مارتن سكورسيزي: مستقبل السينما مجهول مع نتفليكس وأمازون

المخرج العالمي يدعو للدفاع عن النمط الكلاسيكي للسينما ومشاهدة الأفلام على شاشة عملاقة مع وجود رفقة.
الأفلام أنتجت لتتم مشاهدتها بالطريقة التقليدية
بعد 100 عام من عمر السينما، إلى أن تأخذنا منصات البث على الانترنت!
فيلم "الرجل الإيرلندي" المنتظر في مطلع العام المقبل آخر أفلام سكورسيزي

أوبييدو (إسبانيا) - على الرغم من تعاونه مع إحدى شركات بث المحتوى الترفيهي عبر الإنترنت إلا أن المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي دعا للدفاع عن النمط الكلاسيكي للسينما، ومشاهدة الأفلام على شاشة عملاقة مع وجود رفقة.
وقال سكورسيزي، الأحد، خلال تسلمه جائزة أميرة استورياس للفنون بمدينة أوبييدو شمالي إسبانيا إن السينما هي فن دائماً ما يمثل الحاضر.
ودافع مخرج الروائع السينمائية عن الشكل التقليدي للسينما بينما تشهد هذه الآونة ثورة تقنية وظهور منصات مثل نتفليكس وأمازون، ما جعل مستقبل هذا الفن الذي يبلغ عمره 100 عام "غير معلوم".
ووفقا لوكالة الأنباء الاسبانية، شبه سكورسيزي الواقع في السينما بالطعام حيث يطلب البعض إيصاله إلى المنزل بينما لا تزال هناك شريحة تفضل التوجه إلى المطعم، وما تزال شريحة من رواد السينما الذين يفضلون الاستمتاع بـ"تجربة القاعة" التي توفرها السينما، لذا اعتبر أنه "ملف مهم" من أجل إنقاذ مستقبل صناعة السينما.
وعبر سكورسيزي عن تأييده لفكرة عرض الأفلام في دور السينما قبل تسويقها للعرض على شاشات التلفاز في المنازل أو عبر منصات مثل نتفليكس التي مولت أحدث أفلامه "الرجل الأيرلندي" حيث كرر العمل مع ثلاثة من ممثليه المفضلين وهم روبرت دي نيرو وجو بيسكي وآل باتشينو.
وجمع فيلم "الرجل الايرلندي" المتوقع طرحه للجمهور في بداية العام المقبل بين النجمين دي نيرو وال باتشينو بعد عشر سنين على آخر عمل سينمائي لهما معا في "القتل المبرر".

وتدور أحداث الفيلم حول أحداث حقيقية مستندة على كتاب لتشارلز براندت بعنوان "سمعت أنك تطلي المنازل" الذي يحكي قصة القاتل المحترف فرانك شيران الذي أخبر براندت في أثناء عمله على الكتاب بأنه قتل زعيم النقابات العمالية جيمي هوفا.
ويستخدم سكورسيزي تقنية "سي جي آي" المتطورة لتعديل الصورة بالكمبيوتر ليظهر روبرت دي نيرو أصغر بـ42 عاما في الفيلم الجديد.
وأضاف سكورسيزي "السينما التي انتمي إليها أو أحاول الحفاظ عليها وحمايتها تحتاج لأن تشاهد مع أناس"، معترفا أنه ليس "ملما للغاية" بالإنترنت، لكنه لا يستطيع الحكم على النموذج الجديد الذي يسود اليوم عالم السينما خاصة المنتشر بين الشباب، وهو ما يلحظه لدى بناته.
وتابع "لا نعلم إلى أين تتجه السينما ولا إلى أي شيء ستتحول صورة الحركة. كانت السينما هكذا دائما، طوال 100 عام من العمر، ندخل الآن في حقبة جديدة قد تكون كثقب أسود لمدة 15 عاما بسبب التقنيات".
واختتم سكورسيزي موضحا أن أفلاما مثل "دنكيرك" و"الرجل الأول" و"مونلايت" أنتجت كي تتم مشاهدتها بهذه الطريقة "لجمهور ضخم، برفقة الأسرة أو الأصدقاء"، وأنه من الضروري ضمان عرضها في الصالات حتى لو كانت ممولة من قبل منصات مثل نتفليكس نتيجة عدم قدرة معامل التصوير التقليدية على التمويل.