مبادرة فلسطينية لإعادة تدوير النفايات

حملة سامر النابلسي تحل مشكلة قائمة منذ زمن للمزارعين في أريحا الذين لا يجدون مكانا يتخلصون فيه من نفايات البلاستيك فيضطرون لحرقها، الأمر الذي يزيد من تلوث البيئة.
مشروع النابلسي يوفر فرص عمل للشباب

أريحا (الضفة الغربية) - مع بزوغ الفجر يبدأ الفلسطيني سامر النابلسي وفريقه جولتهم اليومية في شوارع أريحا بالضفة الغربية لجمع النفايات.
والنابلسي ليس عاملا في بلدية المدينة لكنه مواطن عادي مدفوع بفكرتين في عمله هذا، المحافظة على البيئة وكسب قوته وقوت فريقه.
واستلهم النابلسي (39 عاما) فكرة إعادة تدوير النفايات من مشروع معونة أجنبي انتهى حاليا كان متخصصا في إعادة تدوير البلاستيك المنتهية صلاحيته بعد استخدامه في الصوب الزراعية.
وهو يجوب حاليا شوارع أكبر مدينة في غور الأردن بالضفة الغربية المحتلة مستخدما شاحنته الصغيرة لجمع البلاستيك والمعادن والزجاج والكرتون. وبعد ذلك يقوم بتقطيعها بآلة في ورشة صغيرة ثم يبيعها للمصانع معبأة وجاهزة لإعادة الاستخدام.
ويقول سامر النابلسي إن منطقة أريحا تنتج نحو 40 طنا من القمامة يوميا.
وأضاف "شفت البلاستيك متوفر بكميات كبيرة في الشوارع، في المزارع، بكميات كبيرة. شفت المزارعين بيحرقوا النايلون الزراعي، بعض البرابيج، العلب للمبيدات الحشرية اللي موجودة البلاستيك بشكل عام، البُكس (الصناديق) الزراعية، المخلفات، فشفت المحافظة بتنتج كمية كبيرة من البلاستيك. أي بمعدل طن واحد لليوم الواحد على المستوى الشخصي، إذا اشتغلت طن واحد بيكون الوضع ممتاز جدا بالنسبة لي اقتصاديا، والأربع خمس عمال اللي بيشتغلوا معي".
وتحل مبادرة النابلسي مشكلة قائمة منذ زمن للمزارعين في أريحا الذين لا يجدون مكانا يتخلصون فيه من نفايات البلاستيك فيضطرون لحرقها، الأمر الذي يزيد من تلوث البيئة.

وعن ذلك يقول النابلسي "إحنا بالنسبة للمزارعين، اخوتنا المزارعين بأريحا، بيتمنوا كل التمني انه ييجي شخص يحمل النايلون من مزرعته. لأنه أول شي بيلوث البيئة، وبيلوث التربة، وبيعمل روائح كريهة، والشخص نفسه بيصير عليه عبء كبير عند الحرق، يعني المنطقة نفسها اللي بده يصير فيها حرق، إذا مثلا عنده الزلمة مئة طن بده يعدم ما يقارب دونم، بده يحرق فيه، يعني بدها تطلع عنده ما يقارب تلاتة أربعة طن بلاستيك وهذا يعمل عبء كبير".
وقال المزارع موفق هاشم "إذا ظلت هذه المواد أو هذه المخلفات في التربة، قد تؤدي إلى قتل التربة، وبالتالي لا تعد صالحة للزراعة، فهذه أسهل الطرق وأقرب الطرق للتخلص من هذه المخلفات، وبالتالي إحنا بحاجة ماسة لآلية، لبرنامج نتخلص من هذه المخلفات بطرق مختلفة عن الحرق اللي بتأثر على البيئة وأضرار البيئة بشكل عام".
وهناك عقبة أخرى تقف أمام عمل النابلسي هي ضم إسرائيل المحتمل لمنطقة الأغوار. فقد أشار سامر إلى أن مكبات أريحا تقع في المنطقة ج، وبالتالي فستُترك المدينة دون مكبات للنفايات يتم فيها التخلص من القمامة.
وقال "إذا تمت عملية الضم لا سمح الله، أكيد راح نتأثر، لأنه أصلا مكباتنا موجودة في مناطق سي والاحتلال راح يعمل عائق كبير أمامنا وأمام انه يحيل بينا وبين المكبات، يعني إذا صارت تحت السيادة الإسرائيلية أصبح عندنا مشكلة كبيرة كبيرة كثير".
ولتوسيع المشروع وتوفير فرص عمل لعاطلين يُشغل النابلسي معه عمالا بشكل يومي لمساعدته في إعادة التدوير.
كما أنه تواصل مع مجمعات سكنية وفنادق بالمدينة تنتج كميات كبيرة من القمامة لكسب قبول أوسع لمشروعه.
وقال صبحي مخول، أحد سكان مشروع تلال أريحا الذي تبنى فكرة إعادة تدوير النفايات، "إحنا بدأنا حملة تلال أريحا صديقة للبيئة من خلال تعريب (فصل) النفايات حتى يتم أخذها من هون من عندنا معربة وخالصة، والمضبوط في البداية حاولنا الاتصال بالسلطات بالبلديات وما فيه حدا يهتم. صدفة، اندلينا على العم أبو سامر ونشكر ربنا يعني إنه ها اللقاء اللي كان معه كان لقاء حلو كتير لأنه من خلاله بدأنا فعلا بها الحملة هيدي، ومتل ما بتشوفوا، حاطين نحنا هون ثلاث براميل، برميل للأزاز (للزجاج)، برميل للبلاستيك، برميل للمعادن، وفيه هون بنحط كمان الكرتون".
وأضاف "من البيت، يعني من بيوتنا، ونربي أولادنا على ها الوعي هذا للحفاظ على الطبيعة من خلال تعريب النفايات وهيك إحنا بنحافظ على عدم زيادة التلوث بالطبيعة".