"مسلة أرت" يٌطلق مهرجان "أمل وتواصل" للفنون التشكيلية

المهرجان هو مهرجان افتراضي إلكتروني – بحكم جائحة كورونا وما فرضته من تحديات – ويقام بالتعاون مع السفارة العراقية في إيطاليا.
"المسلة أرت" تجمع فني استمد اسمه من المسلات المصرية القديمة، الباقية حتى اليوم وسط ميادين عالمية في قارات العالم
المسلات الفرعونية حظيت بالتقديس في مصر القديمة

برعاية السفيرة العراقية في إيطاليا، صفية طالب السهيل، ومشاركة كوكبة من رموز الفن والثقافة في 12 دولة عربية وأجنبية، تنطلق في الثاني والعشرين من شهر يونيو/حزيران الجاري، فعاليات مهرجان "أمل وتواصل" للفنون التشكيلية، والذي ينظمه فريق "المسلة أرت" برئاسة الفنانة الدكتورة وفاق الحسن، وإشراف مجموعة من رموز الثقافة والفن العرب.
ويمثل الكويت في فريق الإشراف على المهرجان، الفنانة التشكيلية الدكتورة غصون العيدان، ويشارك "العيدان" في الإشراف على الفعاليات الدكاترة رائد فرحان وأحمد الحربي، وحسن الغزالي، ومصطفى دزئى، بجانب المبدعات العربيات البارزات، فردوس بهنام، و هناء خضر.
وقالت الدكتورة وفاق الحسن، لـ "ميدل إيست أوت لاين" إن مهرجان "أمل وتواصل" هو باكورة فعاليات تجمع "مسلة أرت" الفني، الذي جاءت فكرة تكوينه من قبل مجموعة من المبدعين العراقيين والسعوديين والكويتيين.
 ومهرجان "أمل وتواصل" هو مهرجان افتراضي إلكتروني – بحكم جائحة كورونا وما فرضته من تحديات – ويقام بالتعاون مع السفارة العراقية في إيطاليا، وبرعاية كريمة، من قبل السفيرة صفية طالب السهيل، ويتضمن حفل افتتاحه إلقاء كلمات افتتاحية السفيرة العراقية في روما، وكلمة لفريق "المسلة أرت" المنظم للمهرجان، وعرض مسرحي وفيلم قصير وأوبريت غنائي، بجانب المعرض الفني الذي سيضم أعمالا تشكيلية لعشرات المشاركين من الفنانين العرب والأجانب الذين ينتمون لـ 12 دولة عربية وأجنبية هي: العراق، المملكة العربية السعودية، الكويت، الجزائر، مصر، الأردن، اليمن، تونس، باكستان، أميركا، كندا، إيطاليا.
يذكر أن "المسلة أرت" هو تجمع فني استمد اسمه من المسلات المصرية القديمة، الباقية حتى اليوم وسط ميادين عالمية في قارات العالم، بجانب المعابد التي شيدها ملوك وملكات مصر القديمة في الأقصر والشرقية وغيرها من المدن المصرية التاريخية. 

fine arts
شموع حجرية مضيئة

وتعد المسلات المصرية القديمة، إبداعا هندسيا ومعماريا متميزا من إبداعات المصريين القدماء، حيث شيدت كل مسلة من قطعة واحدة من حجر الجرانيت الوردي الصلد المقطوع من محاجر أسوان في جنوب مصر.
وقد راعى المهندس المصري القديم، عند تشييده للمسلة القوانين الهندسية بدقة عالية حتى تقاوم المسلات الهزات الأرضية، والعوامل الطبيعية المختلفة، ولذا فإن المسلات المصرية القديمة، بقيت شامخة تتحدى الزمن، في كثير من المعابد المصرية القديمة، مثل الأقصر، والميادين العالمية في كثير من بلدان العالم، مثل  بريطانيا وفرنسا وأميركا وتركيا وإيطاليا وغير ذلك من البلدان التي حرصت أن تمتلك هذا الشكل المعماري الفريد والغامض من حضارة مصر الفرعونية. 
وقد عرفت المسلة في النصوص المصرية القديمة باسم "نخن" وفى النصوص اليونانية باسم "اوبليسك obelisk" وسماها الأوربيون "نيدل needle" بمعنى الإبرة،  وسماها العرب المسلة.  
ووصفتها دراسة للباحث في علوم المصريات، أيمن أبوزيد، بالشموع الحجرية المضيئة، نظرا لظهورها مثل الشموع المضيئة عند الوقوف بجانبها أيام الانتقال الصيفي وكأن قرص الشمس يشرق من قمتها. 
ومن المعروف المسلات الفرعونية حظيت بالتقديس في مصر القديمة، وهو تقديس يرجع لعصور ما قبل الأسرات، وقد تفردت معابد الفراعنة، بالمسلات التي توصف بأنها "قائم من الحجر ترسل الشمس المشرقة أشعتها عليه".
وارتبطت المسلات بعبادة الشمس لدى قدماء المصريين، وأقام ملوك وملكات مصر القديمة، مسلات رأسية، ذات قمم هرمية كتذكار لعبادة الشمس، وكانت القمة الهرمية لكل مسلة مذهبة، أو مطلية بمزيج من معدنى الذهب والفضة.
واعتبرت المسلة قديما رمزا من رموز الشمس المقدسة الهابطة من السماء، والممثلة في قمتها الهرمية، وهكذا كان للمسلة بعد ديني ارتبط بعقيدة الشمس، كما ربط المصريين القدماء المسلة بنظرية الخلق لديهم، حيث اعتبروا أن المسلة هي التل الأزلى الذي بدأت عليه الخليقة منذ الخلق الأول.