مطالب أممية بفتح ممر إنساني للمدنيين في غزة
نيويورك - طلبت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، فتح ممر إنساني إلى قطاع غزة المحاصر والذي يتعرض لقصف إسرائيلي بعد الهجمات التي شنتها حركة حماس، بينما أعلنت الأمم المتحدة رفضها فرض حصار كامل على قطاع غزة.
وقال ناطق باسم منظمة الصحة العالمية خلال إحاطة صحفية في جنيف "إن فتح ممر إنساني أمر ضروري لتوفير الإمدادات الطبية الأساسية للسكان"، مشيرا إلى أن المنظمة تجري محادثات مع مختلف الأطراف ".
وأكّدت الأمم المتحدة أن الحصار الكامل لقطاع غزّة، الذي أعلنه الاثنين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، "محظور" بموجب القانون الدولي الإنساني.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إنه يجب احترام كرامة الناس وحياتهم، داعياً جميع الأطراف إلى نزع فتيل التصعيد، مشبّهاً الوضع بـ"برميل بارود متفجّر".
وحماس التي اتّخذت نحو 150 رهينة في هجومها المباغت على جنوب إسرائيل، هدّدت الإثنين بالبدء بقتلهم في حال استمر "استهداف أبناء شعبنا الآمنين في بيوتهم دون سابق إنذار"، بحسب ما قال متحدّث باسمها.
وجاء التهديد بعدما فرضت إسرائيل "حصاراً مطبقاً" على قطاع غزة، وقطعت إمدادات الغذاء والمياه والكهرباء، الأمر الذي أثار المخاوف من تفاقم الوضع الإنساني المتردّي.
وقال تورك في بيان "القانون الإنساني الدولي واضح: الالتزام بالحرص المستمر على تجنيب السكان المدنيين والأعيان المدنية يظلّ قابلاً للتطبيق طوال الهجمات".
وأضاف "إن فرض حصار يعرض حياة المدنيين للخطر من خلال حرمانهم من السلع الأساسية للبقاء محظور بموجب القانون الدولي الإنساني".
وحسب منظمة الصحة العالمية، فقد نفذت الإمدادات الطبية التي كانت مخزنة في غزة.
وأشارت المنظمة إلى وقوع 13 هجوما مؤكدا على مرافق صحية في غزة منذ بدء التصعيد.
والثلاثاء، أعلنت الأمم المتحدة، نزوح أكثر من 187500 شخص في قطاع غزة منذ السبت، مؤكدة أن الحصار الكامل للقطاع "محظور" بموجب القانون الدولي الإنساني.
وتضررت 4 مدارس و8 مرافق للرعاية الصحية في غزة منذ السبت، حسبما ذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن هناك توقعات "بنقص حاد" في مياه الشرب في غزة بسبب قطع السلطات الإسرائيلية المياه عنها.
وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، إلى أن الإجراءات المثيرة للقلق الخاصة بقطع المياه والوقود عن غزة ستقود لمستوى جديد من المعاناة، وأضافت إن "مئات الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين قتلوا وأصيب عدد أكبر خلال الأيام الثلاثة الماضية".
ويعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس وتحاصره إسرائيل منذ العام 2007.
وتعرض معبر رفح الحدودي، الممر الوحيد لقطاع غزة إلى العالم الخارجي، للقصف للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة فيما دخلت الحرب بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل يومها الرابع.
وأكدت منظمة سيناء لحقوق الانسان، وهي منظمة حقوقية، أن مقاتلات إسرائيلية قصفت المعبر ما أدى مرة أخرى إلى إغلاقه.
ومنذ آيار/مايو 2018 تركت مصر معبر رفح، الممر الوحيد أمام سكان قطاع غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، مفتوحا معظم الوقت بعد سنوات من إغلاقه بشكل شبه دائم.
وكان رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غبرياسوس بحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاثنين إمكانية إنشاء ممر إنساني لإيصال المستلزمات الطبية الأساسية التي تحتاجها مستشفيات غزة.
كما أعلنت فرنسا الثلاثاء أنها "لا تؤيد تعليق المساعدات التي يستفيد منها السكان الفلسطينيون بشكل مباشر"، مضيفة أنها "أبلغت المفوضية الأوروبية بذلك".
ويأتي ذلك بعدما أعلن المفوض الأوروبي لشؤون الجوار أوليفر فارهيلي الاثنين تعليق جميع المدفوعات المقررة في إطار المساعدات التنموية. وأعلنت المفوضية لاحقا أنها ستجري "مراجعة عاجلة للمساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لفلسطين".
وقالت الخارجية الفرنسية إن باريس ساهمت العام الماضي بمبلغ 95 مليون يورو لمساعدة الفلسطينيين.
وأضافت الوزارة أن "هذه المساعدات تركز على دعم السكان الفلسطينيين في مجالات المياه والصحة والأمن الغذائي والتعليم".
وشدّدت على أن "هذه المساعدات التي يتم دفعها خصوصا من خلال الأمم المتحدة، تعود بالنفع المباشر على السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة والمخيمات الموجودة في البلدان المجاورة"، مقدرة أن هذه المساعدات "تتوافق تماما مع التزامات فرنسا".