لمياء حبشي تقدم 'شذرات أدبية' بمدينة الثقافة

لقاء ثري يطرح مسألة الكتابة والإبداع والنشر زمن الجائحة من خلال كتاب 'نحو استراتيجية ثقافية: شذرات أدبية زمن المحنة الصحية'.

بحضور جمهور الكتاب والمطالعة وأحباء الحوار الفكري والثقافي انتظمت خلال مساء يوم الجمعة 07 يونيو/حزيران 2024 أمسية ثقافية من قبل المكتبة العمومية بمدينة الثقافة حول تقديم الإصدار الأول للكاتبة لمياء حبشي بعنوان "نحو استراتيجية ثقافية: شذرات أدبية زمن المحنة الصحية"، وذلك بقاعة صوفية القلي.

وكان اللقاء فكريا وثقافيا مشفوعا بنقاش حيث قدم الدكتور محمد التومي مداخلة قيمة أتت على مختلف جوانب الكتاب ومحاوره، مشيرا إلى أهمية ما حواه من معلومات مهمة حيث واكب مراحل إعداده وصولا إلى النشر. وقدم إثر ذلك الدكتور مصطفى المدائني مداخلة أبانت عن مضامين هذا المؤلف الجديد وقيمة مبحثه وخصائص التناول..

وتحدثت إثر ذلك الكاتبة لمياء حبشي عن النسق الزمني لكتابة هذا البحث الذي تحول إلى كتاب، مشيرة إلى دقائق وتفاصيل المعايشة الكتابية لهذا العمل. وتناول إثر ذلك المتدخلون خلال النقاش مسائل تخص المضمون والكتاب وبعض تفاصيل البحث وشؤون المكتبات والقراءة والنشر والجائحة وفعلها في الأدب والثقافة والنشر والإبداع عموما.

واختتم اللقاء بكلمة لأمينة المكتبة الأستاذة أسماء الرياحي التي ثمنت اللقاء وقضاياه المطروحة من خلال استعراض الكتاب، وشكرت الضيوف وتخلل اللقاء سفر رائق مع الموسيقى والغناء بين الطابعين الشرقي والتونسي لمجموعة موسيقية بقيادة الفنان العازف المميز مصباح الاينوبلي.

لقاء ثري ونقاش جاد بشأن هذا الكتاب للأستاذة لمياء حبشي بعنوان "نحو استراتيجية ثقافية: شذرات أدبية زمن المحنة الصحية" عن دار سارة للنشر والتوزيع والذي يندرج ضمن "أدب المحنة"، ويضم مجموعة من النصوص تتمحور حول مواضيع تعنى بالشأن الثقافي توصيفا واستشرافا. وفي المحور الثاني إدارة الأزمات في قراءة من الداخل في الإدارة الثقافية للبلاد التونسية. وبالمحور الثالث استشراف لبعض أوجه التصرف الحديث للإدارة الثقافية للخروج من الأزمة وهي جائحة كورونا.

وبخصوص هذا الكتاب المهم تقول مؤلفته لمياء حبشي "شغلت خطة أمينة المكتبة العمومية بالدندان منذ منتصف التسعينات حيث حاولت وأنا في بداية طريقي أن ٱتحسس مجال التنشيط الثقافي باستضافة عديد المبدعين من الجهة وخارجها ومصاحبة الفاعلين في المجال الثقافي من خلال تنظيم حلقات حوار وأمسيات أدبية وشعرية وملتقيات وكذلك ورشات تنشيطية للأطفال.... لتتحول المكتبة بعد جهد وتفان في العمل إلى فضاء ثقافي يجمع القراء بالمبدعين في مختلف المجالات.. وبداية من سنة 2014 وبصفتي رئيس مصلحة المكتبات بالمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة وواصلت العمل بشكل أرحب وأكثر حماسة في علاقة تفاعلية مع شبكة المكتبات العمومية بالجهة..".

وتضيف "بالنسبة إلى الإطار العام للكتابة، فإن الاهتمام بالتفكير الاستراتيجي كان وليد الجائحة التي اجتاحت الكون بأسره أو كادت وأمام إجبارية التباعد الاجتماعي وفترة الحجر الصحي الشامل الذي فرضته علينا أزمة كورونا، فقد ولدت لدي مغامرة الإبداع وخوض تجربة الكتابة لإيجاد منفذ للخروج من التركيز المفرط في الأزمة وتداعياتها على جميع المستويات محاولة مني للسيطرة العقلانية على الأحداث المربكة وتحويل المحنة الى منحة للغوص والتطرق إلى عدة مواضيع يربط بينها قاسم مشترك يرنو إلى التحديث وإرادة التغيير وكذلك إلى التكيف مع الأزمة وهذا من شأنه أن يكون عاملا ناجعا للقدرة على التحكم في الثبات الانفعالي وتبديد المخاوف".

وتتابع "البداية كانت بتحرير مجموعة من المقالات أو النصوص نشرت في صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية وقد بلغت هذه النصوص المنشورة 11 نصا خلال فترة زمنية امتدت من شهر أبريل/نيسان 2020 إلى شهر يناير/كانون الثاني 2021 وتميزت المرحلة الموالية بالخوض في مجال التأليف والسعي إلى بلورة هذه النصوص مع إضافة البعض الآخر من النصوص التي حررتها زمن الأزمة الصحية .. (كوفيد 19) فحسب وعمدت الى ترتيب وتبويب هذه النصوص وتقسيمها إلى أقسام ثلاثة قسمت بدورها الى مجموعة من المباحث.. و الإصدار بعنوان 'نحو استراتيجية ثقافية: شذرات أدبية زمن المحنة الصحية' تقديم الكتاب الدكتور محمد التومي صادر عن دار سارة للنشر والتوزيع وهو يندرج تحت أدب المحنة ضمن مجموعة من النصوص تتمحور حول  مواضيع تعنى بالشأن الثقافي توصيفا واستشرافا وكذلك إدارة الأزمات: قراءة من الداخل في الإدارة الثقافية للبلاد التونسية واستشراف بعض أوجه التصرف الحديث للإدارة الثقافية للخروج من الأزمة...".

لقاء مميز عن كتاب جاد في طرحه ضمن خوض تجربة الكتابة والنشر لكاتبة حيث الكتابة تعني لها الكثير بما في ذلك الحياة.. شغف الكتابة لا يضاهى وشغف البحث متعتان بالنسبة إلى الكاتبة الباحثة لمياء الحبشي.