مقتل تاجر مخدرات مقرب من حزب الله في غارات على سوريا

عمليات تهريب المخدرات تعتبر واجهة اختراق للتغطية على تهريب الأسلحة نحو الأردن وتحويله إلى ساحة مواجهة لاستهداف المصالح الغربية فيه.

السويداء (سوريا) – تعرضت مواقع في محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، لضربات جوية نفذتها طائرات حربية مجهولة، وسط أنباء عن مقتل تاجر مخدرات مقرب من حزب الله والنظام السوري بضربة أردنية الاثنين في خطوة تعتبر بمثابة "رسالة إلى دمشق"، بعد أن تحولت المنطقة إلى تهديد أمني لعمان.
وتشير الضربات إلى أن عمان لم تعد تعول على تعاون دمشق لردع الميليشيات التي تستهدف الأمن الأردني، حيث سبق أن أجرت العديد من اللقاءات مع مسؤولين سوريين بهذا الشأن وتلقت وعودا لم تتحقق.

وجاءت الضربات بعد مواجهات خاضها الجيش الأردني لأكثر من 10 ساعات على طول حدوده الشمالية مع سوريا، وانتهت بإعلانه القبض على تسعة مهربين وضبط أسلحة وذخائر وصواريخ وشاحنة محملة بالمتفجرات.
وذكر مصدر أردني مسؤول أن الأيام الماضية شهدت ارتفاعًا في عدد العمليات، وتحولت من عمليات تسلل وتهريب إلى اشتباكات مسلحة، بهدف اجتياز الحدود "بالقوة" من خلال استهداف قوات حرس الحدود.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في منشور على أكس "أنباء عن مقتل تاجر المخدرات ناصر فيصل السعدي المقرب من حزب الله اللبناني والأجهزة الأمنية للنظام السوري بضربة جوية يرجح أنها أردنية على منطقة صلخد بريف السويداء".

وأضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن السعدي "يدير شبكة تهريب في ريف السويداء وتم استهداف مزرعة تابعة له بالقرب من بلدة صلخد من قبل طائرة حربية أردنية، بالإضافة لاستهداف ثلاث مواقع قرب الحدود السورية الأردنية، تدار فيها عمليات التهريب".

وأكد أن "السلطات الأردنية لديها الضوء الأخضر من النظام السوري لاستهداف تجار المخدرات في تلك المناطق الحدودية، وقد جرت عمليات أردنية سابقة في سوريا".

لم تقتصر عمليات التهريب نحو الأردن من سوريا على المخدرات فحسب حيث زادت عمليات تهريب الأسلحة القادمة من سوريا مؤخرًا، بحسب ما تحدثت عنه وسائل إعلام أردنية. والمخدرات هي "واجهة اختراق" للتغطية على عمليات تهريب الأسلحة نحو الأردن.
 ويقول محللون أن هناك من يرغب بتحويل الأردن إلى ساحة مواجهة لاستهداف المصالح الغربية فيه، إذ صار يعتبر من نقاط التمركز المهمة للمحور الغربي في المنطقة وخلق قلاقل في المنطقة، وعمليات تهريب المخدرات غطاء لتحويل الأردن إلى محطة تهريب أسلحة واستهداف المصالح الغربية.

جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والجماعات المسلحة الموالية لإيران التي تسيطر على جزء كبير من جنوب سوريا تقف وراء زيادة تهريب المخدرات والأسلحة

وصرح الجيش الأردني إنه أحبط مخططا لعشرات المتسللين من سوريا المرتبطين بميليشيات موالية لإيران بعدما عبروا حدود الأردن بقاذفات صواريخ وألغام مضادة للأفراد ومتفجرات. بينما أفادت قناة المملكة الحكومية إن الجيش فجر مركبة محملة بالمتفجرات في إطار مواجهته أكبر عملية مسلحة لتهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود في السنوات القليلة الماضية.

وقال الجيش في وقت سابق إن المتسللين فروا عبر الحدود بعد إصابة عدد من أفراد الجيش في أحدث عمليات التسلل الكبرى منذ بداية الشهر والتي أدت إلى مقتل جندي أردني وما لا يقل عن عشرة من المهربين.

وذكرت مصادر مخابرات إقليمية لرويترز أن الأردن شن عدة غارات جوية، الاثنين داخل سوريا استهدفت مخابئ لمهربي المخدرات المدعومين من إيران ردا على عملية التهريب. وقالوا إن القصف استهدف منازل كبار تجار المخدرات ومزارع أظهرت معلومات المخابرات أنها مخابئ آمنة للمهربين المدججين بالسلاح الذين استخدموا أيضا مسيرة لإسقاط شحناتهم.

وكان مسؤولون قالوا في وقت سابق إن الجيش الأردني يدرس شن ضربات استباقية داخل سوريا لاستهداف الجماعات المسلحة المرتبطة بتجارة المخدرات ومنشآتها في محاولة لوقف ما يقولون إنه ارتفاع مثير للقلق في عمليات التسلل عبر الحدود.

ويقول مسؤولون أردنيون، مثل حلفائهم الغربيين، إن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والجماعات المسلحة الموالية لإيران التي تسيطر على جزء كبير من جنوب سوريا تقف وراء زيادة تهريب المخدرات والأسلحة. وأفاد الوزير السابق سميح المعايطة الذي أطلعه مسؤولون على التطورات، "الأردن يعرف الدولة التي تقف وراء ذلك. إيران هي التي ترعى هذه الميليشيات".

وتقول إيران وحزب الله إن هذه المزاعم جزء من مؤامرات غربية. وينفي النظام السوري التواطؤ مع الجماعات المسلحة المدعومة من إيران والمرتبطة بجيشه وقواته الأمنية.

وبحسب خبراء من الأمم المتحدة ومسؤولون أميركيون وأوروبيون فإن تجارة المخدرات غير المشروعة هي مصدر التمويل للفصائل المسلحة الموالية لإيران والقوات شبه العسكرية الموالية للحكومة التي زادت عددا خلال الصراع السوري المستمر منذ أكثر من عشر سنوات. وأصبحت سوريا التي مزقتها الحرب المركز الرئيسي في المنطقة لتجارة المخدرات والتي يقدر حجمها بمليارات الدولارات.

وبات الأردن طريق عبور رئيسيا إلى دول الخليج الغنية بالنفط لمخدر الأمفيتامين المصنع في سوريا والمعروف باسم حبوب الكبتاغون، حسبما تقول واشنطن ومسؤولون غربيون في مجال مكافحة المخدرات.

وتنفي حكومة السورية تورطها في صناعة المخدرات وتهريبها. وتقول إيران إن الاتهامات بأنها تقف وراء تجارة المخدرات هي جزء من مؤامرات غربية ضدها.

وقال الجيش الأردني إنه ضبط نحو خمسة ملايين حبة كبتاغون، الاثنين، في واحدة من أكبر العمليات من هذا القبيل في السنوات القليلة الماضية.

وشدد على أن "القوات المسلحة الأردنية ماضية في التعامل بكل قوة وحزم مع أي تهديد على الحدود وأي مساع يراد بها تقويض وزعزعة أمن الوطن وترويع مواطنيه".