'مجنون فرح' التونسي يقتنص الجائزة البرونزية في 'فيسباكو' الإفريقي

المهرجان الإفريقي يتوج المخرج الصومالي خضر أحمد بالجائزة الكبرى عن 'زوجة حفّار القبور' ويحتفي بالتونسية ليلى بوزيد التي تتناول بطريقة جريئة في فيلمها 'مجنون فرح' عقدة الهوية والجسد.

تونس – نالت التونسية ليلى بوزيد الجائزة البرونزية عن فيلمها "مجنون فرح" السبت في الدورة السابعة والعشرين من مهرجان واغادوغو الإفريقي للسينما والتلفزيون (فيسباكو).
يتناول الفيلم التونسي الذي دام عرضه ساعة و45 دقيقة وصورت أحداثه في باريس، بطريقة جريئة عقدة الهوية والجسد والصراع مع الذات.
وهذا العمل ناطق باللغة الفرنسية ومدبلج باللهجة العامية التونسية، وهو من بطولة الفنان الفرنسي من أصل مغربي سامي عوطالبالي والممثلة التونسية زبيدة بالحاج عمر.
والفيلم يروي قصة حب نشأت بين فتاة تونسية قادمة حديثا لباريس اسمها "فرح" لتدرس الأدب في جامعة السوربون وبين شاب خجول من أصول جزائرية يدعى "أحمد" وهو زميلها في الدراسة.
ووظفت ليلى بوزيد في الفيلم شعرًا من الأدب العربي بما في ذلك الغزل لتبرز قيمة وعراقة شعراء العرب الذين وصل صيتهم الى جميع أصقاع العالم.

خضر أحمد تعذر عليه حضور حفل ختام المهرجان
خضر أحمد تعذر عليه حضور حفل ختام المهرجان

وتنبعث أصداء الشعر العربي من عذري وغيره حيث صافح الجمهور أشعار قيس ابن الملوح ومحي الدين بن عربي وعمر الخيام وأبونواس.
وابرزت بوزيد تلك الأشعار والقصائد التي تحرر المشاعر من أغلال الجسد حيث فجرت قوة الاحاسيس التي بداخلها قصة حب بين البطلين.
قالت ليلى بوزيد إن هذا الفيلم هو استمرارية لفيلمها الأول "على حلّة عيني" الصادر سنة 2015 .
وشارك الفيلم التونسي في اختتام مهرجان كان في أسبوع النقاد، وحاز على جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثل في مهرجان الفيلم الفرنكفوني بأنغوليم، وشارك في البرمجة الرسمية لمهرجان لندن السنيمائي.
ونال المخرج الصومالي خضر أحمد الجائزة الكبرى في مهرجان واغادوغو عن فيلمه الطويل الأول "زوجة حفّار القبور".
وتعذّر على المخرج البالغ من العمر 40 عاما والحامل الجنسية الفنلندية أيضا الذي صوّر فيلمه في جيبوتي باللغة الصومالية في نسخته الأصلية، حضور حفل ختام المهرجان الذي أقيم في عاصمة بوركينا فاسو.
وقال رئيس لجنة التحكيم المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو خلال الإعلان عن الفائز بجائزة جواد يينينغا الذهبي إنها "أجمل جائزة قد يتلقّاها سينمائي إفريقي ومصدر فخر كبير له".
هاجر الكاتب والسينمائي خضر أحمد المولود في مقديشو في السادسة عشرة من العمر مع عائلته إلى فنلندا بصفة لاجئ. وهو أخرج فيلمه القصير الأول سنة 2014 وتلاه فيلمان آخران في 2017 و2018.

ويروي أول فيلم طويل له بعنوان "زوجة حفّار القبور" قصّة زوجين يعيشان مع ابنهما في حيّ فقير في جيبوتي.
وتصاب نصرة التي تؤدّي دورها عارضة الأزياء الكندية ياسمين أرسام المولودة في مقديشو بمرض كلوي خطير يتطلّب عملية طارئة، فيهتزّ التوازن العائلي وينبغي لزوجها جوليد حفّار القبور إيجاد المال الكافي لتغطية نفقات الجراحة المكلفة.
وقد سبق أن عرض هذا العمل في سياق فعاليات أسبوع النقاد في مهرجان كان في تموز/يوليو وهو لقي استحسانا من النقاد.
ونال "زوجة حفّار القبور" أيضا جائزة أفضل موسيقى.
وكانت جائزة الجواد الفضّي من نصيب "فريدا" للهايتية جيسيكا جينيوس.
ونالت البريطانية التي أصلها من سيراليون زينب جاه جائزة أفضل ممثلة عن دورها في "فيرويل أمور" لإكوا مسانغي (تنزانيا). وحصل الحسن سي على هذه الجائزة في فئة الرجال بعدما تألّق في دوره في "باموم نافي" للسنغالي محمدو ضياء.
وفي فئة الأفلام القصيرة، كانت جائزة المهر الذهبي من نصيب "سيربي" للسنغالي مولي كان حول كرامة النساء في مجتمع تتجذّر فيه المبادئ الذكورية، متقدما على "أماني" للرواندية عليا فافين (الجائزة الفضية) و"زاليسا" لكارين بادو من بوركينا فاسو (الجائزة البرونزية).
وسلّمت الجوائز في قصر الرياضة في واغادوغو بمبادرة من الرئيس روش مارك كريستيان كابوريه ونظيره السنغالي ماكي سال الذي كان بلده ضيف الشرف في الدورة السابعة والعشرين من مهرجان "فيسباكو".
وأشاد المندوب العام للمهرجان موسى أليكس ساوادوغو بهذه النسخة التي "عرض فيها 500 عمل لمئة وخمسين ألف شخص" آتين من 64 بلدا، وذلك بالرغم من "تداعيات انعدام الاستقرار وجائحة كوفيد-19". وحدّد في الخامس والعشرين من شباط/فبراير 2023 موعدا لانطلاق النسخة الثامنة والعشرين من المهرجان في واغادوغو، على أن تستمرّ حتّى الرابع من آذار/مارس.
ومن المرتقب تنظيم "نسخة مصغّرة جوّالة" من المهرجان في شمال بوركينا فاسو، وهي المنطقة الأكثر تأثرا بالهجمات الجهادية التي تضرب البلد والتي أدّت إلى وفاة نحو ألفي شخص وتهجير 1,4 مليون خلال ست سنوات.