ما دلالات إلغاء تونس التأشيرة للإيرانيين؟

تونسيون يحذرون من تداعيات فتح أبواب تونس أمام النفوذ الإيراني خاصة بعد تجارب سلبية لدول في منطقة الشرق الأوسط.
جهات ترى أن القرار يأتي في اطار المعاملة بالمثل
الغرب يراقب بقلق مسار العلاقات الايرانية التونسية

تونس - قررت تونس الغاء تأشيرة الدخول اليها بالنسبة لمواطني كل من إيران والعراق في خطوة قال البعض أنها مؤشر على توجه من الرئيس قيس سعيد نحو الشرق وسط تحذيرات من التفريط في العلاقات التاريخية مع الغرب بينما يراها البعض بأنها معاملة بالمثل ردا على قرار إيراني بإلغاء التأشيرة للتونسيين.
وأعلنت وزارة الخارجية التونسية الجمعة في بيان أنها قررت إلغاء تأشيرة الدخول إلى تونس بالنسبة لحاملي جوازات السفر الإيرانية العادية، بداية من 15 يونيو/حزيران الجاري.

كما اوضحت "أنها قررت إلغاء تأشيرة الدخول إلى تونس بالنسبة لحاملي جوازات السفر العراقية العادية في إطار السياحة التي لا تتجاوز 15 يومًا، ولمرّة واحدة كل 180 يومًا، شريطة الاستظهار بحجز فندقي مسبّق ومؤكد مع تذكرة عودة، وذلك بداية من يوم 15 حزيران/يونيو 2024."
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من زيارة الرئيس سعيد لطهران لتقديم العزاء في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ومرافقيه بعد سقوط مروحيتهم حيث التقى الرئيس بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في اول لقاء بين رئيس تونسي والمرشد.
وقد حظيت الزيارة باهتمام كبير من قبل الصحافة الغربية التي اشارت بأن سعيد ربما اختار الاصطفاف وراء سياسة المحاور خاصة وأنها تأتي تزامنا مع زيارة أجراها الرئيس للصين ضمن وفد من القادة العرب وبعد جهود لإعادة العلاقات بين تونس وسوريا حليفة إيران.
ويعتقد مراقبون أن مثل هذه السياسات من الممكن أن تجلب غضب القوى الغربية التي دخلت في صراعات مع إيران وفرضت عليها عقوبات مشددة ونبهت من مغبة التعامل مع الإيرانيين في ظل العقوبات المتعلقة بالملف النووي وكذلك بسياسات طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
وعبرت عدد من القوى القومية المؤيدة للرئيس التونسي عن تأييدها لمثل هذه التحركات من خلال تنويع العلاقات وعدم الرضوخ للنفوذ الغربي خاصة وان العواصم الأوروبية والغربية لا تزال تضغط على تونس اقتصاديا بذريعة الحريات.
وفي المقابل يحذر اخرون من تداعيات فتح أبواب تونس أمام النفوذ الإيراني خاصة وان دولا في منطقة الشرق الأوسط كانت قد اتخذت قرارات مماثلة لتجد نفسها في صراعات داخلية ومحاولات لتأجيج الفتن الطائفية.

لكن مراقبين يؤكدون في المقابل أن الخطوة تأتي في إطار المعاملة بالمثل حيث قال رضا بيكدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية والبرلمانية والايرانيين في الخارج في وقت سابق إن مواطني 28 دولة بينهم تونس لا يحتاجون إلى تأشيرة السفر إلى إيران للسياحة اعتبارًا من 4 شباط/فبراير 2024، وهم بحاجة فقط الى قطع تذكرة السفر إلى إيران.
وتأتي الخطوة كذلك وفق توصيات من الرئيس لوزير الخارجية نبيل عمار "بضرورة تكثيف العمل الدبلوماسي مع عديد الدول والتجمعات الإقليمية مع الوضع في الاعتبار، في المرتبة الأولى، المصالح العليا لتونس والتمسك بالسيادة الوطنية".
واثار القرار كذلك بعض الشكوك بشأن دور لبعض المحيطين بالرئيس والذين يرتبطون بعلاقات مع إيران في الاهتمام بتطوير العلاقات مع الجمهورية الإسلامية.
ويؤكد سعيد مرارا ان سياسات تونس مستقلة وان بلاده ترفض التدخل في شؤونها الداخلية أو يفرض عليها اعتماد سياسة معينة فيما يتعلق بالعلاقات مع الدول.
وتعتبر تونس تاريخيا من القوى المؤيدة للغرب وعرفت سياساتها بالحياد فيما يتعلق بالصراعات الإقليمية والدولية ولم تدخل قبل الثورة في سياسة المحاور.