مجموعة اقتصادية إماراتية تؤسس شركة جديدة لإدارة أصول بمليار دولار

هذه الخطوة تأتي في سياق جهود الإمارات المستمرة لتعزيز بيئة الاستثمار، وتنمية أدوات التمويل غير التقليدية، في ظل رؤية طموحة لتنويع الاقتصاد الوطني.

دبي – في خطوة جديدة تعكس التوجّه الإماراتي نحو ترسيخ مكانتها كمركز مالي واستثماري عالمي، أعلنت مجموعة بن غاطي، اليوم الإثنين، عن تأسيس شركة جديدة لإدارة الأصول، تحت اسم "بن غاطي كابيتال"، بهدف تنويع محفظتها الاستثمارية والوصول إلى رؤوس أموال بديلة، بقيمة استثمارية مبدئية تُقدّر بنحو مليار دولار.
وقالت المجموعة، في بيان رسمي، إن الشركة الجديدة ستركز على إدارة استثمارات ائتمانية وعقارية خاصة متوافقة مع الشريعة الإسلامية، ما يعكس التزامها بتوفير حلول استثمارية تلائم احتياجات شرائح واسعة من المستثمرين المحليين والدوليين الباحثين عن بدائل مالية مستقرة ومتوافقة مع الضوابط الشرعية.
ويأتي هذا التوجه في سياق جهود الإمارات المستمرة لتعزيز بيئة الاستثمار، وتنمية أدوات التمويل غير التقليدية، في ظل رؤية طموحة لتنويع الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على الموارد النفطية.
ووفقًا للبيان، ستتخذ "بن غاطي كابيتال" من مركز دبي المالي العالمي مقرًا لها، بعد حصولها على الموافقات التنظيمية اللازمة، للعمل حصريًا مع العملاء المحترفين، وهي خطوة تنسجم مع التوجه العام للمركز كمحور مالي إقليمي يتمتع ببنية تشريعية مرنة ومناخ استثماري جاذب.
وأكدت كاترالنادا بن غاطي، الرئيسة التنفيذية للشركة، أن "إطلاق ذراع إدارة الأصول يمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى تعميق البصمة الاستثمارية لمجموعة بن غاطي القابضة، وتعزيز الوصول إلى رؤوس الأموال البديلة"، مشيرة إلى أن هذا التوسع يتماشى مع رؤية الإمارات لخلق بيئة استثمارية مرنة ومتطورة قادرة على استيعاب الابتكارات المالية.

التوسع يتماشى مع رؤية الإمارات لخلق بيئة استثمارية مرنة

وستركّز "بن غاطي كابيتال" ضمن استراتيجيتها العقارية، على الاستحواذ على عقارات سكنية قيد الإنشاء وبيعها، إضافة إلى تطوير مشروعات سكنية وتسويقها. وتأتي هذه الخطوة استجابة للنمو المتواصل في السوق العقارية في دبي، التي شهدت في السنوات الأخيرة طلبًا متزايدًا مدفوعًا بتوسّع السكان وعودة الزخم إلى القطاع السياحي والاقتصادي عمومًا.
أما على صعيد الائتمان الخاص، فستعمل الشركة على تمويل سلاسل التوريد في القطاع العقاري، وهو مجال آخذ في النمو بالإمارات، لا سيما في ظل الإنفاق الضخم على البنية التحتية وسياسات ضريبية مشجعة، من بينها الإعفاءات على الدخل، التي جذبت الآلاف من المستثمرين الأجانب والمقيمين الباحثين عن فرص نوعية وآمنة.
ويمثل هذا النوع من التمويل – الذي يُعرف بـ الائتمان الخاص – شكلاً من أشكال الإقراض غير المصرفي، ويوفّر سيولة مباشرة للشركات متوسطة الحجم، والمطورين العقاريين، وحتى الأفراد بضمانات عقارية أو تجارية، ما يجعله بديلاً مهمًا للتمويل التقليدي، وركيزة أساسية في تنويع الأدوات الاستثمارية في المنطقة.
ويأتي دخول "بن غاطي" إلى هذا المجال في وقت تتسارع فيه خطوات شركات إدارة الأصول في الخليج نحو التوسع في قطاع الائتمان الخاص، إذ شهدت شركات مثل "أموال" تحركات مماثلة في السنوات الأخيرة، ما يعكس تحولًا نوعيًا في فلسفة الاستثمار الخليجية من الاكتفاء بالعوائد التقليدية إلى استكشاف مجالات ذات عوائد مجزية ومخاطر مدروسة.
كما يعكس هذا التوسع ثقة المستثمرين بالاستقرار المالي والتشريعي في الإمارات، وقدرة السوق المحلي على استيعاب أدوات استثمارية متقدمة، وهو ما يعزز من جاذبية دبي كمركز مالي عالمي بديل عن المراكز التقليدية في الغرب.
وتسعى الإمارات من خلال دعم مشاريع مثل "بن غاطي كابيتال"، إلى توسيع دائرة الاستثمارات البديلة، وتعزيز تمويل قطاعات حيوية، مثل العقار والتكنولوجيا والصحة والتعليم، ضمن رؤية "الإمارات 2031" التي تضع في مقدمة أهدافها تحويل الدولة إلى واحدة من أفضل الاقتصادات في العالم.
وفي هذا السياق، تشكل هذه الخطوة من "بن غاطي" حلقة جديدة في سلسلة مبادرات القطاع الخاص الإماراتي، الذي يُثبت مجددًا دوره كمحرّك أساسي في الدفع بعجلة التنمية، وتأكيد المكانة الريادية لدبي والإمارات في عالم المال والاستثمار.