
لقاءات كاشفة مع ثلاث فرق مسرحية في مهرجان المسرح العربي
شهدت فعاليات الدورة الـ 15 لمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة الشباب العمانية والجمعية العمانية للمسرح خلال الفترة من 8 إلى 15 يناير/كانون الثاني، ثلاث مؤتمرات صحفية لثلاث فرق أدارها باقتدار الكاتب المغربي أحمد طنيش، أولها مسرحية "الملجأ" من الأردن لفرقة معمل 612، وتحدثت فيها المخرجة سوسن دروزة والمخرج الحاكم مسعود، والثانية مسرحية "ذاكرة صفراء" من السعودية، لفرقة نورس المسرحية، وتحدث فيه المؤلف عباس الحايك، والمخرج حسن العلي، والثالثة مسرحية "المؤسسة" من البحرين لفرقة مسرح الصواري، وتحدث فيه المخرج عيسى الصنديد وعدد من أعضاء الفرقة.
ألقت المبدعة والمخرجة سوسن دروزة الضوء على مشروع المسرحية "الملجأ" كاشفة أنه مشروع جديد لـ "معمل 612" يطلق عليه "مسرح الملجأ" وقد اشتغلنا عليه لفترة طويلة انطلاقا من كوننا جميعا فنانين وكتابا نعيش مرحلة تاريخية صعبة تعمها الفوضى، نحن في ملجأ؛ ملجأ كبير سّمه ما شئت طوباوي ـ قهري ـ اختياري...، فمدننا كلنا تحت القصف، ونسعى إلى عمل نقدر من خلاله البقاء على قيد الحياة، وليس إلا الفنون هي التي تقدر على حمايتنا.

وأوضحت أن "معمل 612" هو تجمع من المفكرين والعمال من خلفيات مختلفة والتخصصات الذين ابتكروا المشاريع التي تعتبر أولوية لمنطقتنا. كلمة المعمل مصممة لتعزيز إنتاج الأفلام والأفلام الوثائقية وفن الفيديو والمنشآت وغيرها من المشاريع البصرية والفنية التي لديها القدرة على إحداث تأثير وخلق التغيير على المجتمعات المدنية في منطقتنا والعالم. وقد اشتغلنا على مشروع مسرحية "الملجأ" وهي المشروع الرابع لنا. لقد تباحثنا في أمر مسرح وثائقي واطلعنا على التجارب السابقة والتنظيرات الأكاديمي، وحاولنا إيجاد هذا المسرح برؤيتنا، فالإبادة الجماعية في غزة ادخلتنا في خيارات مختلفة لنخرج من قالب المسرح الوثائقي إلى فضاء فني يكشف عمق الكارثة قدر استطاعته لأن ما جرى ويجري يصعب متابعته.
أما الفنان والمخرج الحاكم مسعود فلت إلى أن الإشكالية الحقيقية تكمن في هل هو ملجأ مسرح أم مسرح ملجأ؟. وقال إنه لابد أن يقف الفنان ليقول شيئا أمام هذا الكم الهائل من الألم والفوضوية، هذه الجدلية فرضت إشكاية "الملجأ"، نحن نريد أن ننهض من جديد ونعيد لأنفسنا توازنها، وليس إلا الفن والفن المسرحي خاصة قادرا على فعل ذلك. نحن نعيش الآن في حالة انفصام وفوضى لا نستطيع العيش بسببها بشكل طبيعي ولذلك تسقط كل الجدران لكي نحكي ما نحمله من رؤى وأفكار.. وفكرة "الملجأ" جاءت من هذه الفوضى.
أما مؤلف ومخرج عرض "ذاكرة صفراء" لفرقة نورس، فقد تطرق للعلاقة بين المخرج والمؤلف، حيث أكد الحايك متابعته لفريق المسرحية وتعاونه مه على مستوى الرؤية، وأنه بناء على ذلك أضاف شخصية رابعة لنص الذي يقوم في الأصل على ثلاث شخصيات، وقال إن المخرج الذي يلتزم بنص المؤلف دون أن يضع بصمته على مستوى الرؤية هو مخرج فاشل، من هنا أحيي المخرج حسن العلي وفريق الممثلين الذين أضافوا في عرضهم إلى رؤى النص رؤى جديدة.

وقال الحايك أن فكرة المسرحية جاءت من خلال متابعاته لأفلام وثائقية عن حالات الاعتقال للفلسطينيين، وكيف تنعكس عليهم وتؤثر في بنيتهم النفسية والجسدية عقب خروجهم من المعتقل.
وتحدث العلي عن كونه ممثلا ومخرجا، وأن "ذاكرة صفراء" هو عمله الثاني، لافتا إلى أن المسرحية تحمل حالة بوح وغوص في جدليات الوهم والحقيقة.
وتحدث عيسى الصنديد معد ومخرج مسرحية "المؤسسة" فلفت إلى أنه اشتغل سبعة أشهر على مسرحية "المؤسسة" المأخوذة عن نص أنطونيو باييخو، محاولا الوصول إلى جوهر العالم الذي أرد باييخو أن يكشفه، والمتمثل في مؤسسة ترزح تحت وطأة العفن والقهر ويصعب فيها مجرد الحلم.
ومسرح الصواري مسرح بحريني معاصـر تأسس عام 1991 ليهتم بتقديم العروض الإبداعية المعاصـرة متأثراً بالمدارس الفنية العالمية الحديثة. وقد أستطاع خلال بضع سنوات من تأسيسه ترسيخ أسمه، ونال العديد من الإشادة والجوائز الإقليمية والعالمية. ولعب دورا مهما في تطوير الحركة المسرحية بالبحرين مستفيدا من تجارب البلدان المتقدمة في مجال الدراما، ومستهدفا التركيز على التجارب المختبرية لجميع عروضه، من خلال هذا المختبر، تمت عقد العديد من الدورات التدريبية في الجوانب العملية والنظرية للدراما، من خلال التمارين المختبرية الحديثة في مجال الدراما وتعريض هذه التمارين للواقع العملي.
لقد نال مختبر الصواري للدراما اهتمامًا كبيرًا من خلال التركيز على الجسم، وعضلة الخيال، والتركيز، والتحسين، ودراسة حقول الصوت والسينمائية، والتعرف على التجارب الدرامية العربية والعالمية من خلال الأفلام الوثائقية. تواصل المختبر في التأكيد على دوره في تصميم شخصية الممثل في الدراما. وقد انعكست هذه الجهود بوضوح في جميع المسرحيات التي قدمتها مسرح الصواري على مستوى البلدان المحلية والعربية، وعلى أساس تجريبي بشكل خاص في مهرجان القاهرة الدولي التجريبي مثل "الكاريكاتير" الذي ركز على نقل الرسوم المتحركة في الدراما.