مصر: وسائل المواصلات تتحول لاستخدام الغاز الطبيعي

القاهرة
استخدام الغاز الطبيعي يقلل نسبة التلوث القاتلة في القاهرة

تولي الحكومة المصرية اهتماما خاصا بالمحافظة على ‏‏البيئة والحد من التلوث في اطار تحويل الباصات والسيارات الى استخدام الغاز ‏‏الطبيعي بدلا من البنزين والسولار.
وقد نجحت تجربة استخدام الغاز في السيارات اقتصاديا وبيئيا وتم تحويل آلاف ‏‏السيارات للعمل بالغاز الطبيعي كما انتشرت محطات تموين السيارات في مناطق كثيرة ‏‏كما خصصت هيئة النقل العام بمصر نحو 15 مليون جنيه لتحويل الباصات الي استخدام ‏‏الغاز الطبيعي.
ووضعت الجهات المعنية بالمحافظة على البيئة خطة كبيرة لتحسين هواء القاهرة ‏‏أبرزها ادخال فكرة احلال الغاز الطبيعي بدلا من استخدام السولار كوقود للباصات ‏ووسائل النقل الاخرى من خلال خطة قومية لمكافحة التلوث بتوفير الكراجات المجهزة ‏‏ومحطات الغاز الطبيعي الى جانب معدات الصيانة التي يتم استيرادها.
ووضعت هذه الجهات خطة لتدريب العاملين، بالاضافة الى وجود برنامج لضبط محركات ‏‏الباصات لتقليل نسبة العادم والتوسع في استخدام الغاز الطبيعي بباصات هيئة النقل ‏‏العام وباقي المركبات للحد من التلوث.
وقد تم عقد بروتوكول مع وزارة الداخلية لاختبار عوادم السيارات واجراء كشف ‏‏ثلاثي أثناء استخراج رخصة القيادة.
وأثبتت التجربة نجاح استخدام الغاز الطبيعي في ‏‏وسائل النقل من خلال مشاركة القطاع الخاص بعد ان تم تحويل 339 الف سيارة لاستخدام الغاز الطبيعي، وانتشرت في عدة محافظات مصرية كراجات متعددة بمساحات شاسعة تتضمن محطات تموين ‏‏خاصة للباصات التي تعمل بالغاز الطبيعي بالاضافة الى خطة تحويل أسطول هيئة النقل ‏‏العام الذي يتضمن 4200 أوتوبيس للعمل بالغاز.
وتم افتتاح أول كراج على مستوي الشرق الأوسط يعمل بالغاز الطبيعي ‏بـ"القطامية" ويتضمن محطة للتموين تعمل بأحدث التقنيات باستخدام أنظمة الحاسب الآلي ‏‏لتقليل فترة التموين بلغت تكلفتها نحو6.5 مليون جنية بطاقة تكفي لتموين 2500 ‏ ‏باص يوميا.
ويعود الفضل لنجاح التجربة إلى هيئة النقل العام التي بدأت المبادرة بتجربة 7 سيارات تعمل بالغاز لاستيعاب هذه التكنولوجيا التي تختلف عن ‏السولار وقد نجحت في شوارع القاهرة.
وعملت هيئة النقل على تمويل الأسطول بسيارات جديدة وتم عقد بروتوكول بين مصر ‏والولايات المتحدة من خلال مشروع تنقية هواء القاهرة والذي يتضمن تحسين عدة عناصر ‏بيئية مثل محطات فحص العوادم ونقل المسابك.
وخصصت الحكومة المصرية نحو 23 مليون دولار لاستخدام الغاز الطبيعي في وسائل ‏النقل العام حيث بدأ الجانب الامريكي بتوفير الشاسيهات وتحمل الجانب المصري تنفيذ ‏‏جسم الأوتوبيس واستغرق الأمر فترة طويلة للوصول الى شكل الأتوبيس المكيف.
وتحتاج مصر الى شركات تنتج سيارات تعمل بالغاز الطبيعي رغم وجود محاولات من ‏ ‏قبل بعض الشركات لتجميع مكونات السيارات حيث تتوفر للهيئة عدة بدائل منها اعادة ‏‏هندسة السيارات المتوفرة حاليا لتعمل بالغاز الطبيعي بتكلفة تصل الى 320 الف جنيه ‏‏أو شراء سيارة كاملة مستوردة بتكلفة تصل الى 800 الف جنيه أو تجميع سيارة بمكونات ‏‏مستوردة بقيمة 500 الف جنيه.
وتقول هيئة النقل العام أنه بالرغم من تحويل سيارات هيئة النقل الى استخدام الغاز الطبيعي فان ذلك ليس ‏كافيا للحد من التلوث، وتقترح الهيئة تحويل سيارات القطاع الخاص بقطاعاته المختلفة ‏والجهات الحكومية والمدارس لتحقيق نتائج ايجابية.
وصادقت هيئة النقل العام على خطة لتحويل أكثر من أربعة آلاف حافلة للعمل ‏بالغاز الطبيعي وتم تخصيص نحو 50 مليون جنيه لتحويل باصات هيئة النقل العام للعمل ‏بالغاز الطبيعي، بالاضافة الى وضع خطة اعلامية لنشر الوعي باستخدام الغاز الطبيعي ‏‏حيث قدمت بعض البنوك قروضا وتسهيلات لتحويل جميع السيارات الأجرة للعمل بالغاز ‏‏الطبيعي.
ويفيد خبراء البيئة أن الغاز الطبيعي يساهم في خفض نسبة التلوث ‏بالاضافة الى أن سعره المنخفض وأطالته لعمر المحرك وتقليله كلفة الصيانة.
وبالأرقام فإن ‏استهلاك السيارة للوقود باستخدام الغاز الطبيعي المضغوط بالمقارنة بالسيارة ‏العاملة بالبنزين يعتبر اقل بنسبة 60 بالمائة إذ يبلغ سعر لتر البنزين جنيها واحدا، ‏بينما سعر المتر المكعب من الغاز الطبيعي يعادل نصف جنيه، ويعني ذلك أن السيارة التي تقطع 30 ألف كيلو متر في السنة تستهلك وقودا بقيمة ثلاثة آلاف جنيه في حين يبلغ قيمة استهلاكها للغاز حوالي 1200 جنيها فقط ‏‏لنفس المسافة.
ويساهم استخدام الغاز الطبيعي في الحد من التلوث الذي تعاني ‏منه العاصمة المصرية ويجنب الانسان والبيئة كثير من الملوثات مثل غاز أول ثاني ‏أكسيد الكربون الذي يسبب كثير من الأمراض الصدرية ويكون طبقة بترولية على ‏النباتات تمنعها من التنفس وتقتلها على الفور في حين يرفع استخدام الغاز الطبيعي ‏‏نسبة بخار المياه والتي ينتج عنها تنظيف دائم وفوري للملوثات في الجو.
وتعتبر سيارات الأجرة الأكثر استهلاكا للغاز الطبيعي وتلقي محطات تموين الغاز ‏الطبيعي اقبالا من السيارات الملاكي التي تعمل بالغاز خلال فترة الاجازات والمصايف.
وتملك مصر احتياطيا كبيرا من الغاز يغطي احتياجاتها لمدة 50 عاما، وتحتل مصر المرتبة الثامنة بين الدول التي تستخدم الغاز كوقود للسيارات على مستوي العالم.
وأسفر التنقيب والنشاط المكثف عن اضافة 11 تريليون قدم مكعبة الى الاحتياطي المؤكد من الغاز الطبيعي ‏‏ليصل الى 55 تريليون قدم مكعبة وهو ما يعد دافعا قويا للاستمرار في اتساع قاعدة استخدام الغاز الطبيعي.(كونا)