مصر.. حرب الإخوان المسلمين الناعمة

الجماعة تتخذ من السخرية والتزييف وسيلة للتأثير في محاولة بائسة لإرباك المشهد غير أن أحداً من المستهدفين لا يمكن أن يعبأ بعناصر هذه القنوات.

بقلم: الأزهري محمد مختار جمعة

قديماً قال نصر بن سيار: "أرى تحت الرمـاد وميض نار/ ويوشك أن يكون لـــه ضـرام/ فإن لم يطفـــــــــها عقلاء قوم/ يكون وقودها جثث وهـــــام". فتحت الرماد وميض نار، وحيات رقط، وثعابين بدلت جلودها، هى الخلايا النائمة لجماعة الإخوان الإرهابية وطابورها الخامس، ومن يجعلون منها حصان طروادة، ممن باعوا أنفسهم لأعداء الوطن، الكل يجتمعون على غرض واحد هو استهداف الدولة بغية إضعافها أو تعطيل مسيرتها وصولاً إلى محاولات هدمها وإسقاطها، وهؤلاء هم من ينطبق عليهم قول الشاعر العراقى محمد مهدى الجواهرى: "ولقـد رأى المستعمِرونَ فرائساً/ منَّا وألفَوْا كلبَ صيدٍ سائبا/ فتعهَّدوهُ فراحَ طوعَ بَنانِهمْ/ يَبْرُونَ أنياباً له ومَخالبا/ مستأجَرِينَ يُخرِّبونَ دِيارَهُمْ/ ويُكافئونَ على الخرابِ رواتبا".

لقد فشلت جماعة الإخوان فشلاً سياسياً ذريعاً، فعادت القهقرى، لكنها لم تَعُدْ القهقرى لتتأخر عن المشهد، وإنما لتعاود ممارسة أساليبها الخبيثة الدنيئة، التى تتمثل فى منهجة استهداف واغتيال خصومها جسدياً أو معنوياً، واستئجار كل شواذ الجماعات الإرهابية والمتطرفة لتصفية من تريد تصفيته بالوكالة، والدفع ببعض عناصرها نحو عمليات التصفية تلك، على نحو ما تابعنا من الحركات التى شكلتها كحركة حسم وغيرها من الحركات الإرهابية.

ومنها الأبواق الإعلامية المأجورة التى لا تكف ليل نهار عن الوقاحة والإسفاف والانحطاط الإعلامى والقيمى والأخلاقى والإنسانى، متخذة من سلاح السخرية والتزييف وسيلة للتأثير المعنوى على خصوم الجماعة فى محاولة بائسة لإرباك المشهد، غير أن أحداً من المستهدفين لا يمكن أن يعبأ بعناصر هذه القنوات الضالة، حيث يقول الشاعر: "وإذا أتتك مذمتى من ناقص/ فهـــى الشهادة لى بأنى كامل".

أما الخطر الأكبر الذى يجب التنبه له، هم من يعيشون بين أظهرنا من عناصر هذه الجماعة وطابورها الخامس ووكلائها، ممن يأكلون طعامنا، ويلبسون لباسنا، وقد يعملون بيننا، لكنهم لا دين لهم ولا خلق، سلاحهم الكذب والتقية، فقد مردوا على النفاق وتدربوا عليه حتى صار لهم طبعاً وسجية، وهؤلاء هم أصحاب الصفحات الوهمية وأعضاء الكتائب الإلكترونية الذين يعملون بكل ما أوتوا من قوة فى صفوف منظمة للتطاول على كل من يرونه خطراً على جماعتهم ومن هم فى الصفوف الأولى فى مواجهة الجماعة، كما يعمدون إلى تشويه الرموز الوطنية والتشكيك فى كل الإنجازات عن طريق بث الأكاذيب والشائعات، مما يجعل من كشف هؤلاء الخونة واجباً دينياً ووطنياً، ويجعل التستر عليهم جريمة فى حق الدين والوطن، بل خيانة لهما، ومما يتطلب أيضاً سن تشريع قانونى حاسم بعقوبة رادعة تصل إلى عقوبة الخيانة العظمى لكل من ينشئ صفحة وهمية تبث الشائعات والأكاذيب وتعمل على زعزعة أمن الوطن واستقراره.

كما نطلب من كل وطنى غيور على وطنه أن يسهم فى كشف هؤلاء المجرمين الذين يشكلون خطراً على الدين بتشويه صورته، وعلى الوطن باستهداف أمنه وأمانه واستقراره، وعلى القيم الأخلاقية والإنسانية والحضارية فى درجة من الخسة والنذالة والانحطاط لم نشهدها من قبل، فأى دين هذا الذى يدّعونه؟ وأى قيم هذه التى يتشدقون بها؟

إن حالهم هو حال من يكذب ويكذب ويكذب حتى طبع الله (عز وجل) على قلوبهم، فجعلوا من كذبهم الصراح صدقاً، ومن بث الشائعات وسيلة لا بد منها لتحقيق غايتهم الضالة، فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل، ولعل هذا الطمس على بصائرهم رحمة من الله (عز وجل) بالمجتمع حتى لا ينخدع أحد بهذه الجماعة المارقة مرة أخرى.

نُشر في الوطن المصرية