متحف الأقصر لفنون مصر القديمة يضيء على 'خبايا الذهب'

المعرض يستعيد قصص العديد من الكنوز الذهبية التي عثرت عليها البعثات الأثرية في مناطق عديدة بجنوب مصر.

كثيرة هي القصص والحكايات المثيرة التي تحفظها الذاكرة الشعبية المصرية عن معدن الذهب، والتي تقترب في تفاصيلها من الأسطورة، وخاصة بين سكان المناطق الغنية بمقابر ومعابد ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات الفراعنة في محافظات الأقصر واسوان وسوهاج والجيزة وغيرها من مدن مصر التاريخية.
ويظل الشغف بالأحاديث التي تدور في فلك خبايا الذهب باقيا بين جموع المصريين، الذين لا يزالون يتذكرون الكنوز الذهبية التي عثرت عليها البعثات الأثرية، ويأتي على رأسها كنوز الملك توت عنخ آمون، وقد عثر عليها المستكشف البريطاني، هوارد كارتر داخل مقبرة الملك الصغير، في منطقة وادي الملوك غرب مدينة الأقصر، جنوبي مصر، قبل 99 عاما مضت.
 وهي الكنوز التي جعلت علماء المصريات يطلقون على توت عنخ آمون اسم " الفرعون الذهبي ".

ويحاول معرض "خبايا الذهب" الذي يستضيفه حاليا، متحف الأقصر لفنون مصر القديمة، أن يستعيد قصص الكثير من الكنوز الذهبية التي عثرت عليها البعثات الأثرية في مناطق عدة بجنوب مصر.
ويقول الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية، ان المعرض يحتوي اجمالا عدد 747 قطعة أثرية من بينها:مجموعة اساور من الذهب، عثر عليها في معبد الاقصر عام 1966- 1968، واسورة ذهبية مجدولة مزخرفة برأس ثعبان وأربعة دوائر، وعثرت عليها البعثة الأثرية الفرنسية العاملة بمنطقة مبعد الطود جنوب الأقصر، وزوج حلق من الذهب احداهما بها ثلاث خرزات من الفاينس، وفردة حلق من الذهب بها خمس خرزات، وخاتم من الذهب علي هيئة جعران، وعثر عليها في حفائر البعثة الأميركية الهولندية في منطقة برانيس بمحافظة البحر الأحمر، وقطعتان من الذهب على شكل اساور، وقطعة من الذهب على شكل صدفة، وجميعها من مكتشفات البعثة الأثرية الأسبانية العاملة في جبانة طيبة غربي الأقصر، ومجموعة من الرقائق مستطيلة الشكل على كلًا منها خرطوش للملك رمسيس الحادي عشر، وعمود نذري ومعه 29 عملة ذهبية، وقد تم العثور عليهم بمنطقة ذراع ابو النجا الأثرية في البر الغربي من مدينة الأقصر، بمعرفة بعثة أثرية أسبانية.
 كما تم العثور على اناء فخاري بمنطقة العساسيف غرب الأقصر أيضا يرجع للعصر اليوناني الروماني و690 عملة عثر عليها بالحفائر الأثرية في منطقة الدير الابيض بسوهاج عامي 1990/1991، ويرجع تاريخ تلك القطع إلى عصر الامبراطورية الرومانية الي الامبراطورية البيزنطية، و4 دنانير ذهبية من العصر الأموي كتب علي الوجه الأول لكل منها "لا اله الا الله وحدة لا شريك له"، وكتب في وسطه علي الاطار الخارجي "محمد رسول الله ارسله للهدى و دين الحق ليظهره علي الدين كله".
 وعلى الوجه الاخر في الوسط "كتب الله احد الله الصمد لم يلد و لم يولد وعلي الاطار الخارجي بسم الله"، وقطعتين من فئة النصف دينار من الذهب من العصر الأموي أيضا، وعثر على تلك القطع الأثرية في دير ماري جرجس (المجمع) بحاجر صوص بمدينة نقادة، في محافظة قنا.
ويأتي المعرض الذي افتتح أمام الجمهور قبل أيام في إطار سلسلة المعارض الخاصة التي يستضيفها متحف الأقصر لفنون مصر القديمة، ويحظى بإقبال كبير من قبل الزوار الأجانب والمصريين.
وتقول كتب التاريخ أن كثيرين ممن لا يعرفون إلا القليل عن علم الآثار المصرية يظنون ان أقصى ما يطمع فيه ويصبو إليه عالم الآثار هو العثور على الذهب في القبور.
وقد اعتقد المصريون في العصور الوسطى والذين بهرتهم الاكتشافات الكثيرة بين آونة وأخرى ان أبوالهول العظيم وغيره من التماثيل، يقفون، حراسا لتلك الكنوز الضخمة التي خبأها السحرة القدامى.
 وقد منع السكان المصريون، قدامى السائحين، من أن يأخذوا معهم بعض الأحجارالمنقوشة ظنا منهم بأن هؤلاء السائحين سيحصلون على الذهب من الغرانيت.. ولكن الواقع أن بعثة الحفر الجيدة الإدارة تعثر على آلاف من الوثائق والفخار والأشياء الثمينة والمهمة والأقل أهمية، والتي يستطيع عالم الآثار أن يعيد اكتشاف التاريخ بواسطتها.
 ومن أن إلى آخر، تعثر بعثات الآثار وعلماء المصريات والمستكشفين، على كنز، أو تحفة من الذهب، وسرعان ما تبث الصحافة الخبر الذي يطير إلى أنحاء العالم.
ولا تزال أسطورة ما يُعرف بـ "الرصد الفرعوني" باقية في صعيد مصر، وغيره من مدن وقرى مصر التاريخية، وهو الحارس الجني لكنوز قدماء المصريين من الذهب والتماثيل والتمائم وغيرها حيث يعتقد البعض حتى اليوم، أن هناك حارسا مسحورا يقف على حراسة الكثير من كنوز حكام مصر القديمة الباقية في باطن الأرض حتى اليوم.