"ممنوع من العرض"، وصف سحري يروج للأفلام

قرار منع الأفلام لأسباب رقابية تتعلق بتابوهات جنسية أو سياسية أو دينية لم يعد يثير أزمة كبيرة فالشبكة العنكبوتية تعرض المحظور وتكشف المستور.
اغلب الأفلام التي منعت حققت نجاحا كبيرا
سيف الحظر لم يقطع انتشار الأفلام فكل ممنوع مرغوب

القاهرة - "تتعدد الأسباب والمنع واحد"، عبارة تلخص حال الكثير من الأفلام العربية التي يتعثر سبيلها إلى دور العرض، لأسباب رقابية عدة أبرزها ورود مشاهد سياسية أو جنسية.
وأُثير في مصر مؤخرًا، ضجة كبيرة بعد منع الجهات الرقابية عرض فيلم "كارما" للمخرج السينمائي خالد يوسف، لعدة ساعات، قبل أن تسمح وزارة الثقافة بذلك، بعد ضغوط إعلامية مؤثرة.

"ممنوع من العرض"، وصف ساحر يروج للأفلام
جدل كبير حول فيلم كارما

وعلى غرار القول الشائع "الممنوع مرغوب"، غالبًا ما يلعب قرار منع الأفلام من العرض دورًا بارزًا في نجاحها جماهيريا، لا سيما إذا صاحبها عبارة "للكبار فقط".
وفي الماضي، كان قرار منع الفيلم من العرض يعني انهيار الشركة المنتجة وإفلاسها، غير أن ظهور التلفزيون ومن بعده شرائط الفيديو وتوزيعها في البلاد العربية، لم يعد قرار منع الأفلام أزمة كبيرة.
ومنذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، بدأت ظاهرة عرض الأفلام الممنوعة تلقى رواجًا كبيرًا، حتى تسلمت الشبكة العنكبوتية "الإنترنت" الراية في عرض الأفلام المحظور تداولها في دور العرض السينمائية.
ومر سجل حافل من الأفلام العربية على سيف "المنع من العرض"، إثر حساسية الأحداث التي تدور حولها أو اصطدام بعضها بـ"تابوهات" سياسية أو ثقافية في المجتمعات العربية.
الرسالة (إنتاج عام 1976) 

سمحت السلطات السعودية بعرض فيلم "الرسالة" منذ أسابيع قليلة في الذكرى الأربعين لإنتاجه، بعد أن كان ممنوعًا من العرض في منطقة الخليج طيلة 4 عقود.
والفيلم الذي أحدث ضجة كبرى في العالم الإسلامي، عُرض لأول مرة في دور السينما عام 1976، للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد، وتم تصوير بعض مشاهده في المغرب وليبيا، بمشاركة نخبة ممثلين مغاربة ومصريين وسوريين.
وتدور أحداث فيلم "الرسالة" حول الفترة الزمنية بين نزول الوحي على نبي الإسلام وبدء نشر الدعوة الإسلامية في مكة، مرورا باعتناق حمزة بن عبدالمطلب الدين الإسلامي، وهو ما غير، وفقا لكتاب السيناريو، من مسار الدعوة بأكملها.
والسعودية من بين الدول التي تعهدت بتمويل إنتاج الفيلم قبل تصويره، وكان العقاد يأمل في تصوير بعض المشاهد هناك، قبل أن يثير الفيلم جدلًا واسعًا أدى إلى انسحاب الداعمين العرب من مشروع تمويله.
ورغم المقاطعة العربية، لاقى الفيلم رواجًا كبيرًا في دور السينما الأجنبية، وذاع صيته وتم عرضه في أكثر من 2400 دار سينما في الولايات المتحدة بعد أن ترشح لجائزة الأوسكار حينها.

"ممنوع من العرض"، وصف ساحر يروج للأفلام
فيلم البريء صراع السياسة والثقافة

البريء (إنتاج عام 1986) 
واجه فيلم "البريء" للمخرج المصري الراحل عاطف الطيب، اعتراضات رقابية عدة، إذ شاهده وزراء الداخلية والدفاع والثقافة بمصر عام 1986، وطالبوا بحذف عدد من مشاهده وتغيير نهايته.
وشكل مجلس الوزراء المصري، آنذاك، لجنة مكونة من 3 وزراء هم: وزير الدفاع عبدالحليم أبو غزالة، ووزير الداخلية أحمد رشدي، ووزير الثقافة أحمد هيكل.
وقرر هؤلاء حذف عدة مشاهد وتغيير النهاية بحجة "عدم المواءمة مع الظرف السياسي الذي (كانت) تمر به البلاد".
وتدور أحداث الفيلم حول شخصية "أحمد سبع الليل"، الشاب الفقير الذي لم يتمكن من تلقي تعليمه بسبب ظروف معيشته القاسية، ما دفع "حسين وهدان" الشاب الجامعي المثقف، إلى التعاطف معه وتعليمه المبادئ الوطنية.
كما أنه شجعه على الالتحاق بالقوات المسلحة، وهناك يتم إيهامه أن كل من في المعتقلات هم أعداء الوطن، بحسب سيناريو الفيلم.
وبعد مرور أكثر من 30 عامًا على إنتاجه، ظهرت نهاية الفيلم التي حذفت بأوامر الجهات السيادية آنذاك لخطورتها وما تتضمنه من مشاهد "غير مسبوقة" في جرأة العرض بالسينما المصرية.
وتجسد الخاتمة المحذوفة قيام المجند سبع الليل بقتل ضباط وعساكر المعسكر وارتكاب مجزرة في حقهم انتقاما للمعتقلين والمعذبين على يد زملائه.

يعد "المذنبون" صادمًا وصارخًا في تعرية الفساد في المجتمع المصري، بشكل بدا غريبا على السينما المصرية آنذاك، إضافة إلى تضمنه مشاهد جنسية جريئة

المذنبون (إنتاج عام 1976) 
تسبب هذا الفيلم الذي أخرجه المصري سعيد مرزوق، في إحالة مديرة الرقابة و14 رقيباً آنذاك، إلى المحاكمة التأديبية بسبب عرضه في دور السينما، كما أدى أيضًا إلى صدور قوانين رقابية جديدة في البلاد.
وأحداث الفيلم تدور حول مقتل ممثلة سينمائية شهيرة أثناء إحدى السهرات التي ضمت مجموعة كبيرة من شخصيات المجتمع المختلفة.
وعندما يتم التحقيق مع هذه الشخصيات باعتبارها متهمة في جريمة القتل، يتضح أن لكل منها جريمة فساد لا تقل بشاعتها عن القتل.
ويعد "المذنبون" صادمًا وصارخًا في تعرية الفساد في المجتمع المصري، بشكل بدا غريبا على السينما المصرية آنذاك، إضافة إلى تضمنه مشاهد جنسية جريئة.

"ممنوع من العرض"، وصف ساحر يروج للأفلام
فيلم "الرسالة" من جديد على الشاشات

حمام الملاطيلي (إنتاج عام 1973) 
يظل هذا الفيلم الذي أخرجه المصري صلاح أبو سيف، أيقونة الأفلام الممنوعة من العرض في دور السينما بالبلاد، رغم مرور أكثر من أربعة عقود على إنتاجه.
وتدور أحداثه حول رجل يسكن في "حمام الملاطيلي" بسبب انخفاض أجرة المبيت فيه، ويحب فتاة ليل هاربة وتحاول التوبة، لكن عمها وابنه يقتلونها.
ورغم اعتياد تلك القصص السينمائية، غير أن الفيلم منع من العرض في دور السينما لاحتوائه على مشاهد جنسية واضحة، تطرق خلالها إلى حياة المثليين جنسيًا، وهو ما مثل صدمة للمجتمع، وجرى منعه من العرض في التلفزيون المصري حتى الآن.

فيلم حمام الملاطيلي تطرق إلى حياة المثليين جنسيًا، وهو ما مثل صدمة للمجتمع، وجرى منعه من العرض في التلفزيون المصري حتى الآن

حلاوة روح (إنتاج عام 2014) 
يعد الفيلم التجربة السينمائية الثانية للمطربة اللبنانية الشهيرة هيفاء وهبي، ومن إخراج المصري سامح عبدالعزيز، وقد منع من العرض في دور السينما بقرار من رئيس الوزراء المصري في ذلك الوقت، إبراهيم محلب.
وأعيد الفيلم للعرض بحكم قضائي لكن بعد أن حظى بمشاهدة واسعة على الشبكة العنكبوتية.
ويدور الفيلم في إطار اجتماعي درامي لفتاة تعيش في حارة شعبية برفقة والدة زوجها أثناء سفر زوجها خارج البلاد، وتتعرض للعديد من المتاعب بسبب جيرانها الذين يرغبون في إقامة علاقات غير شرعية معها.
وقررت الجهات الرقابية منع الفيلم من العرض لـ"احتوائه على مشاهد جنسية جرئية".