مؤتمر دولي بالمغرب يحتفي بإنجازات عماد عبداللطيف البلاغية

المؤتمر الدولي "الإسهامات العربية في تجديد البلاغة وتحليل الخطاب" ينطلق من فرضية مفادها أنّ الدّراسات العربية المعاصرة، تتّخذ مسارات مختلفة إزاء المنجز الغربي المعاصر.
المؤتمر يهدف إلى إلقاء الضوء على إسهامات عربية، اختطّت لنفسها مسارًا مغايرًا، يتجاوز حدود الإفادة من المنجز الغربي في إثراء المعرفة العربية، إلى إثراء المنجز الغربي ذاته
إسهامات عربية أصيلة تنطلق من إدراك دقيق لواقع المعرفة الغربية، ووعي عميق بآفاق تطويرها

ينطلق المؤتمر الدولي "الإسهامات العربية في تجديد البلاغة وتحليل الخطاب"، من فرضية مفادها أنّ الدّراسات العربية المعاصرة، تتّخذ مسارات مختلفةَ إزاء المنجز الغربي المعاصر، فمنها ما يُعنى بنقل المنجز الغربي للقارئ العربي عبر التّرجمة، والعرض، والتلخيص، ومنها ما ينشغل بتطبيق المنهجيات الغربية على مدوّنات عربية، علاوة على المسارات التي تحاول الدمج بين المنجز الغربي والمنجز العربي في إطار واحد، وتلك التي تتخذ موقفًا ناقدًا من كليهما، وتسعى لطرح بدائل أخرى.
ويهدف المؤتمر إلى إلقاء الضّوء على إسهامات عربية، اختطّت لنفسها مسارًا مغايرًا، يتجاوز حدود الإفادة من المنجز الغربي في إثراء المعرفة العربية، إلى إثراء المنجز الغربي ذاته، عبر تقديم إسهامات عربية أصيلة، تنطلق من إدراك دقيق لواقع المعرفة الغربية، ووعي عميق بآفاق تطويرها، ليعمل هذا المسار على استكشاف هذه الآفاق، انطلاقًا من حاجات المجتمع العربي بالأساس.
فعلى مدار عقود؛ انتقد الباحثون العرب ضعف الإسهام العربي في المعرفة العالمية في حقول النقد الأدبي، وتحليل الخطاب، والبلاغة المعاصرة. وتُبنيت مواقف لا تخلو من قسوة، تتعامل مع الإنجاز العربي على أنه عالة على الغرب، ومسخ مشوَّه منه، ومشوِّه له. وارتفعت الدعوات إلى تقديم نظريات عربية في النّقد، أو اللّسانيات، أو تحليل الخطاب، أو البلاغة المعاصرة وغيرها.
وما يغيب عن معظم هذه الانتقادات، وتلك الدّعوات، هو الفحص الدّقيق للمنجز العربي، والرّؤية الموضوعية له. فلا شك أنّ بعض الكتابات العربيّة ظلّت سجينة النّقل الأعمى عن الغرب، واكتفت أخرى بمعرفة القشور، فشوهت الأصول. لكنّنا لا نعدم أعمالًا عربية أصيلة، أفادت من المنجز الغربي في فهم واقعها العربي، وطوّرت منه، وأضافت إليه. وقد ارتأى المركز الأكاديمي للدّراسات الثقافية والأبحاث التربوية، أن يولي هذه الأعمال الاهتمام المستحقّ من الدّراسات المحكّمة، التي تهدف إلى الكشف عن آليات عملها، وتقييم إسهامها، وتوجيهها، ونقدها.
وإذا كان الوعي الدقيق بما تمتلكه ثقافة ما شرطًا ضروريًّا لتطورها، فإنّ دراسة المشاريع المعرفية التي حاولت إثراء المعرفة الإنسانية هو المدخل الأساسي لتطوير هذه المعرفة. ومن هنا؛ تتجلّى أهمية مراجعة هذه المشاريع مراجعة نقدية شاملة، للوقوف على الإسهامات المعرفية والنّقدية التي انخرطت في المشروع الإنساني العام، والقاضي بتحليل المقتضيات المنهجية والمفهومية للخطاب في كل أبعاده السياسية والثقافية والبلاغية.
ولعل إسهامات الدكتور عماد عبداللطيف، تعدّ من الإسهامات الدولية التي ترقى إلى مستوى المدارسة والمعاينة النقدية، لما للرّجل من إسهامات كبيرة في المجال، فقد رسّخ الباحث اسمه في العديد من المحافل العلمية، وحاضر في الكثير من الجامعات الدّولية، منتهجا في ذلك منهجية الباحث الأكاديمي، المدقق، الفاحص بصمت، في مختلف المقولات النظرية والتلوينات المذهبية والسياسية التي أنتجت خطاباتها المختلفة، خاصة في سياق دولي متقلّب ومنفتح على مختلف الثّقافات، وأيضا في سياق عربي صادف ما عُرف بالربيع العربي، الذي تمخضّت عنه الكثير من التقلبات الاجتماعية، التي أثّرت – ولا تزال إلى الآن - في سلوك الجماعات الإنسانية من مشرق الأرض إلى مغربها.
وهكذا؛ فإنّ المتتبع للمشروع العلمي للدكتور عماد عبداللطيف، ومن خلال منجزه الفكري الذي قدّم من خلاله الأجوبة العلمية لمختلف الإشكالات التي تعيق إنتاجية الخطاب، وتؤسس لوعي جديد في تلقيه واستثماره، سيلاحظ أنه يرتقي بحقّ إلى مستوى المدرسة العربية في التنظير لأسس ومرتكزات، ومفاهيم، تشكّل الخطاب ومناوراته  في مختلف مستوياته، ويكون بذلك رائدا من رواد المدرسة الجديد في التّحليل، والتي لا تقل أهمية عن المدارس الغربية في هذا المجال، وهذا ما يسعى المركز الأكاديمي للدراسات الثقافية والأبحاث التربوية، إلى تحقيقه من خلال  المؤتمر الدولي المزمع تنظيمه، يوم السبت 7 مارس/آذار 2020، بقاعة العروض والمحاضرات، بالمديرية الجهوية للثقافة بفاس/ المملكة المغربية.

محاور المؤتمر:
المحور الأوّل: مراجعة إسهام الدكتور عماد عبداللطيف في دراسة الخطاب السياسي العربي، وفي تطوير منهجيات تحليله، ولا سيما المقاربة البلاغية والتحليل النقدي للخطاب.
المحور الثّاني: تقييم مشروع بلاغة الجمهور؛ مراجعة أسسه النّظرية، وتطبيقاته، وعلاقته بالحقول المعرفية وثيقة الصلة به؛ وصلته بالبلاغة العربية، والبلاغة المعاصرة، ودراسات الجمهور، ونظريات القراءة والتلقي.
لمحور الثّالث: فحص أعمال الدكتور عبداللطيف في دراسة التراث البلاغي العربي، وتطويره؛
المحور الرّابع: مراجعة إسهاماته في تقديم المعارف الغربية، ونقدها، وتقييمها عبر التّرجمة والتأليف.
المحور الخامس: مراجعة إسهاماته في تعليمية البلاغة العربية.
المحور السّادس: تقييم مشروعه في دراسة بلاغة الحياة اليومية؛ متمثلة في دعوته لدراسة خطابات الحياة اليومية من منظور بلاغي.
وتشرف على المؤتمر هيئة علمية مكونة من عدد من الباحثين والأكاديميين من المغرب ومصر والجزائر تونس وقطر وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وسوريا والعراق وليبيا والسعودية.
ووضعت اللجنة العلمية شروطا للمشاركة في هذا المؤتمر منها: أن يلتزم الباحث بالمنهج العلمي الرّصين، والبحث الجاد القائم على النّقد والتّحليل؛ أن يكتب البحث باللّغة العربية؛ أن يندرج البحث ضمن محاور المؤتمر، وأن لا يكون مجتزأ  من بحث أو مقال منشور أو قيد النشر، أو يكون قد سبقت المشاركة به في فعالية علمية، وأن يتسم بالمنهجية العلمية ومواصفات البحث العلمي الرّصين؛ أن لا يتجاوز حجم البحث 20 صفحة بخط ( word) 14 نوع الخط (simplified Arabic) تدرج الإحالات آليا، دون حذف أو نقص  من أول إحالة إلى آخرها، وذلك في أسفل الصفحة، مع اعتماد طريقة APA  للتوثيق؛ تؤلف لجنة علمية لتحكيم البحوث المقترحة، وتنشر البحوث المقبولة في كتاب يوزّع خلال أشغال المؤتمر؛ تستقبل اللّجنة العلمية للمؤتمر طلبات المشاركة وعناوين المداخلات وملخصاتها، حتى موعد أقصاه 30 يونيو/حزيران 2019؛ يوجه إشعار بقبول الملخصات في حال قبولها؛ توجه الدّعوة الرسمية للمشاركة الفعلية والحضور لوقائع المؤتمر، ابتداء من 1 سبتمبر/أيلول 2019.
وسوف ينعقد المؤتمر السبت 7 مارس/آذار 2020 بقاعة العروض والمحاضرات بالمديرية الجهوية للثقافة بفاس/ المملكة المغربية.
يذكر أن د. عماد عبداللطيف أستاذ مساعد البلاغة وتحليل الخطاب بقسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة القاهرة. درس في جامعة لانكستر الإنجليزية وجامعة القاهرة، وحصل على درجة الدكتوراه في تحليل الخطاب السياسي المصري المعاصر من جامعة القاهرة. حاضر في جامعات مصرية وإنجليزية ونرويجية ومغربية وبلجيكية. اختير عضوًا للهيئة الاستشارية لمجلة al-Arabiyya Journal التي تصدر عن الرابطة الأميركية لأساتذة اللغة العربية، ودورية "اللغة" التي تصدر عن جماعة اللغويين بالقاهرة. له مساهمات في تحليل الخطاب السياسي العربي في صحف مصرية وعربية وقنوات تلفزيونية مصرية وعربية عديدة. له عدد من الكتب والمقالات الأكاديمية بالعربية والإنجليزية، نُشرت في مصر والمغرب الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وعُمَان وهولندا وفرنسا وإنجلترا. فاز بعدد من الجوائز وله عشرات الكتب والبحوث المنشورة، من بينها: لماذا يصفق المصريون؟ بلاغة التلاعب بالجماهير في السياسة والفن. (2009). دار العين، القاهرة. استراتيجيات الإقناع والتأثير في الخطاب السياسي. (2012). الهيئة المصررية العامة للكتاب، القاهرة. البلاغة والتواصل عبر الثقافات. (2012). سلسلة كتابات نقدية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة. بلاغة الحرية: معارك الخطاب السياسي في زمن الثورة. (2012). دار التنوير، بيروت -القاهرة - تونس. تحليل الخطاب البلاغي: دراسة في تشكل المفاهيم والوظائف. (2014). دار كنوز المعرفة، عمَّان.