مجلة الكويت.. ورسالة الإعلام الوطني العربي

المجلة نجحت عبر التعريف بثقافة دولة الكويت وتراثها وتاريخها ومعالمها ورموزها الفكرية والثقافية والابداعية في الوصول الى قاعدة واسعة من القراء والمتابعين في العالم العربي.

ارتدت مجلة الكويت الصادرة عن وزارة الإعلام الكويتية حلة جديدة خلال الأعداد الأخيرة، وباتت أكثر قربا من القارئ بفضل تبويبها وشكلها الجديد. واستطاعت المجلة أن تكتسب المزيد من المتابعين وأن تزيد من رقعة انتشارها في المكتبات وفي سوق الدوريات العربية.
 ونجحت الهيئة الجديدة التي تولت إدارة المجلة، في تجاوز الإشكالية التي تواجهها مختلف المطبوعات التي تصدر لتكون معبرة عن سياسات وثقافات دولة ما بما في الثقافية منها حيث فتحت المجلة صفحاتها للكتاب العرب من مختلف الأقطار ونجحت في استقطاب الكثير من الوجوه الإعلامية والثقافية والإبداعية العربية وخرجت المجلة من دائرة الأنماط التحريرية التقليدية في مثل تلك المطبوعات التي تعمل على الترويج لسياسات حكومات بلادها عبر موضوعات مباشرة تحمل طابع الموضوعات التسجيلية التي قد نقرأها في الصحف العربية والدولية منها، على مساحات مدفوعة الأجر.
واستطاع الطاقم التحريري للمجلة أن يؤدي الرسالة التي صدرت من أجلها مجلة الكويت قبل عقود، لكن عبر لغة صحفية مغايرة، وتغطيات حية، وموضوعات منوعة تعرض للعالم ملامح رسالة الكويت الإنسانية وثقافتها وفنونها وتراثها.. وتعرف جمهور القراء بتلك الرموز التي أسهمت بتحقيق النهضة الكويتية بشتى المجالات والشخصيات من النساء والرجال الذين تركوا بصماتهم على الساحة الثقافية والسياسية والإنسانية ومبدعي الكويت من أدباء وفنانين تشكيليين ومسرحيين وسينمائيين خرجوا بفنون وإبداعات وطنهم من المحلية إلى رحابات أوسع وراحوا ينافسون بأعمالهم في ملتقيات فنية وابداعية عربية ودولية وعالمية.
وصارت مجلة الكويت، منبرا نتعرف من خلاله على شخصيات كويتية كانت وما تزال تتردد إبداعاتها وقصص نجاحاتها إلى مسامعنا نحن معشر القراء العرب.
 وصرنا نتعرف على تراث الكويت وشخصياته وتراثه ومعالمه الأثرية والتاريخية ومنجزاته المعاصرة وحكامه وتلك الديموقراطية التي تُعد من أعرق التجارب الديموقراطية في منطقتنا العربية والعالم أجمع وذلك عبر موضوعات كُتبت بلغة تجذب القراء بعيدا عن تلك اللغة المباشرة التي تنفرهم.
 وباتت المجلة تحظى بمتابعة واسعة وتصل لكل بقاع العالم العربي والإسلامي، وصار لها متابعيها بأقصى صعيد مصر – وكاتب السطور واحد منهم – وباتت المجلة ضمن قائمة المجلات الثقافية العربية الأكثر انتشاراً عبر مشاركات كويتية وعربية ثرية.
وباعتقادي أن نجاح مجلة في كسب ثقة القارئ وخلق قاعدة واسعة من المتابعين دون أن تتنازل عن الهدف الذي صدرت من أجله وهو التعريف بمنجزات البلد الذي تصدر عنها والوصول بثقافته وتراثه وتاريخه ومعالمه ورموزه الفكرية والثقافية والابداعية إلى تلك القاعدة الواسعة من القراء والمتابعين، هو أمر يستحق التوقف والدراسة من أجل الوصول إلى إعلام عربي يحترم ذكاء وفكر وثقافة القارئ وفطنته ويحقق الأمل المنشود في خلق إعلام وطني عربي قادر على إيصال رسالته عبر مواد قادرة على الوصول لعقول القراء وقلوبهم.

ولعل ذلك الشكل الجديد والثوب القشيب الذي ظهرت به مجلة الكويت أخيرا يأتي ضمن رؤية جديدة داخل وزارة الإعلام الكويتية وفكر جديد داخل قطاع الصحافة والنشر والمطبوعات في الوزارة.. وكلنا أمل في أن تلك الرؤى والأفكار داخل وزارة الإعلام الكويتية إلى نظيراتها من الوزارات التي تحتاج لتحريك المياه الراكدة داخل عقول القائمين عليها في الكثير من بلدان عالمنا العربي.
ومن المعروف أن الصحافة بالكويت، بدأ في العام 1928، وحملت أول مجلة تصدر في البلاد اسم "الكويت" وفي العام 1947 أقيمت أول مطبعة كويتية حكومية.
 وبحسب تقارير لمنظمات دولية، فإن الكويت تتمتع بموقع متقدم بقائمة الدول الأكثر احتراما لحرية الصحافة.