مصر.. الإخوان المسلمون يكذبون كما يتنفسون

بعد تنكرهم لسيد قطب في عهد عبد الناصر عاد الإخوان في الثمانينيات وتمسكوا به فأصدر صفوت منصور أحد قادة الإخوان كتابا بعنوان منهج العمل الإسلامي الذي أكد فيه أن قطب هو الذي جدد شباب الدعوة وحدد منهجها الفكري والعملي.

بقلم: عمرو عزت حجاج    

وقائع التاريخ لا تكذب، والتاريخ يؤكد لنا أن جماعة الإخوان المسلمين هي أول من مارست الإرهاب المتأسلم وأول من روج لفكرة قتل الخصوم، باعتبار أنهم خارجون عن فكر الجماعة.

فالجماعة تمارس الإرهاب منذ نشأتها، ففي عام 1947 قتلوا القاضي الخازندار، ثم قتلوا النقراشي باشا، ثم محاولات قتل متكررة، إذن نحن إزاء سلسلة متكاملة من عمليات الاغتيال والقتل، هذه السلسة تستند إلى بناء فكري، هذا البناء طوره وأعاد تنسيقه أكبر مفكري الجماعة – سيد قطب – ويتضح ذلك من خلال أشهر مؤلفاته "معالم في الطريق"، ذلك الكتاب الذي أنكره قادة الجماعة وأعلنوا أنهم لا علاقة لهم بهذا الكتاب، والذي يؤكد فيه قطب جاهلية كافة دول العالم وأنه لا توجد دولة واحدة تعمل بشرع الله، تكفير كل من لا يعملوا بشرع الله، الإخوان المسلمون كينونة مستقلة لا تعترف بالوطن ولا بالشعب ولا بالقومية ولا بالأحزاب ولا بالبرلمان.. إلخ.

إزاء حالة سيد قطب تظهر لنا جليا وبكل وضوح أن "الإخوان يكذبون كما يتنفسون"، وأستطيع - عزيزي القارئ - أن أدلل عليه بالتالي:

  • عندما كان مرشدهم السابق المستشار حسن الهضيبي تحت وطأة حكم الرئيس جمال عبد الناصر أصدر كتاب "دعاة لا قضاة"ـ وأنكر فيه علنا كتابات سيد قطب، ولكن السيدة زينب الغزالي - وهي واحدة من قيادات الإخوان - تقول في كتابها "أيام من حياتي" إن المستشار الهضيبي قرأ كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" مرتين وهو في السجن، وأجازه قبل طبعه معلنا أن هذا الكتاب حصر أمل الدعوة كله.
  • عندما ارتفع موج الإرهاب في الثمانينيات بدأ قادة الإخوان يعودون ويتمسكون بانتمائهم لسيد قطب، فأصدر صفوت منصور أحد قادة الإخوان كتابا بعنوان "منهج العمل الإسلامي"، والذي أكد فيه أن سيد قطب هو الذي جدد شباب الدعوة وحدد منهجها الفكري والعملي.
  • أصدر صلاح شادي - أحد قادة التنظيم السري - كتابا يحمل عنوان "الشهيدان حسن البنا وسيد قطب"، يقول فيه إن حسن البنا كان البذرة الصالحة وسيد قطب هو الثمرة الناضجة.

والآن عزيزي القارئ هل عرفت جيدا أن الإخوان يكذبون كما يتنفسون؟

نشر في اليوم السابع المصرية