لماذا انتصر مستر هايد على الدكتور جيكل!

الرواية تعتبر من أشهر الأعمال الخالدة في الأدب الإنكليزي ادت الى ذيوع صيت كاتبها الإسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون، رغم إنها ليست الرواية الأولى التي تحمل نمط الرعب القوطي الذي يُنسب أصله إلى المؤلف الإنكليزي هوراس والبول.

لطالما كان أدب الرعب من أكثر الأصناف الأدبية تشويقاً وأمتعها للقارئ خصوصاً عندما تكون الرواية من نوع قصص الرعب النفسي مثل رواية "دكتور جيكل ومستر هايد" الصادرة حديثاً عن "دار إدراك" بترجمة أميل خليل بديس.

والرواية تعتبر من أشهر الأعمال الخالدة في الأدب الإنكليزي  ادت الى ذيوع صيت كاتبها  الإسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون، رغم إنها ليست الرواية الأولى التي تحمل نمط الرعب القوطي الذي يُنسب أصله إلى المؤلف الإنكليزي هوراس والبول عن روايته قلعة أوترانتو التي صدرت عام 1764 بعنوان "قصة قوطية".

في داخل كل نفس بذرتان للخير والشر تتصارعان منذ الأزل.

ويحسم الصراع ميل الروح الى أحداهما،إما الدكتور جيكل الطبيب الناجح والمحترم والمحبوب من الجميع فرغم نشأته المحترمة وحياته المترفة الى ان روحه كانت دائماً عطشى الى النزق الطائش، ومن غير الممكن أن يسمح له بالتحرر، فعاش كأنه في حياة مزدوجة، بدأ يفكر في أن الإنسان في الحقيقة ليس واحدًا، بل اثنين، وربما أكثر، ولأن اهتماماته علمية فكر كأنه يحلم عن كيفية لفصل هاتين الشخصيتين، وضع نظريته محل الاختبار، وبعد بحوث ركب تركيبته الكيميائية، وفي جرأة عجيبة شرب ذلك السائل العجيب الذي حوله الى مستر هايد الشرير السفاح الذي داس على طفلة صغيرة بدون رحمة وقتل المستر كارو وسبب العديد من المشكلات، لكن للعقار السحري هذا تأثير آخر فبمجرد ان يتناوله مستر هايد يعود الى هيئة الدكتور جيكل فعاش الدكتور بهذا الأنفصام وكان سعيداً به الى ان سيطر هايد على جيكل وفقد الأخير سيطرته على العقار الكيميائي الذي حضره بنفسه والسؤال هنا لماذا أثبت العقار فعاليته تجاه شخص مستر هايد ومحى  تماماً الدكتور جيكل من الوجود؟

كما ذكرتُ سابقاً في داخل كل منا بذرة شر لكن يبقى الخيار للإنسان بتنشيطها او تحجيمها والدكتور جيكل كان ميالاً الى جنون السفاح هايد  ففكرة هذه الرواية العظيمة  قائمة على هلاك المرء بتحفيز الشر داخل الروح.

"بعد نصف ساعة من الآن سأودع وللأبد هذه الشخصية الكريهة..هل يموت هايد على المشنقة أم يجد الشجاعة لينقذ نفسه؟! الله أعلم..أما أنا فهذه هي لحظة موتي الحقيقية، وقد آن أن أنهي اعترافي وأضع نهاية لحياة ذلك التعس هنري جيكل".

ولدَ روبرت لويس بلفور ستيفنسون في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1850 - 3 ديسمبر/كانون الاول 1894 م.في إدنبرة، اسكتلندا وهو روائي وشاعر، وكاتب مقالات. ومن أهم الكُتاب في  أدب الرحلات،  تميز بأسلوبه الرشيق، وبرواياته التي تستهوي الشباب وقد لاقى ستيفنسون إعجابًا كبيرًا من الكثير من الكتاب، مثل خورخي لويس بورخيس  وإيرنست هيمنجواي ورديارد كيبلينج وفلاديمير نابكوف وجي كاي تشسترتون.

كان مريضًا بالسل طوال عمره تقريبًا، فلم يعِشْ إلا أربعة وأربعين عامًا، من أعماله: "الأختطاف"، "الحالة الغريبة للدكتور  جيكل ومستر هايد"، "جزيرة الكنز".