مكتبة البدرخانيين في دهوك بالعراق

المكتبة صرح تاريخي أدبي ثقافي سياحي تأسست عام 1962.
سوء التوزيع المالي يؤثر بشكل سلبي كبير على الثقافة والوعي والكيان الثقافي
الوجود المعرفي مقبل على تطورات مستقبلية حضارية وتقنية وثقافية وعلمية وسياحية تعتمد في جوهرها على صناعة المعرفة

رحلة البحث عن المعرفة والثقافة والإطلاع ليست صعبة في زمن الإنترنت، ولكن صناعة المعرفة والثقافة والإطلاع أكثر صعوبة وأكثر هاجسا يوميا مؤرقا تشعر به كثير من المكتبات، ومنها مكتبة البدرخانيين في دهوك؛ هذا الصرح التاريخي الأدبي الثقافي السياحي حيث تأسست عام 1962 بشكل متواضع 100 نسخة من الكتب المعرفية والأدبية المختلفة ومع الزمن نمت واتسمت المكتبة التي تقع الآن على الشارع الرئيسي بالقرب من مديرية المرور العامة في دهوك. 
وتحتوى المكتبة على أكثر من 120000 ألف كتاب وجريدة ومجلة ومنشور ومخطوطة، في كافة المجالات والاختصاصات والمواضيع ويتوفر فيها أماكن للاستراحة والقراءة. 
في كل مرة التقي مدير المكتبة  يكون حوارنا الثقافي والفكري عن الماضي والحاضر والمستقبل ثقافيا وفكريا وتظهر أسئلة في حواراتنا مثلا كيف سيشرق المستقبل ثقافيا؟ وما الخدمات المعلوماتية النفعية المطلوبة؟ وكيف الوصول إلى وعي وثقافة أصيلة تخدم الجميع؟ وغيرها من الأسئلة التي لا نجد لها حلا إلا بين دعم مناسب لكل هذه الأفكار والأسئلة فلا يمكن مقارنة ميزانية البلدية والصحية بميزانية المكتبة الرئيسية، فالأولى دوائر خدمية تحصل على مبالغ من المواطنين وتدر عليها موارد مالية تستفاد منها إضافة إلى الميزانية المالية الرئيسية، أما المكتبة العامة فهي نفعية أكثر ومهمة أكثر، فسوء التوزيع المالي يؤثر بشكل سلبي كبير على الثقافة والوعي والكيان الثقافي خاصة في زمن تتسارع فيه وتيرة التطورات التقنية وانعكاسها على ديمومة المكتبة الثقافية العامة ودورها في تحقيق أهداف تنموية مهمة ومنها الفكرية والعلمية والاقتصادية وعلوم الفلك والطب والرياضة والشؤون العسكرية والعمارة والتحليل والتنبؤ بكل الاتجاهات المستقبلية مع تطور الاتجاهات العصرية المتغيرة لتقنيات الإنترنت في مجال المعلوماتية وتوظيفها واستغلالها لخدمة البلد والإنسان، فلا بد من إعداد الأجوبة اللازمة  لهذه الاقتراحات والهواجس المشروعة وإعداد ما هو مهم لديمومتها وتطورها لمجابهة ومواجهة كل التحديات الفكرية العصرية.

والمكتبة البدرخانية في دهوك لم تؤسس فقط لتكون مخصصة على روتين خزانة المؤلفات والوثائق التقليدية وفهرستها وتصنيفها وحفظها بل دورها أهم وأعظم لتؤهل وجودها وظيفيا وإداريا لتكون واجهة نادرة وقيمة وميدانا معرفيا ثقافيا لكافة الميادين الثقافية والسياسية والمعرفية والاقتصادية والتاريخية والسياحية خاصة إن الوجود المعرفي مقبل على تطورات مستقبلية حضارية وتقنية وثقافية وعلمية وسياحية تعتمد في جوهرها على المعرفة وصناعة المعرفة فلكي نكون دولة عصرية تتألف فيها الاتجاهات الفكرية والسياسية والثقافية والعلمية المختلفة بما يحقق الأمن والاستقرار علينا توجه حضاري عصري لبناء فكر الإنسان من خلال دور المعرفة وتطبيقها علميا وثقافيا ووعيا خاصة في الوقت الراهن الذي يعتبر من الأوليات الإنسانية المهمة، وملحة لمكتبة البدرخانيين وغيرها من المكتبات المعنية بالثقافة والوعي، مما يجعلها واجهة حضارية عصرية منتجة للمعرف والوعي الفكري بكافة اتجاهاته. 
أرجو من الجهات الثقافية المسؤولة المعنية الاهتمام بدعم مكتبة البدرخانيين المهمة والقيمة في دهوك وترسيخ فكرة التطور الثقافي وصناعة المعرفة يدًا بيد مع المختصين في المكتبة العريقة.