لقاء عون والشرع: تعزيز للتعاون بعد التخلص من نفوذ إيران

الرئيسان يلتقيان لأول مرة لبحث تسوية الملفات الخلافية بين سوريا ولبنان وأمن الحدود واللاجئين.

القاهرة - مثل اللقاء الأول للرئيس اللبناني جوزيف عون في القاهرة الثلاثاء بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وذلك على هامش القمة العربية بشأن غزة، فرصة لتعزيز التعاون بين بلدين تخلصا من نفوذ القوى المدعومة من إيران ويبحثان عن صيغة لتسوية بعض الملفات الخلافية، خاصة فيما يتعلق بمسألة أمن الحدود واللاجئين.
وقالت الرئاسة اللبنانية إن الرئيسين شدّدا على "ضرورة" ضبط الحدود بين البلدين. ويتشارك لبنان وسوريا حدودًا بطول 330 كيلومترًا غير مرسّمة في أجزاء كبيرة منها، وخصوصًا في شمال شرق البلاد، مما جعلها منطقة سهلة للاختراق من جانب مهربين أو صيادين أو حتى لاجئين.
وأضافت في بيان على منصة إكس إنه "تم الاتفاق على التنسيق عبر لجان مشتركة تُشكَّل بعد تأليف الحكومة السورية الجديدة"، كما تم "التأكيد على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين لمنع جميع أنواع التجاوزات".

وبدأ نفوذ إيران يتراجع في سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول. كانت الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، مثل حزب الله اللبناني، تلعب دورًا كبيرًا في دعم النظام السوري ومساعدته على البقاء في السلطة. لكن مع تزايد الضغوط الدولية والتدخلات العسكرية من قِبَل دول أخرى، بدأت إيران تخسر نفوذها تدريجيًا في سوريا.
وفي لبنان، كان حزب الله يحتفظ بنفوذ كبير داخل البلاد، حيث كان يستغل الحدود الطويلة مع سوريا لتهريب الأسلحة والمقاتلين. لكن بعد سقوط الأسد، بدأت السلطات السورية الجديدة في شن عمليات أمنية لطرد المسلحين والمهربين من المناطق الحدودية، مما أثر بشكل كبير على قدرة الحزب على العمل بحرية في تلك المناطق.
ولعبت الجماعة الشيعية وداعمتها إيران أدوارا سلبية في البلدين حيث تورطا في الحرب الاهلية السورية والتي أدت لتدمير البلد وتشريد سكانه قبل فرار الرئيس السوري السابق بشار الأسد بينما جر وكلاء طهران لبنان لحرب مدمرة مع إسرائيل أدت لخراب كبير في البنية التحتية وكذلك تعميق الازمة الاقتصادية.
وسيطر وكلاء ايران على القرار في البلدين خلال السنوات الأخيرة لكن سقوط النظام السوري السابق والضربات التي تلقاها حزب الله خلال الحرب الإسرائيلية أحدثت تغييرات عميقة.
ويواجه كل من لبنان وسوريا تحديات كبيرة فيما يتعلق بأمن الحدود واللاجئين. يتشارك البلدان حدودًا طويلة غير مرسّمة في أجزاء كبيرة منها، مما يجعلها عرضة للاختراق من جانب المهربين والمسلحين.
وفيما يتعلق بقضية اللاجئين، يستضيف لبنان مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين فروا من النزاع في بلادهم. تسعى الحكومة اللبنانية إلى إيجاد حلول لهذه القضية من خلال التعاون مع الحكومة السورية الجديدة.
ويشكل اللقاء بين الرئيسين اللبناني والسوري فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات متعددة. يسعى البلدان إلى تسوية الملفات الخلافية من خلال التنسيق المشترك وتعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح الشعبين.