'مراود' تُضيء على قصص الحيوان في التراث العربي والإنساني

المجلة الصادرة عن معهد الشارقة للتراث في عددها 34 تنشغل بقصص الحيوانات التي ألهمت الأدباء والكتاب قديما وحديثا لدراسة عوالمها واستكشاف معالمها.

في عددها الأخير الذي حمل رقم (34) تضيء مجلة "مراود" التي يصدرها معهد الشارقة للتراث، ويرأس تحريرها الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس المعهد على قصص الحيوان في التراث العربي والإنساني.. وخصصت المجلة ملفا موسعا تناول اهم ما صدر من عناوين تتناول الحيوان.
وفي افتتاحية العدد تناول الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس التحرير، ورئيس معهد الشارقة للتراث، مسيرة ملتقي الراوي على مدار العقدين الماضيين، مشيرا إلى أنه "عام فعام، تتجدد الذكرى، ويشتعل الحنين إلى أولئك الأفذاذ الأعلام، والشموس الكرام الذيـن فارقتنا أرواحهـم، وتركوا معارفهم الشعبية بصمـة باقية، وأثـراً خالـداً، وشمساً لا تغيـب، واليـوم تحـين ذكراهـم، في شهر سبتمبر الذي أصبح شهر الـراوي، وموعـداً ثابتاً، وتقليـداً راسخاً للاحتفاء سنوياً بالـرواة وحملة الموروث الشعبي في دولة الإمارات والوطن العربي والعالـم، وذلـك اتساقا مع الرؤية الثقافية الثاقبة، والبصيرة النافذة، وتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بـن محمد القاسمي، عضـو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للاحتفاء بالرواة والحرفيين والمؤدين الشعبيين، وما يمتلكونه مـن مخزون ثري وغني ومتنوع ".
ويضيف بأنه "عشرون عاماً مضت، كانت حافلة بالعطاء والتميز، شهد فيهـا الملتقى نقلـة نوعيـة، وتطـوراً شاملاً في رؤيته وبنيته ومحتواه، حتى غدا حدثاً محورياً على خريطة العمل الثقافي في الإمارات والوطن العربي، والعالم أجمع، يترقبـه الرواة وحملة الموروث الشعبي، والباحثون والمهتمـون كل عام، وجعل الشارقة وجهة وواجهـة للتراث، وقبلة يؤمها الرواة والخبـراء والباحثون من كل مكان، وأنموذجاً رائداً يحتذى به، في حماية الكنوز البشرية، وحفظ التراث وحمايتـه، وصونه مـن الضياع والاندثار.
قصص تشغل الأدباء والكتاب

مؤلفات أثرت المكتبات العربية والعالمية
مؤلفات أثرت المكتبات العربية والعالمية

وأما مدير تحرير المجلة، الدكتور منّي بونعامة فكتب يقول: "شغلت قصـص الحيوان كثيـراً من الأدباء والكتاب والمؤلفين، قديماً وحديثاً، ودبجت في كثير مـن الأوضاع والتصانيف التـي وثقـت جوانب منه، ودرست عوالمه، واستكشفت معالمه وملامحه، ومنها مؤلفات خاصة ومتخصصة، كـ"مجمع الأمثـال" للميداني، ففيـه نمـاذج من إنطاق الحيوانات كلاماً، وكتاب "الحيوان" للجاحظ، وكتاب "حياة الحيوان الكبرى" للدميري، و"محاضرات الأدباء" للراغـب، و "البصائـر والذخائـر" لأبي حيان، بيـد أن المؤصل الحقيقي والمؤسس الفعلي لهـذا الفن الحكائي في التراث القصصي العربي المـدون، هـو عبدالله بـن المقفـع، حيـث استعار ما وضـع علـى ألسنة البهائـم والطيـر في خلق منظومة رمزية لنص مضاد للسلطة".
 واضاف كان "كليلة ودمنة" أول نص مدون لهذه الحكايات والخرافات في إطار الثقافة العربية المكتوبة، وصـولاً إلى كتاب "فاكهـة الخلفاء" لابن عربشـاه، الـذي يعـد آخر حلقـة في سلسلة القصص على لسان الحيـوان قبل العصر الحديث.
 كما وظف "إخـوان الصفا"، في القرن الرابع الهجـري، الحيوانات، وأجـروا على ألسنتها آراءهـم الفلسفية في رسالتهم "تداعـي الحيوانات علـى الإنسـان"، وألـف سهـل بـن هـارون كتابيـه "ثعلـة وعفـراء"، و"النمـر والثعلـب"، وكتـب مـحمد بـن أبـي القاسـم بـن علـي القرشـي المالكي، كتابـه "سـلوان المطـاع في عـدوان الأتبـاع".
 وألـف عبدالسـلام بـن أحمـد بن غانم المقدسـي "كشف الأسـرار عـن الحكم المودعـة في الطيـور والأزهـار"، كما تضمنت حكايات "ألف ليلة وليلة" نصيباً وافـراً مـن قصـص الحيـوان. 
و"أن التراكم الكمي والنوعي الـذي أحدثـه هـذا المبحث التراثي العربي العريـق، راكـم كثيـراً مـن المنصفـات والأعمال والمؤلفات التي أثرت المكتبات العربية والعالمية، وكانت في مجملهـا ملهمـة لكثيـر مـن المبدعين والمفكرين، ومـن حـذا حذوهـم".
وفي موضوعات العدد نقرأ: تجليات قصص الحيوان في التراث العربي، لفهد على المعمري، والرمزية الفنية في حكايات الحيوان التراثية، للدكتور أحمد علواني، والجاحظ ودوره التوثيقي في الحفاظ على تراث الحيوان، للدكتورة حنان الشرنوبي، وقراءة في كتاب الحيوان للجاحظ، لظافر جلود، والحكاية والقناع في التراث العربي، للدكتور محمد رجب النجار.
 كما نطالع تجليات الحيوان في موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي، للدكتور سالم زايد الطنيجي، ونظرات في طبائع الحيوانات الأليفة في التراث العربي (القط) للدكتور بوزيد الغلي، و"منظومة حياتية كاملة للحيوانات في تاريخ البشرية" بقلم فاطمة المزروعي، رئيسة قسم الأرشيف الوطني.
 الى جانب "النص بين الذئب والإبل" لمريم سلطان المزروعي، ويحدثنا خالد صالح ملكاوي عن "طيور الصيد في تراثنا العربي"، ويتناول الدكتور فهد حسين "صورة الراوي في ذهنية المتلقي"، ويطلعنا طلال سعد الرميضي عن "توثيق الرواية الشفهية بدولة الكويت"، وأما حسين الراوي، فيكتب مقالا بعنوان "سلطان القاسمي والغرس الذهبي".
وتطوف بنا سارة إبراهيم في عوالم "الحيوانات في ثقافات الحضارات القديمة واساطيرها"، وكتب عصام الدنمي "من لا ماضي له لا حاضر ل "، وعالج مجدي محفوظ موضوع "الراوي بين التراث الشعبي والتكنولوجيا الحديثة"، وعادت سارة ابراهيم لتكتب مقالا آخر بذات العدد حول "أنسنة الحيوان في ألف ليلة وليلة"، ويأخذنا عبده شيوا بورام، في رحلة للتعرف على "حكايات الحيوانات في الهند ". و"مراود" هي مجلة معنية بالتراث الإماراتي والعربي والعالمي، ويرأس مجلس إدارتها الدكتور عبدالعزيز المسلم، ومستشار التحرير ماجد بوشليبي، رئيس جمعية المكتبات والمعلومات، بمعهد الشارقة للتراث، ومدير التحرير الدكتور منَي بونعامة، مدير إدارة المحتوي والنشر بمعهد الشارقة للتراث، ويتكون مجلس التحرير من: على العبدان، وعتيج القبيسي، وعائشة الشامسي، وسارة أحمد، وسارة إبراهيم، وسكرتير التحرير أحمد الشناوي.
كما تضم هيئة التحرير منير حمود وبسام الفحل للإخراج والمراجعة اللغوية، وتصدر المجلة شهريا عن معهد الشارقة للتراث.