محور المقاومة المغرم بقتل العرب

حين قرر الإيرانيون الصلاة في القدس هدموا بغداد ودمشق وبيروت.
مَن يتابع بلاغات الإيرانيين وأتباعهم لا بد أن يتوهم أن القدس تقع في مكان آخر
مع الانهيار الاقتصادي لم تعد هناك قضية ووُضعت الخرائط التي تقود إلى القدس على الرف
ما عمق السذاجة التي لا تزال تدفع البعض إلى تأييد الدعايات المضللة الصادرة عن محور المقاومة

انخفضت أسعار النفط في ظل تفشي جائحة كورونا وبدت إيران عاجزة عن اخفاء تأثير الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة عليها.

لجأ العراق إلى الاستدانة من المملكة العربية السعودية من أجل أن تتمكن حكومته الجديدة من دفع رواتب موظفيها لشهر واحد. فالخزينة حسب تعبير احد الوزراء فارغة. في مقابل ذلك فإن لبنان يواجه أزمة مالية غير مسبوقة تنذر بدفعه إلى الافلاس وبالأخص إن الدول المانحة قد قررت الامتناع عن مد يد العون للبنان ما دام حزب الله مهيمنا على مقدراته، متمكنا من العبث بأوضاعه المصرفية.

اما في سوريا لا يحتاج المرء إلى كثير من الشرح ليثبت أن الانهيار الاقتصادي كان واحدا من أهم أسباب الخلاف بين الأسد وابن خاله رامي مخلوف. لقد زعزع ذلك الانهيار أسس العائلة الحاكمة.

في ظل تلك الأوضاع الاقتصادية التي تنذر بمزيد من الشؤم يبدو محور المقاومة في أسوأ حالاته. وهو ما يمكن أن يهب المنطقة فرصة للتنفس والتعبير عن رغبتها في تلمس الطريق نحو الحقيقية بعد أن انتشرت أدخنة البلاغات الثورية التي يدعي أصحابها أنهم وحدهم المسؤولون عن الدفاع عن القضية. وهي قضية صارت محل التباس بعد أن حلت خدمة مشروع الهيمنة الإيرانية محل تحرير فلسطين.

فلو رجعنا إلى الوراء قليلا وبالضبط قبل أن تنهار الأوضاع الاقتصادية وتتوقف سبل التمويل لأكتشفنا أن كل الخطابات النارية التي كان زعماء الحرس الثوري في إيران والحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان لا تمس إلا عن طريق الصدفة إسرائيل بقدر ما كانت موجهة إلى دول المنطقة وتحديدا إلى المملكة العربية السعودية، كما لو أن محور المقاومة لا يرى عدوا سواها. وهو أمر شديد الغرابة.

إسرائيل دولة ظاهرة للعيان ولا أعتقد أن مقاومتها في حاجة إلى رسم متاهات لا تصل دروبها دائما إليها. منذ أربعين سنة والإيرانيون يضيعيون الطريق إلى القدس. مَن يتابع بلاغات الإيرانيين وأتباعهم لابد أن يتوهم أن القدس تقع في مكان آخر.    

لقد ساهم حزب الله في قتل الاف السوريين من أجل أن يمهد الطريق إلى القدس أما الحشد الشعبي فإنه قتل الافا وشرد آلافا أخرى من العراقيين وهو يرفع ألوية المقاومة.

سنوات طويلة مرت وميليشيات محور المقاومة تمارس القتل في حق السوريين والعراقيين يقودها الإيراني قاسم سليماني تحت أمرة المرشد الأعلى علي خامنئي ولم تكن إسرائيل مسجلة في أجندة تلك الميليشيات. لم تكن إسرائيل عدوا. كان السوريون والعراقيون هم الأعداء وبعدهم تأتي السعودية ودول الخليج.

لقد تسلط محور المقاومة على ثروات العباد والبلاد في العراق وسوريا ولبنان. كان لصوص محور المقاومة قد تفرغوا لعمليات الفساد بمختلف أنواعها محتمين بشعار الدفاع عن القضية.

اليوم في ظل الانهيار الاقتصادي لم تعد هناك قضية وتم وضع الخرائط التي تقود إلى القدس على الرف وصار الجميع في حالة انتظار. لقد فاجأهم الصمت الإيراني الذي أعتقدوا أول وهلة أنه ينطوي على مبادرة ستقلب المعادلات، غير أنهم بعد ذلك استسلموا لليأس بعد أن توقف التمويل ولم يعد لديهم ما يقومون به.

محور المقاومة اليوم عاطل عن العمل.      

جفت منابع التمويل فتوقف القتل العربي. ذلك خبر جيد.

غير أن المرء يتساءل عن عمق السذاجة التي لا تزال تدفع البعض إلى الدفاع عن ذلك المحور ومبادئه التي لم تكن سوى دعايات مضللة.

لقد ذبحوا باسم فلسطين العراق وسوريا ولبنان. وحين قرروا الصلاة في القدس هدموا بغداد ودمشق وبيروت.

لم تكن معركتهم مع إسرائيل بل كانت حربا إيرانية على العرب. وكان العربي هو عدوهم الاول والأخير.