما يساعد حتما في رفع مستوي التلقي للاعمال الفنية من خلال التعرف والتمرس لدى المتلقي والقارئ على فهم لغات متنوعة من لغات الفنون من خلال الحوارات والتعليقات والقراءات المتعددة .
 السريالية تكشف مكامن وهواجس النفس
6- بمن تأثرت في تجربتك الفنية هل من الضروري بالنسبة للفنان متابعة اعمال غيره من المبدعين؟
التاثر والتأثير في التجربة الفنية امر طبيعي وهو نتاج التفاعل داخل بيئة ثقافية فنية فمن الضروري الإطلاع على التجارب الفنية المختلفة فلا يستطيع الفنان الابداع والابتكار وهو في معزل عن الحياة الثقافية والفنية وعن التيارات الفنية والفكرية في عصره 
 اما بالنسبة لى تشدني اعمال فناني المدرسة السريالية لما تحمله ايحاءات ورمزية تكشف مكامن وهواجس النفس وهي تعمد على طرح اللاوعى للاحلام التي تسكننا في شكل فن تشكيلي 
وهذا ما أشعر به فإني اترك أحلامي تتبلور وتنعكس الوانا واشكالا على مرآة اللوحة  ومن اهم الفنانين لهذه المدرسة اذكر Salvador Dali و Vladimir kush  و Frida kahlo  وبالنسبة للمدرسة التجريدية تعجبني اعمال Vassily Kandinsky كما تروقني الكثير من التجارب الفنية العربية أمثال الفنان التونسي عادل مقديش والفنان حاتم المكي.
 كذلك هناك اعمال رائعة ومذهلة تجعلني ابحث مرارا وتكرارا لقراءتها في الفن العراقي القديم والحديث وبين عمالقة الفن التشكيلي العراقي تشدني لوحات الفنان كاظم حيدر بكل رموزها ودلالاتها.