لوحات فنية يجمع بينها حس جمالي وطموح للأعالي

ياسمين المؤدب تحلم بالرسم هواية ثم عبارة وملاذا. وتطمح لمعرض فردي تعرض فيه كل لوحاتها.
أمي اكتشفت عندي موهبة الرسم منذ صغر سني، فبدأت مشواري
الاشتغال على أعمال جديدة وعدد من اللوحات الفنية متعددة الثيمات والألوان

اللون هذا الآسر لا يقنع بغير العبارة. اللون هذا الترجمان الباذخ يمكث في الإطار يعري شيئا من الهواجس والأحاسيس وشواسع الذات ودواخلها وهي تفصح عن رغباتها نحو الكون. الرغبات المفتوحة ومنها الحلم والأمل والتحليق عاليا وبعيدا كعنوان حرية يرنو إليها الكائن بكثير من الغناء والدأب والنواح الخافت. 
ثمة ما يجعل اللون عبارة من عبارات الأكوان الدالة والعميقة في تطوافها وترحالها وسفرها الدائم نحتا للقيمة وتقصدا للبهاء وقولا بعنفوان البوح في عوالم تشهد تداعياتها المريبة وسقوطها المدوي ليظل الفن مجالا لطرح الأسئلة الموجعة والتي بوسعها أن تذهب بالذات الى أعماقها في هذا الأفول.
هكذا هو الرسم هذا الضرب من الدرب السهل والصعب ولكنه يمنح المأخوذ به والموهوب شيئا من دروب المغامرة نحو تنوع الألوان والأشكال والخطوط والمشاهد والحالات. هي لعبة مفتوحة على العبارات والتأويل. وماذا لو كانت لعبة الرسم بمثابة بدايات بريئة براءة الطفولة حيث الكون علبة تلوين وأناشيد محفوظة ترى العالم براءة أولى ولونا من الحنان الإنساني المفتقد وغير ذلك من تلقائية الفعل لدى الأشياء والعناصر والتفاصيل. 
نعم .. الرسم هنا درب من دروب البراءة والمحبة تجاه الآخرين والعالم. هو نظرة الحالم للمدهش الكامن في الناس. هو ما يمكن أن يحيل إلى الوشائج والتواصل بين الناس نحو حياة إنسانية وردية يبرز فيها لون الخير، الود والتضحية والعطاء والنوايا الحسنة لأجل عالم جميل وكون تحلو فيه الحياة بغير نكد ودمار وخرائب.

في ورشتها ومرسمها بمنزلها وفي حضرة العائلة الداعمة والمشجعة لها في هذا المجال الفني التشكيلي تنكب الرسامة ياسمين المؤدب على أعمالها التي هي جزء من ذاتها

من هنا ندخل هذه العوالم التي ترسبت لدى الفنانة الشابة التي نهلت من الإنسانيات وتشبعت في البيت العائلي بقيم المحبة للآخرين وأفعال التطوع والعطاء. عوالم بزغت فيها شمس الألوان عبر الرسم كمفردة جمالية للتعبير والقول بممكنات إبداعية كامنة في الذات. 
ياسمين المؤدب حلمت بالرسم هواية ثم عبارة وملاذا، لوحاتها مشاهد وورود وتجريد وغير ذلك من انطباعية مرسومة في ذاتها ترى من خلالها العوالم وتحلم بالخير العابر للأمكنة.
ببراءة من تملكه الفن والشعر والإبداع تقول عن بداية الحكاية الملونة معها. "أمي اكتشفت عندي موهبة الرسم منذ صغر سني، فبدأت مشواري في مرسم النصر تحت إشراف الرسامة مبروكة برينسي التي كان لها فضل كبير في صقل موهبتي. وكانت أول مشاركة لي في المكتبة المعلوماتية بمعرض مع مجموعة من الطلبة في مرسم فن الألوان للفنانة مبروكة شرقي برينسي. أصبحت أتقن تقنيات عدة وأصبحت أجد راحتي في مرسم الفرشاة والتعبير عن أحاسسي ومشاعري بالرسم.
أنا الآن أطمح إلى مواصلة دراستي بعد نيلي البكالوريا، وذلك بالمعهد العالي للفنون الجميلة. تتالت مشاركاتي في المعارض الجماعية للفنون التشكيلية، وساهمت في عدة دورات من مهرجان الورد وكذالك كانت مشاركاتي بمعارض وأنشطة الجمعية التونسية للتربية الفنية والملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي بالمنستير وبرواق يحيى بمعرض "أبيض وأسود مع الرابطة التونسية للفنون التشكيلية"  وبرواق الفنون ببن عروس إلى جانب عرض عملي الفني في معرض بتركيا.
أنا أطمح لمعرض فردي لأعرض فيه كل لوحاتي".
هذا البوح الأول في خطى البدايات لدى الرسامة الحالمة ياسمين المؤدب .. لوحات مختلفة بأحجام وتقنيات وبمادة الأكريليك. تمضي معها لترى شيئا من إيقاع المدينة حيث الأبواب والأقواس والأعمدة والنور والظلال. لوحات تبرز جمال المعمار بالمدينة والأزقة حيث المرأة التونسية بالسفساري. المزهريات بتنوع ألوانها وهيئات ورودها وزهراتها التي تخيرتها الرسامة في ضرب من الجمال وتناسق الألوان .. الأبيض والأزرق ومساحات الجمال بأمكنة سيدي بوسعيد حيث الديار والأبواب والبهاء المعماري. 
في ورشتها ومرسمها بمنزلها وفي حضرة العائلة الداعمة والمشجعة لها في هذا المجال الفني التشكيلي تنكب الرسامة ياسمين المؤدب على أعمالها التي هي جزء من ذاتها تمنحها شيئا من رغبتها الدفينة في الحرص على الابداع وإنجاز لوحات جميلة يكتظ فيها الجمال ضمن عنوان حالم هو النجاح.. لوحات ومشاهد وألوان هي ما به تقول ياسمين كلماتها في هذا العالم الذي تعيشه وتهديه علبة تلوين. إن الرسم هو قول آخر كالكلمات يحاول الناس ويحاورهم نحتا للكيان وتأصيلا للقيمة وقولا بالنشيد الذي لا يضاهى. إنه الحلم. 
هكذا وفي معرض لها انتظم مؤخرا برواق الفنون علي القرماسي بالعاصمة وبحضور عدد من الفنانين والرسامين حيث عرضت عددا من اللوحات الفنية متعددة الثيمات والألوان وذلك بعنوان "أصالة". 
الأعمال التي شهدها المعرض الخاص للفنانة التشكيلية ياسمين المؤدب من خلال عدد من اللوحات التشكيلية جمعت فيها الرسامة بين الأبواب والأمكنة والمشاهد والطبيعة الجامدة وباقات الورود وغير ذلك من المواضيع. هي الفنانة التي ترى الرسم "... المجال التعبيري للتواصل مع الذات والآخرين والعالم حيث تتعدد المواضيع والمشاهد وأحجام اللوحات. مشاهد وورود وتجريد وغير ذلك من انطباعية مرسومة أرى من خلالها العوالم".