ملتقى المبدعات العربيات يعكس نشاط نجاح المنصوري الثقافي

الفنانة التشكيلية التونسية تنجح في المواءمة بين التشكيل الفني والكتابة.

تواصل الفنانة التشكيلية والباحثة نجاح المنصوري أنشطتها الثقافية والجمالية من خلال الحضور والمشاركة في الفعاليات والمعارض وكان آخرها ضمن أشغال ملتقى المبدعات العربيات في دورته الخامسة والعشرين حول "أسئلة الجندر في إبداع المرأة العربية" خلال أيام 15، 16 و17 يونيو/حزيران 2023 بنزل قصر الشرق بسوسة.

وفي المعرض الفني الذي كانت فيه لوحاتها ضمن أعمال فنية أخرى حيث تحدثت مشيرة إلى مشاركتها "السينمائية القديرة سلمى بكار تشرفني برأيها في عيناتي البصرية التي أشارك بها في ملتقى المبدعات العربيات بنزل قصر الشرق سوسة رفقة الفنانة التشكيلية كريمة بن سعد وكان انطلاق أشغال ملتقى المبدعات العربيات في دورته 25 بإشراف نبيل الفرجاني والي الجهة ونخبة من ضيفات وضيوف تونس الكريمات والكرام".

ها هي الفنانة نجاح تنجح في المواءمة بين الحرف واللون بين التشكيل الفني والكتابة التي تكاد تكون يومية وفي شكل شذرات دالة ومعبرة عن الكينونة وما يحف بها من هواجس وأحلام.. بين الرسم والتلوين والتشكيل الجمالي... والكتابة بما للمعاني من آفاق..

وللتذكير تسافر نجاح بكثير من شغف القول والتواصل والحلم وفق نظر وتأويل تقصدا للقلق الجميل الناجم عن أسئلة الذات في حياتها بين حل وترحال... "وجهي واجهة ووهم..." هكذا أخذتنا الفنانة إلى نصها الطافح بالقول الملون وفق تخيرها الفني والجمالي في هذه الصفحات من الكلمات والأعمال الفنية وفق عنوانها اللافت "حين يرسم التشكيلي بورتريه الذاتي.. نجاح المنصوري: وجهي واجهة ووهم (تجربة البورتريه الشخصي)...".

ومن هذا النص نقرأ التالي "الوعي بالتجاوز عملية مجهدة ومرهقة.. إنه حركة لا تستقر للقضاء على ما لا نريد له أن يمحو" وجودنا "أو على الأقل أثر مرورنا من هنا ذات زمن.. ويبدو أن لا مفر من أن يكون منتجي التشكيلي وليد الوعي المتجاوز...".

نجاح المنصوري وسلمى بكار
'السينمائية القديرة سلمى بكار شرفتني برأيها في عيناتي البصرية'

في هذا السياق من هذه العبارات تجاه ما يعتمل لدى الفنانة نجاح المنصوري لحظات التفكير والتأمل قبل وأثناء وبعد العمل التشكيلي تقول "ربما اكتشفت أن أكثر مشكلاتي هي أن أجد وجهي الذي من المفترض أن يكون له شكل خاص بي عندما أتعرض لجملة العوامل الخارجية ومعالجتي له تشكيليا (الاختزال / استعمال اللطخة / الفسخ / المحو...) صار شكلا يشترك فيه مع بقية الشخوص... فقد هويته الشخصية الخاصة وصار شكلا مشتركا لذلك بوعي أو بغير وعي.. بقصد أو بغير قصد تحولت عما حولي سعيا للنفاذ إلى داخلي".

هكذا هي اللعبة بين الرؤى في النظر تجاه مسألة البورتريه عند نجاح الفنانة والباحثة والتي كانت لها مشاركات مميزة في العديد من الفعاليات الفنية التشكيلية وفي رشاقة فنية فكرية إبداعية نابعة من ذاتها وشخصيتها التي تعبر عنها تارة بالرسم وتارة أخرى بالكتابة وغالبا بالاثنين معا...

وفي هذا السياق كانت لها مساحة مميزة من الحلم ضمن فعاليات ثقافية مهتمة بـ"فن البورتريه" بين الأدب والفنون حيث قدمت عددا من لوحاتها المنجزة مؤخرا وفق رؤيتها للفن وللبورتريه كحاضن دلالات وتصورات في سياق جمالي تعمل عليه منذ فترة وهي الفنانة التي تقرن المنجز على القماشة بمنجز آخر مكتوب فيه من التصورات المتعددة بخصوص الذات في نظرتها للعالم وللآخرين في عوالم متعددة الأحوال ومتغيرة الشؤون والشجون...

وفي تجربتها هذه التي قدمت من خلالها حيزا من الأعمال الفنية في ركن من معرض سابق بمتحف مدينة سوسة في نطاق ندوة للرابطة التونسية للفنون التشكيلية لتشير إلى الكينونة وهي في حلمها اليومي بين المكابدة والإبداع والأمل والذهاب إلى شجن الذات تلوينا وقولا بالفن والتشكيل لإعلاء ما تراكم في الذات من أفكار وقيم وتوق إلى الأفضل.. وقد لفتت هذه الأعمال إليها الأنظار والانتباه من قبل عدد من الفنانين والنقاد وأحباء الفنون الجميلة.