مقتل قيادي بالعمال الكردستاني على يد القوات التركية في العراق

إعلان اردوغان عن قتل سلمان بوزقير المسؤول العام لحزب العمال الكردستاني في مخيم مخمور شمال العراق يأتي بينما تتمادى تركيا في انتهاك الأراضي العراقية.
العراق يرفض أن تكون أراضيه مسرحا للاقتتال ومنطلق لأعمال عدائية
العراق يطالب بانسحاب القوات التركية وعناصر حزب العمال من أراضيه

أنقرة - أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأحد مقتل مسؤول عسكري كبير في حزب العمال الكردستاني خلال عملية للاستخبارات التركية في العراق.

وبحسب اردوغان، فإن القائد العسكري المقتول سلمان بوزقير، المعروف بالاسم الحركي الدكتور حسين، كان المسؤول العام لحزب العمال الكردستاني في مخيم مخمور للاجئين الأكراد في شمال العراق.

وقال الرئيس التركي عبر تويتر "لن نسمح للتنظيم الانفصالي الغادر باستخدام مخمور كحاضنة للإرهاب"، مشددا على أن تركيا "ستواصل تجفيف منابع الإرهاب"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

بدوره أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية فخر الدين ألطون أن "كل الإرهابيين سيلقون المصير نفسه".

وكانت طائرة مسيّرة تركية قصفت السبت مخيم مخمور مخلفة ثلاثة قتلى مدنيين وذلك تنفيذا لتهديدات الرئيس التركي، في أحدث انتهاك للقوات التركية للأراضي العراقية.

وأنشأت الأمم المتحدة المخيم نهاية التسعينيات لاستضافة لاجئين أكراد أتراك.

وتتهم أنقرة حزب العمال الكردستاني باستمرار بأنه يسيطر على مخيّم مخمور الواقع في الأراضي العراقية على مسافة 250 كيلومتر جنوب الحدود التركية.

في سياق متصل دعت الرئاسة العراقية إلى ضرورة منع انتهاك السيادة العراقية، وسحب القوات التركية الموجودة في مناطق الإقليم والموصل، والتي تُعتبر انتهاكاً لمبدأ حسن الجوار، ومخالفة للأعراف والمواثيق الدولية.

واعتبرت  الهجوم الأخير على مناطق مخيم مخمور تصعيدٌ خطير يعرّض حياة المواطنين للخطر بما فيهم اللاجئون، ويتنافى مع القانون الدولي والإنساني.

وشددت وجوب احترام السيادة العراقية ورفض العراق المستمر أن يكون ساحة صراع الآخرين والتعدي على سيادته، كما يرفض أن يكون منطلقاً للعدوان على أي أحد.

كما أدانت الرئاسة العراقية مقتل  خمسة من قوات البيشمركة الكردية وإصابة سبعة  آخرين في عملية عسكرية لعناصر حزب العمال الكردستاني في قضاء العمادية بمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق.

وقال متحدث باسم الرئاسة إن التواجد العسكري لحزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية، بما في ذلك إقليم كردستان، غير قانوني، مشددا على ضرورة وضع حد لهذه التجاوزات المخلة باستقرار العراق وأمن مواطنيه، حيث أن الدستور العراقي لا يسمح باستخدام الأراضي العراقية منطلقاً لتهديد أمن الجيران.

وتعتبر السلطات التركية أن العراق لا يحرك ساكنا تجاه نشاط الحزب، وتؤكد أنه ليس لديها خيار آخر سوى شنّ عمليات عسكرية في الأراضي العراقية ضد التنظيم الذي تصنفه هي وحلفاؤها الغربيون إرهابيا، لكن بغداد ترفض بشدة التدخل التركي العسكري بأراضيها.

وكان اردوغان قد شبّه في وقت سابق من هذا الأسبوع مخيم مخمور بجبال قنديل الواقعة في شمال شرق كردستان العراق على الحدود مع إيران، وهي تمثل أكبر قاعدة لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض منذ عام 1984 حرب عصابات دامية على الأراضي التركية خلّفت أكثر من 40 ألف قتيل.

وقال الرئيس التركي الذي تجري بلاده حملة عسكرية جوية وأحيانا برية ضد حزب العمال الكردستاني في العراق منذ 23 أبريل/نيسان، إنه "إذا لم تقم الأمم المتحدة بتنظيف هذا المكان، فسنتولى نحن تلك المهمة".

وتنص الأعراف والمواثيق الدولية على أن يتم معالجة مثل هذه المسائل الأمنية ضمن الأطر القانونية كأن تتقدم تركيا بشكوى للحكومة العراقية ولمجلس الأمن وتقدم ما يثبت صحة مزاعمها بأن مخيم مخمور يشكل خطرا على أمنها أو أن المتمردين الأكراد يتخذونه بالفعل قاعدة خلفية لأنشطتهم ضد المصالح والقوات التركية.