منى حسن وعلي مي يبثان وجدهما للمدن والذات

الشاعرة منى حسن أخذت الحاضرين بعذوبة شعرها إلى أجواء روحانية في حضرة الشعر وتجلياته.
الشاعرة السودانية تقرأ من مقامات العشق وشكوى العاشقين وما يعانونه من ألم 
تساؤلات الشاعر حول ماهية الحب والوجود، وإلحاح الأسئلة المتقدة على الليل

الشارقة ـ احتفاءً بالشعر والشعراء، وتواصلاً مع الأنشطة المستمرة في إمارة الشارقة وفقاً للضوابط والاحترازات التي فرضتها جائحة كورونا، نظم بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة مساء الثلاثاء 15 يونيو/حزيران 2021 قراءات شعرية شارك فيها كل من منى حسن من السودان، وعلي مي من فلسطين، بحضور الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر وعدد من محبي الشعر والثقافة، وقدمها حمادة عبداللطيف، الذي تحدث عن دور بيت الشعر في إعادة الحياة إلى الأمسيات، ودور الشعراء في إحياء القاعات بأصواتهم الشعرية الجاذبة للذائقة.
افتتحت القراءات الشاعرة منى حسن التي أخذت الحاضرين بعذوبة شعرها إلى أجواء روحانية في حضرة الشعر وتجلياته، وعزفت على ناي الحروف مواويل المنافي ودموع الوجع وأنات الحيارى ومنها:
بي صرخة الولهِ المعتَّقِ
في اشتهاءاتِ القوافي
وبي التصالحُ
والتجافي
وتعثُّرُ اللغة المقيمِ
على مسارات اعترافي
لا زادَ يصحبني إليَّ
سوى دموعي وارتجافي
ومن مقامات العشق وشكوى العاشقين وما يعانونه من ألم قرأت منى حسن قصيدة بعنوان "كان درويشاً" منها:
لم يكن في حبهِ متهماً
كانَ درويشاً بشوقٍ مُعلنِ
ظلَّ يتلوني على أورادهِ
كي يحلَّ الملتقى في زمني
ويناجيني فينسابُ الهوى 
بين أطيافِ المنى والمحنِ
لم يكن سؤلي ولا كان الهوى
خاطراً في قلبه راودني
كيف جئنا كيف صرنا واحداً
واهتدينا لدروبِ الشجنِ
الشاعر علي مي الفائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الأخيرة، قرأ مجموعة من النصوص التي احتوتها المجموعة الفائزة بعنوان "نهارات الغزالة" وتراوحت بين التفعيلة والعمود بلغة رمزية رشيقة، ومن قصيدة "نشيد لفتاة الأرق الأسمر" قرأ:
تـمــرّين من شارعِ الحُبِّ في حارةِ العطـرِ 
فيَّـاضـةً بالـعُـذوبةِ
طازجةً كصبـاحِ العصـافـير حول الـسواقيِ
ولا حولَ للبسطاءِ على درجِ الوجدِ 
والعـابرين وقد عـشقـوا فجأةً دون قصدِ 
ولا حولِ لي
والغواية تسحـبُـني من قميـصِ الكلامِ 
لأكتـب ..
ماذا سأكتــبُ غـير احتراقي
ومع تساؤلات الشاعر حول ماهية الحب والوجود، وإلحاح الأسئلة المتقدة على الليل، قرأ علي مي قصيدة "بلهفة الشهدا" طاف بها في أجواء "عمَّان" الملهمة ومنها:
كُنا وعمَّـانُ مِــلء شُرفَـتِـنا
نرعــى المَـساءاتِ طِفـلةً .. وَلَـدَا
أغـوَى مِـنَ الـوَصْلِ غَــنـجُ هَـمسـةِ "لا "
مِـنـها، إذا قُـلتُ: ألتقيــكِ غـدا؟
رَمْـلٌ هُـوَ الـوَقـتُ دُونَهَا وَدَمِـي
حـقـلٌ مِـنَ الـجَـدبِ لـم يَـطـأهُ نَـدى
والطفلةُ الحلمُ قـابَ أغنيـتَيْ
حادٍ عــلى سُورِ صمتهِ اسـتـنَدا
حادٍ يرى الدربَ نزفهُ وبعينيهِ
المسافاتُ تَسـتَحِـيلُ رَدى
مُذ أمَّـتِ الـريحُ خَطْوَ مَـن تَرَكُـوا
في ضفةِ الـفـقدِ صوتهُ زبدا
مُـنـذُ ارتَـمَى النهـرُ بينَنَا وَكَـذا
كُلٌ لمنفاهُ سَار مُـنـفَـرِدَا 
فِي الـشَارعِ الآنَ شـاعـرٌ يَـرِثُ
الكَونَ البكائيَّ كُلما سَهِـدَا
في ختام الأمسيّة كرّم الشاعر محمد البريكي الشاعرين منى حسن وعلي مي ومقدم الفعالية حمادة عبداللطيف.