مسؤول أميركي بارز يحث قادة لبنان على تطبيق إصلاحات ملحة

رئيس الورزاء الجديد في لبنان حسان دياب يعد بتشكيل حكومة خلال ستة أسابيع وإخراج البلاد من نفق الأزمة الاقتصادية الخانقة، في ظل رفض الاحتجاجات لمرشح حزب الله الذي من شأنه أن يعقد الجهود الرامية لتأمين مساعدات مالية غربية.
أزمة لبنان الاقتصادية قد تتعمق بقيادة حكومة مدعومة من حزب الله

بيروت - حث ديفيد هيل المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية الجمعة القادة السياسيين في لبنان على تطبيق إصلاحات اقتصادية ضرورية لإخراج البلد من أزمته الاقتصادية العميقة.

وقال هيل وكيل وزارة الخارجية بعد اجتماع مع الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا "جئت إلى هنا لحث القادة السياسيين اللبنانيين على الالتزام بتطبيق إصلاحات مستدامة ومؤثرة يمكنها أن تؤدي إلى لبنان مستقر وآمن وينعم بالرخاء".

ويشهد لبنان منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول احتجاجات تطالب برحيل الطبقة السياسية برمتها، محملة إياها مسؤولية تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

من جانب آخر قال حسان دياب المكلف برئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة في مقابلة مع قناة دويتشه فيله التلفزيونية، إنه "سيعمل على تشكيل حكومة خلال ستة أسابيع للمساعدة في إخراج البلاد من نفق أزمة اقتصادية وسياسية عميقة".

ودفع الخميس تكليف عون لدياب بتشكيل حكومة جديدة في لبنان، خروج العشرات في عدة مدن لبنانية رفضا لتكليف شخصية مدعومة من حزب الله الذي يحسب على الطبقة السياسية "الفاسدة" والتي تتحمل مسؤولية انهيار الاقتصاد اللبناني.    

وكُلف دياب وهو أكاديمي ووزير تعليم سابق الخميس برئاسة الوزراء بدعم من حزب الله وحلفائه.

وقال إن "الحكومات السابقة في العقد الأخير استغرقت سنة لتشكيلها، وأنا أسعى لتأليف حكومة في غضون أربعة أسابيع أو في فترة لا تتجاوز ستة أسابيع".

ويهيئ تكليفه مسرح الأحداث لتشكيل حكومة تقصي حلفاء الولايات المتحدة ودول الخليج العربية، بينما يبرز نفوذ أصدقاء إيران في لبنان. ويقول محللون إن هذه الخطوة من شأنها تعقيد الجهود الرامية لتأمين مساعدات مالية غربية، وخاصة الولايات المتحدة التي تصنف حزب الله ضمن المنظمات الإرهابية.

ويسعى لبنان الذي تعصف به أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت من عام 1975 إلى 1990، لتشكيل حكومة جديدة منذ استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري في 29 أكتوبر/تشرين الأول إثر احتجاجات عارمة ضد النخبة الحاكمة.

ولم يحصل دياب على دعم الحريري في ظل نظام سياسي طائفي يقوم على المحاصصة ويخصص منصب رئيس الوزراء لمسلم سني. والحريري هو أبرز سياسي سني في البلاد.

ورفض دياب الاتهامات بأن الحكومة ستكون خاضعة لسيطرة حزب الله. وقال نافيا تبعية الحكومة الجديدة للجماعة "إن ذلك أمر سخيف لأن الحكومة الجديدة ستكون وجه لبنان ولن تكون حكومة فئة سياسية من هنا وهناك".